"الحنون" عماد خميس.. يمتد عطفه لريف شمال اللاذقية


اللفتة التي قام بها عماد خميس رئيس الوزراء، باستقباله للناشطين الإعلاميين من أبناء ريف اللاذقية الشمالي، نتفق مع وسائل إعلام النظام، أنه لا يقوم بها إلا إبليس، وحتى أنها قد لا تخطر على باله، وسط الظروف الصعبة التي تحيط بالحكومة ولا تعرف من أين تتصدى للمشاكل التي تواجهها..

 فأن يكون هناك وقت لدى خميس لكي يستمع لترهات شباب يصفون أنفسهم بأنهم تصدوا إعلامياً لفصائل المعارضة التي سيطرت على قراهم في أعوام سابقة، والاستجابة والتفاعل مع هذه الترهات، فإنما يدل على أن النظام يتعامل مع خميس، وكأنه أمين فرقة حزبية، أو في أحسن الحالات، رئيس مكتب تنفيذي في اتحاد الفلاحين، فرع اللاذقية.

لكن من يقرأ الخبر الذي كتبه موقع "سيرياستيبس" الموالي للنظام، لا يخاله الشك، بأنه يشبه سيناريو الأعمال التلفزيونية، التي يجري تنفيذها وتصويرها لاحقاً.. فقد ارتأى الموقع أن يبدأ الخبر بالحديث عن جرائم "المعارضة" في ريف اللاذقية الشمالي، وبصورة أقرب إلى أفلام الرعب، حيث قامت الكتائب التي سيطرت على تلك المنطقة بحسب الموقع، "ببقر بطون النساء"، ووضع "الأجنة على ألوح معدنية وشويها على النار"، ومن ثم "إلقاء الأطفال بالماء المغلي وهم أحياء" و" ذبح العجائز والنساء" "وتكسير عظام الشباب"...إلخ.. كل هذه المقدمة ولم يأت دور الحديث عن خميس ووقائع لقائه بهؤلاء الناشطين الإعلاميين، والتي تلخصت بتقديم المساعدة الفورية لهم، من مال ووظائف.

الموقع، تحدث كذلك، عن قيام الحكومة بإعادة ترميم بيوت الأهالي في ريف اللاذقية الشمالي على نفقتها الكاملة، بتكلفة وصلت إلى أكثر من مليار ونصف المليار ليرة، مع إعادة تأهيل البنية التحتية في هذه القرى، من أجل عودة السكان والحياة إليها، والتي تخلت المعارضة عنها في مطلع العام 2016.

وتحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن تأثر خميس وهو يستمع للقصص المرعبة من هؤلاء الشباب، وكيف أنه كان يقاوم دموعه رغماً عنه، وكان يتنهد بين القصة والأخرى، واعداً إياهم أن ما حدث لهم ولقراهم لن يتكرر "بإذن الله".. وأنه سيفعل ما بوسعه من أجل أن يزيل آثار الحزن من نفوسهم ومن نفوس ذويهم في المنطقة.

ترك تعليق

التعليق