وصف تفصيلي لرحلة العبور من حي الحجر الأسود بجنوب دمشق إلى تركيا


شهدت مناطق سيطرة تنظيم الدولة في جنوب العاصمة في الآونة الأخيرة موجات خروج عناصر من التنظيم بالتنسيق مع قوات النظام بحثاً عن الخلاص من حالة التدهور التي يعيشها التنظيم.

 وتضاربت المعلومات عن المقابل المالي الذي يدفعه عناصر التنظيم لتسهيل خروجهم من المنطقة وانتقالهم لمحافظة درعا أو إدلب، حيث تحدثت عدة مصادر عن كلفة تبلغ 3000 دولار على الشخص. ورجحت مصادر لـ "اقتصاد" أن يكون هذا المبلغ مقابل الوصول إلى إدلب فقط.

التطور الأخير في هذا الملف هو دخول المدنيين على خط الخروج من المنطقة مدفوعين بمغريات التسهيلات وضمانات الأمن وعدم التعرض للاعتقال أو حتى الوقوف على الحواجز،  وبنفس الطريقة التي يخرج بها عناصر التنظيم من المنطقة عبر النقطة التي تتمركز بها قوات نظام الأسد في مجمع بردى الصناعي على أطراف حي الحجر الأسود من جهة بلدة سبينة.

مصدر خاص  طلب عدم ذكر اسمه، أكد لـ "اقتصاد" أن عمليات الخروج من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة لم تتوقف رغم فرض التنظيم إجراءات أمنية مشددة وتمكنه من اعتقال 7 من عناصره خلال محاولتهم الخروج باتجاه نقاط  قوات الأسد،  حيث كانت أول دفعة من المدنيين خرجت بتاريخ 21/12/2017 وكان عددهم أربعة، تلاها خروج دفعة أخرى يوم الأحد 24/12 فيما خرج يوم الخميس 28/12 دفعة مكونة من خمسة أشخاص معظمهم مقربين من التنظيم منهم أبو مسعود الخابوري وأبو عبد الإله، الذي كان يعمل في المجال الإغاثي.

ويصف (س ، م)، وهو أحد المدنيين الذين خرجوا من المنطقة ووصل إلى تركيا، أن الطريق آمنة وأنهم لم يتعرضوا لأي مساءلة أو تفتيش، والمقابل كان 4150 دولار على الشخص الواحد. "مقابل 4150 دولار خرجت من جنوب العاصمة إلى تركيا. صحيح أن المبلغ كبير لكن بالنسبة لي الخروج من المنطقة كان حلم فأنا محاصر في جنوب دمشق منذ عام 2012 ورغم وجود عروض سابقة تمكنني من الخروج وبتكلفة أقل، لكنها لم تكن آمنة بالقدر الكافي لأطمئن وأقدم على هذه المغامرة".
 
 وأضاف (س ، م): "وصلت لتركيا منذ عدة أيام حيث خرجت من حي الحجر الأسود أنا وعدة أشخاص بالتنسيق مع شخص أعتذر عن الإشارة إليه، وهو وسيط لشبكة، أرجح أنها مرتبطة بضباط أو مسؤولين في نظام الأسد هدفهم هو الحصول على المال فالمجموعة التي أشرفت على نقلنا تتمتع بقدر كبير من حرية العبور على الحواجز دون التعرض للتفتيش أو الإيقاف أصلاً".

وعقّب: "كانت الخطورة الوحيدة هي خروجنا من الخط الفاصل بين قوات النظام وتنظيم الدولة على جبهة معمل بردى. بعدها كان بانتظارنا أربع سيارات مع عدة أشخاص مهمتهم حمايتنا. انطلقنا ليلاً. لم نقف على أي حاجز ولم نتعرض للتفتيش حتى أجهزة الجوال بقيت معنا. كانت العملية بغاية السهولة. لم نتوقف إلا في حماة لبضع ساعات. تم خلالها تبديل السيارات ثم تابعنا طريقنا إلى إدلب قبل الوصول إلى الحدود التركية، حيث انتهت مهمة السيارات، وتابعنا مع دليل آخر سيراً على الأقدام لمسافة جيدة حتى دخلنا الأراضي التركية بعد قرابة الـ 40 ساعة من خروجنا من حي الحجر الأسود".
 
أما عن طريقة الدفع فيقول (س ، م): "كان الشرط هو الدفع بعد الوصول لمنطقة آمنة ويتم الدفع عبر وسطاء من قبل المسؤول عن المجموعة التي رافقتنا وشخص من طرفنا، ويتم التنسيق عبر الاتصال بوجوب الدفع بعد وصول الشخص لمنطقة آمنة. المقابل كان 4150 دولار وهي كلفة الخروج من جنوب دمشق دخولاً إلى تركيا. التكلفة أقل إذا كان الشخص يرغب بالوصل إلى إدلب فقط. أيضاً كلفة الوصول إلى درعا تتراوح بين 2000 إلى 2500 دولار".

ترك تعليق

التعليق