أسعار الحليب ومشتقاته تتأثر عكسياً بإغلاق الحاجز مع جنوب دمشق


تستمر قوات الأسد بإغلاق حاجز ببيلا سيدي مقداد، جنوب العاصمة دمشق، لليوم السادس على التوالي، كإجراء عقابي للمنطقة بعد الحملة الأمنية التي نفذتها فصائل المقاومة السورية في بلدة ببيلا ضد عراب المصالحة مع نظام الأسد، الشيخ أنس الطويل، الأمر الذي أنتج أزمة غذائية وارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية الرئيسية كالسكر والطحين والخبز، والمتوفرة بكميات قليلة في أسواق المنطقة.

 تأثير آخر، لكن بشكل عكسي، نتج عن إغلاق المعبر، تمثل بانخفاض سعر الحليب ومشتقاته في المنطقة، ويعود السبب لعدم سماح قوات الأسد لمربي الأبقار بإخراج قسم من حليب أبقارهم إلى العاصمة دمشق، حيث يشكل الفائض اليومي من إنتاج الحليب في جنوب العاصمة 10 أطنان، كان يتم إخراجها يومياً ليتم بيعها في دمشق عبر حاجز ببيلا سيدي مقداد، سابقاً.
 
"محي الدين"، مربي أبقار من بلدة يلدا، يقول لـ "اقتصاد" إنه ومنذ إغلاق المعبر يبيع إنتاجه من الحليب بخسارة. "سعر الحليب قبل إغلاق المعبر كان 210 ليرات سورية. اليوم نضطر لبيع الكيلو بـ 150 ليرة والسبب عدم السماح للسيارات بإخراج الحليب الفائض عن حاجة المنطقة لبيعه في أسواق دمشق. خسارة مربي الأبقار 60 ليرة في كل كيلو".

إلى جانب انخفاض سعر الحليب، انخفضت أيضاً أسعار مشتقاته من ألبان وأجبان، حيث شكلت الكمية الفائضة عن حاجة المنطقة والمنتجة في البلدات الثلاث، يلدا وببيلا وبيت سحم، والمقدرة بعشرة أطنان يومياً، كمية كبيرة لا تستطيع أسواق جنوب العاصمة استيعابها، حيث أدت كثرة العرض إلى انخفاض السعر، خاصة مع عدم إمكانية الاحتفاظ بالإنتاج لعدة أيام نتيجة عدم توفر حافظات والتي تحتاج إلى كهرباء.
 
"أبو عبدو"، تاجر أجبان وألبان في يلدا، يقول لـ "اقتصاد" إن مشتقات الحليب انخفضت أسعارها أيضاً ولكن قلة توفر اسطوانات الغاز والمحروقات بشكل عام، لعبت دوراً في محدودية هذا الانخفاض، فكيلو اللبن يباع اليوم بـ 200 ليرة سورية بينما كان يباع قبل إغلاق الحاجز بـ 250 ليرة. ولو كان الغاز متوفراً في المنطقة لبيع الكيلو بـ 175 ليرة سورية. أيضا سعر اللبنة اليوم 750 ليرة بينما كانت تباع بـ 900 ليرة. هناك إقبال من الأهالي على استغلال الفرصة لشراء كميات من الحليب وتحويلها للبنة أو جبنة سواء في منازلهم أو إرسالها لورشات اللبانة مقابل دفع كلفة التجهيز فقط.
 
يشار إلى أن بلدات جنوب العاصمة (يلدا، ببيلا، بيت سحم)، تعتبر بلدات زراعية، حيث كانت الغالبية من سكانها تمتهن الزراعة وتربية الأبقار، إلا أن هذه المهنة تأثرت بشكل كبير نتيجة الحصار الذي فرضته قوات الأسد على المنطقة وهلاك قسم كبير من الأبقار نتيجة القصف إضافة لموجات الأوبئة التي فتكت بالثروة الحيوانية في المنطقة خلال فترة الحصار.

ترك تعليق

التعليق