شبيحة الخبز في اللاذقية
- بواسطة طارق حاج بكري – خاص - اقتصاد --
- 06 كانون الثاني 2018 --
- 0 تعليقات
تعود الأزمة على الخبز إلى الواجهة من جديد في مدينة اللاذقية، طوابير وانتظار لساعات طويلة، بينما التجار ينالون ما يريدون بدون عناء، ويباع الخبز على أبواب الأفران من قبل السماسرة بأسعار مضاعفة.
أزمة متجددة
هذه ليست المرة الأولى وليست الأخيرة التي تعاني فيها محافظة اللاذقية من صعوبة الحصول على الخبز من الأفران، وتعود هذه الظاهرة للظهور بين الفينة والأخرى، وتحل المشكلة بقرار إداري يكرس المنفعة لأشخاص محسوبين على السلطة.
يعلم أهالي اللاذقية أن الخبز متوفر وبكمية كافية، ولكن شبيحة الخبز وطريقة تعاطي الأفران وتوزيع مستحقات المعتمدين هي السبب في صعوبة الحصول عليه.
فإذا ما أردت الحصول على الخبز بدون عناء يمكنك شراءه من الباعة المتعاملين مع متعهدي أفران الدولة، والذين يضعون أكواماً من الخبز أمام الأفران مباشرة، ويبيعونها بسعر 300 ليرة سورية للربطة الواحدة التي تحوي 14 رغيفاً، أي بأكثر من ثلاثة أضعاف سعرها الحقيقي.
يؤكد المسؤولون في مديرية التموين باللاذقية أن كمية الطحين كافية والخميرة متوفرة، وهم يقومون بدورهم بتأمين كافة المستلزمات، ولكن ما تبقى لا تقع مسؤوليته عليهم، ولا يتجرؤون بتوجيه الاتهام لأحد.
حاميها حراميها
تجد أمام الأفران مجموعة من الأشخاص وقد يرتدي أحدهم لباساً عسكرياً ويحمل بندقيته الآلية، يتاجرون بالخبز، وكلما انتهت الكمية التي لديهم يحصلون على كمية أخرى من الفرن ذاته، يخرجونها من الأبواب الجانبية وأمام بصر المواطنين الذين ينتظرون دورهم.
يؤكد المواطن "محمد المحمد" من مدينة اللاذقية "حي الرمل الشمالي": "معظم المتاجرين بالخبز من عناصر الأفرع الأمنية، وهم مكلفون بحفظ الأمن على الأفران والقبض على المطلوبين، لذلك فهم يتاجرون بالخبز ودون أن يتجرأ أحد بالاستفسار عن كيفية حصولهم عليه، فالتهم جاهزة والاعتقال بانتظار من يعترض حتى ولو كان من العاملين بالأفران، فهم يأخذون ما يريدون بالاتفاق مع متعهد الفرن أو بالقوة".
المحسوبيات والمتعهدون أولاً
ينتظر الناس أمام الأفران وهم يجدون الكميات الكبيرة من الخبز تخرج أمام أعينهم، وتحمل بالشاحنات أو توضع مباشرة أمام الفرن للتجارة بها.
قال متعهد بيع الخبز "أبو علي حيدر في حي الدعتور للناشط "محمد الساحلي": "أنا أدخل إلى فرن دمسرخو الآلي وأحصل على ما أريد، بل أن العمال هم من يقومون بتحميل حصتي من الخبز، ودون أن أنتظر أي دور وكل ذلك مقابل 1000 ليرة سورية أدفعها لسمسار الفرن يومياً، وكل ما أقوم به هو الاتصال قبل ذهابي إلى الفرن بنصف ساعة لأجد طلبي جاهزاً". وأكد أن جميع المتعهدين يفعلون مثله ولكل واحد منهم تسعيرة حسب الكميات التي يطلبها.
وكتب "فؤاد جندي" في صفحة "شيكاغو اللاذقية" عما يحصل في فرن الدولة الاحتياطي الثاني في منطقة الكورنيش الجنوبي باللاذقية، "المحسوبين على الفرن واللي بيستفيدو من وراهم كل واحد بياخد أقل شي بت 1000 ليرة ليمشو الدور وهادا أبو الطرطيرة بطن إنو مشاركو لمسؤول الفرن لأن بياخد كميات خبز بتكفي حارة كاملة وبيبيعا بالسوق السودا".
في حين رأى المهندس "محمد العلي" أن أزمة الخبز مفتعلة من قبل أجهزة أمن نظام الأسد، وعلق على ذلك: "يقوم النظام كل فترة بافتعال أزمة معيشية، تُشغل الناس بتدبير غذائهم، وتظهر هذه الحالة مع أي تراجع أو هزيمة يتعرض لها، كما حصل في حرستا الآن، وكذلك كي لا يترك فرصة لمن يعارضونه لعمل أي شيء يمكن أن يزعزع الأمن، ولكي لا يترك المجال للمؤيدين للتساؤل عن مصيرهم المقبل".
التعليق