أطمة تضاهي لندن في الإيجارات.. على وقع موجة نزوح رهيبة


ارتفعت إيجارات البيوت على كامل الخط الحدودي في ريف إدلب الشمالي عقب موجة النزوح الضخمة التي تشهدها محافظة إدلب من ريفيها الجنوبي والشرقي، حيث تضاعفت الأسعار لعدة مرات، وفقاً لمصادر مطلعة من داخل المنطقة.

النظام شن خلال الأسابيع الماضية حملة عسكرية هي الأعنف على محافظة إدلب حيث يقول محللون إن الهدف الرئيسي هو إحكام السيطرة على مطار أبو الظهور شرقي المحافظة، ما تسبب بتهجير قرابة 400 ألف نسمة نحو المناطق الحدودية في الريف الشمالي للمحافظة.

مصدر من داخل منطقة أطمة شمالاً، قال لـ "اقتصاد": "إن كل ما يشاع عن ارتفاع الإيجارات هو جزء ناقص من الحقيقة لأن الإيجارات وصلت إلى أرقام أكبر مما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

يتحدث المصدر قائلاً: "كابن المنطقة أعلن براءتي أمام الله والعباد لأن دعوات الناس تسمع علناً". ويتابع: "أحد المنازل كان مؤجراً بـ 250 دولار الشهر الماضي. لكن خلال الأسبوع الماضي فقط، تم إخراج المستأجر القديم وتأجير المنزل بـ 1300 دولار".

ويضيف: "أحد الأشخاص كان شاهد عيان على طرد أحد النازحين لما عرض أن يستاجر غرفة بـ 125 دولار، لكن صاحب البيت كان مصراً على 200 أو يذهب النازحون إلى الجحيم".

"الوضع مجنون وسوف ينتقم الله منا لا محالة"، يؤكد المصدر الذي أشار إلى أن الوضع لا يخلو من بعض الاستثناءات القليلة جداً. هناك مثلاً من قنع بإيجار معقول جداً، وهناك من قدم منزلاً أو دكاناً بالمجان ولكنها نسبة لا تتجاوز 1%. "والعموم قتله الجشع".

ما شجع على هذا الجشع - بحسب المصدر - هو المنظمات، كونها تدفع مبالغ ضخمة لأصحاب المنازل إضافة للفصائل العسكرية التي تستأجر مقرات وغرف عمليات وبيوت لقاداتها في المنطقة التي تعتبر الأكثر أمناً شمالي سوريا.

من بين عشرات البلدات المتاخمة للحدود السورية – التركية، تحتل أطمة المركز الأول في ارتفاع الإيجارات، إذ ارتفعت الأسعار من الضعف إلى أربعة أضعاف، حسب حجم الشقة ونوعيتها، إضافة لنوعية المستأجر، فـ "كلما كان المستأجر بحاجة للبيت أكثر استغل صاحب البيت حاجة ضيفه أكثر".

على سبيل المثال؛ البيت الذي كان يؤجر بـ 200 دولار قبل موجة النزوح صار بـ 400. والذي كان بـ 400 صار بـ 1000 دولار وربما أكثر. حتى أن هناك من ترك منزله وأجره بسعر كبير، مستأجراً منزلاً آخر.

جميع المناطق الحدودية مثل سرمدا، الدانا، حارم، شهدت هذه الفوضى في الأسعار. لكن أطمة هي الأكثر جنوناً، كونها الأكثر اكتظاظاً.

مصدرنا قال إن تواطؤ أصحاب المكاتب العقارية الذين يتنافسون فيما بينهم في الحصول على أجر أعلى لصاحب البيت، ساهم في رفع الأسعار.

ويحصل المكتب على أجرة السمسرة من جيب المستأجر، وهي إيجار شهر كامل للعقار. لكن في بعض الأحيان يشارك صاحب البيت بجزء من أجرة السمسرة.

"إن أجر البيت بـ 400 دولار ينال المكتب أجرة شهر من المستأجر. منزل تم تأجيره بـ 1300 دولار نال المكتب 800 من المستأجر و 500 من المؤجر".

ناشط من دمشق دوّن على صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك" ملخصاً واقع الحال شمالي إدلب: "أحد المنازل بمدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي كان عم يتأجر بالمزاد.. وصاحب البيت فرحان، الزريبة جابت 400 دولار، 400 دولار يا جماعة.. هو قبل الثورة كان يشتغل سنة ليشوفهم.. الله الله يا دنيا!!".

ترك تعليق

التعليق