كلس: ركود في الأسواق.. والسوريون في عين العاصفة


يعيش اللاجئون السوريون وخصوصاً أرباب العمل منهم، في ولاية كلس، حالة من الاستياء والخوف، إثر القصف المتقطع الذي يطال المدينة القريبة من الحدود السورية، بعدما بدأت القوات التركية عمليتها العسكرية ضد "الوحدات" الكردية في مدينة عفرين تحت مسمى "غصن الزيتون".

وإلى جانب مخاوفهم الناجمة عن تساقط القذائف العشوائي، يخشون أيضاً من ردة فعل غاضبة قد تطالهم من السكان الأتراك، في ظل أجواء مشحونة تسيطر على المدينة، توضحها الأحاديث التي يتم تناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويبدو أن شكل المعارك التي تدور في مناطق حدودية قريبة من المدينة، لا يؤشر إلى انفراجة سريعة، كتلك التي شهدتها المدينة في نيسان 2016، قبيل طرد تنظيم الدولة من المنطقة في إطار عملية "درع الفرات".

وجراء ذلك، سادت حالة من الترقب أسواق المدينة، بعد الركود الأخير المترافق مع موجة من الغلاء جراء عدم ثبات سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.

وخلال حديثه لـ"اقتصاد"، لم يخف "أبو محمد"، وهو صاحب محال لبيع المواد الغذائية بالجملة، لم يخفِ مخاوفه من الوضع غير المستقر الذي يسود كلس، مبيناً أنه بصدد دراسة نقل مكان إقامته إلى مدينة تركية أخرى.

وقال: "تعاني المدينة من ضعف في الحركة التجارية أساساً، وجاءت موجة القصف الأخيرة لتزيد الطين بلة، إذ تكاد تكون الحركة التجارية معدومة".


ومثل أبو محمد، ينتظر بائع الألبسة الجاهزة، "عبد الحكيم"، ما ستسفر عنه المعارك، موضحاً أنه يؤجل فكرة مغادرة المدينة بانتظار معرفة أمد المعركة.

ويوضح عبد الحكيم لـ"اقتصاد"، أن ما دفعه إلى السكن في كلس قربها من الحدود السورية والأجواء السورية فيها، ويستدرك: "لكن الأهم من كل ذلك هو العمل، ولذلك قد اضطر قريباً إلى مغادرة المدينة".

وفي السياق ذاته، يتكبد أصحاب شركات مزود الإنترنت الفضائي خسائر فادحة، وذلك بعد أن تم إيقاف هذه الشركات عن العمل "لدواعٍ أمنية".

وتعتمد هذه الشركات المنتشرة بكثرة في كلس على العملاء السوريين داخل المدينة وفي الداخل السوري، وذلك بسبب عدم اشتراط هذه الشركات على العملاء توقيع عقود رسمية، كما في حال الشركات التركية المماثلة.

هذا ويقدر عدد السوريين في كلس بحوالي 124 ألف، ويفوق تعدادهم تعداد الأتراك في المدينة حسب مصادر إعلامية تركية.

ترك تعليق

التعليق