انتقادات لصناعة القهوة في إدلب


اشترى السيد "أبو إبراهيم" كمية لا بأس بها من القهوة على اعتبار أن المتجر الذي اعتاد التعامل معه موثوق ويصنع القهوة بجودة عالية، تشهد عليها الكميات السابقة التي استهلكها الرجل وكانت جيدة أو مقبولة على أقل تقدير.

وأثناء استضافته لعدد من أصدقائه دارت صينية القهوة التي يفوح منها الهال بشكل ملحوظ على ضيوف أبو إبراهيم الذي أراد (تبييض وجهه) بصناعة محلية فاخرة، لكن الأمور لم تكن كما يشتهي. غص أحد الضيوف بفنجان القهوة فألقاه على الطربيزة الصغيرة أمامه، في حين امتنع بقية الضيوف عن احتساء قهوتهم. وحده أبو إبراهيم أكمل شرب فنجانه على مضض بينما يوزع الابتسامات على الحضور، لكن وجهه سرعان ما تضرج باللون الأحمر كعلامة على الخجل.

صناعة القهوة من تحميص وطحن وتعبئة، تنتشر في عموم محافظة إدلب، لكنها غالباً ما تتعرض لانتقادات واسعة من قبل الأهالي، الذين يشتكون من عدم استقرار جودة ما يصنع من هذه المادة المعشوقة للجميع.


أبو إبراهيم على سبيل المثال قال لـ "اقتصاد"، إنه قاطع المحل الذي داوم على شراء قهوته لأشهر طوبلة. "شعرت بالخجل حقاً. لقد اسود وجهي أمام ضيوفي".

يمتلك محمود (43 عاماً) محل بزورية في سوق إدلب، حيث تعتبر القهوة من أهم مبيعاته.

تحدث لـ "اقتصاد" عن تدهور هذه الصناعة بسبب غياب الدقة والإتقان والخبرة الكافية التي تتوفر في شركات ومحلات القهوة المنتشرة في دمشق.

محمود أكد أن هنالك تهاوناً لدى شركات القهوة في إدلب، من حيث اختيار حبة القهوة الجيدة ونوعية الهال المستخدم معها، إضافة لمشكلة تعتبر الأكبر والأكثر انتشاراً، وهي طريقة التحميص العشوائية التي ينتهجها المصنعون.

"من المتعارف عليه أن هناك عدة أصناف للقهوة بحسب طريقة التحميص؛ نجد مثلاً أن طعم القهوة الشقراء أو الفاتحة يشوبه الحموضة، بينما تعاني القهوة المحروقة أو الغامقة من طعم أقرب إلى الفحم نتيجة التحميص الزائد لحباتها".


من المشكلات أيضاً كثرة الهال في القهوة التي تصنف (اكسترا). ويخشى البعض أن تكون كمية الهال الزائدة للتغطية على سوء تحميص القهوة أو غياب جودة حباتها.

يقيم محمد ابن مدينة دمشق في إدلب منذ أكثر من سنة. الشاب الثلاثيني كان له رأي مشابه حول جودة القهوة المصنعة في المحافظة.

قال لـ "اقتصاد": "لم أستسغ ما ينتج هنا من هذه المادة، جربت العديد من الماركات المحلية لكنها لم تعجبني".

وتابع محمد الذي بات يحصل على حاجته من القهوة من دمشق عبر مكاتب السفريات. "هناك حالة من غياب الخبرة الكافية لاسيما وأن هذا المشروب الواسع الانتشار حساس للغاية. ممكن لغلط بسيط أثناء الصناعة أو التعبئة أن يخرب كمية كبيرة أو يكسبها طعماً أو رائحة غير مقبولة".

ترك تعليق

التعليق