تعرف على سيارات "القصة" الأوروبية التي تغزو أسواق إدلب


شهدت محافظة إدلب خلال الآونة الأخيرة، نشاطاً كبيراً في تجارة السيارات الأوروبية (هونداي)، عبر ميناء طرطوس، مروراً بمناطق سيطرة الأسد، وصولاً إلى المناطق المحررة في إدلب وأرياف حلب وحماة.

"سالم أبو عبدو"، أحد تجار السيارات الأوروبية أو ما تعرف بـ "القصة"، تحدث قائلاً: "السيارات الأوروبية يتم إحضارها من أوروبا وكوريا إلى ميناء طرطوس ليقوم التجار هناك بسرقة معظم قطعها وتجزئتها لقطع (صندوق - طبون - هيكل خارجي)، ومن ثم إرسالها بالحاملات إلى المناطق المحررة حسب طلب التجار هنا".

وللتوضيح أكثر، فهذه السيارات من منشأ كوري، ويُطلق عليها في المناطق المحررة، شمال سوريا، بـ "الأوروبية". يستوردها تجار في مناطق سيطرة النظام، وهي مستعملة، وتكون في أغلبها، في حالة سيئة، لذا يتم بيعها مفككة، وبعض قطعها تتعرض للسرقة، ومن ثم يتم بيعها لتجار في مناطق سيطرة المعارضة، حيث يتم تركيبها، أو صيانة ما لم يتم تفكيكه منها، ومن ثم بيعها للمستهلك الأخير.


يكون سعر السيارة في ميناء طرطوس بين (500 - 1000) دولار أمريكي حسب موديلها "هونداي 1998 - 1999 - 2000 - 2001 - 2002"، وتصل إلى معبر مدينة مورك بسعر ما بين 3500 - 4000 دولار حسب ضرائب حواجز الأسد من طرطوس إلى حماة على الحاملات.

ويضيف التاجر "أبو عبدو": "يقوم كل تاجر بشراء عدد من السيارات أثناء وصولها إلى المناطق المحررة. وبعض التجار يكون قد أحضر حاملة كاملة باسمه عن طريق تعامله مع صاحب الحاملة. لتبدأ بعدها مرحلة التطبيق للسيارة (إعادة تأهيلها)، ومن ثم عرضها للبيع على المدنيين أو المحال التجارية".


تدخل "القصة" في بداية وصولها للمناطق المحررة، إلى محل "الحدادة"، ليتم تركيب الشاسيه الخارجي لها والدواليب الجديدة كون الأصلية تمت سرقتها في ميناء طرطوس، ليتم إرسالها إلى محل "التصويج" من أجل تصليح بعض الجوانب المهترئة وبخ أي منطقة تعرضت للأذى في الحاملة، كون الحاملة تحوي عشرات "القصات".

ويكمل أبو عبدو: "بعد خروج السيارة من محل التصويج أقوم بإرسالها إلى الكهربجي، ليقوم بوصل الكهرباء إلى كامل السيارة ومن ثم إلى محل الزينة حسب رغبتي لإضافة بعض الكتابات والصور عليها، وتصبح جاهزة للبيع بعد أن أصبحت كاملة".


ويشير أبو عبدو إلى أن مرور القصة في الأماكن السابقة "حداد - صواج - كهربجي - زينة" يكلف حوالي 500 دولار أمريكي، لتصبح تكلفتها قبل البيع 4000 - 5000 دولار أمريكي حسب الموديل، وهنا تكمن شطارة التاجر في البيع ليجني ربح السيارة فالبعض يجني منها 200 وآخر 300 وثالث 500 دولار أمريكي.

ويفضل التجار حركة التجارة بسيارات "القصة" في فصل الصيف، مقارنة بالشتاء، لأن النهار يكون طويلاً ومحلات الحدادة تعمل طوال اليوم. ويستغرق تجهيز "القصة" في فصل الصيف قرابة 5 - 7 أيام، بينما في فصل الشتاء قرابة 15 يوماً.


يشار إلى أن السيارات الأوروبية "قصة" أثرت بشكل كبير على تجارة السيارة الحلفاوية "الطرطيرة"، والتي كان موقع "اقتصاد" قد أعد تقريراً سابقاً عن آلية تصنيعها وتكلفتها، وذلك كون "القصة" تعتبر سيارة أوروبية بماركة عالمية، فيما "الحلفاوية" صناعة محلية حسب رأي التجار والمدنيين في المناطق المحررة.


ترك تعليق

التعليق