"كبتيكول" مُخدّرة.. بسعر كيلو حمضيات في دمشق


تزامناً مع تذبذب حركة بيع وشراء الدولار الأمريكي، وغياب استقرار سعر الصرف في السوق السوداء، تنشط في العاصمة دمشق تجارة مادة الحشيش والحبوب المُخدرة بأصنافها المختفلة، وبشكل كبير جداً.
 
وتحتل مناطق محددة في دمشق مراتب متقدمة في تجارة وترويج المخدرات والحشيش، أبرزها، بلدة جرمانا وحي الدويلعة، ومساكن الحرس الجمهوري في مشروع دمر وأحياء الخزان والـ 86 في منطقة المزة، وشارع نسرين في حي التضامن وحي الزهور ما بين منطقة دف الشوك والزاهرة الجديدة، ومنطقة السيدة زينب.

كثافة ترويج المخدرات في تلك المناطق تعود لانتشار الميليشيات المُسلحة فيها لا سيما ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية الطائفية، إلى جانب غياب سيطرة الفروع الأمنية، بحسب مصادر في العاصمة دمشق رفضت الكشف عن نفسها.

دائرة مُكافحة المُخدّرات لدى نظام الأسد، وبهدف الإيحاء بفرض سطوتها الأمنية، تُعلن بين الآونة والأخرى عبر وسائل إعلامها عن إلقاء القبض على أشخاص بحوزتهم مواد الحشيش وحبوب الـ "كبتاغون" المُخدّرة أو الـ "كبتيكول" حسب التسمية الشعبية.

وتبرر أجهزة النظام الانتشار الكثيف لتلك الحبوب المخدرة، بوجود "مُنظّمات إرهابية" حسب إعلامها، الأمر الذي يستهجنه السيد (م . أ)، القاطن في حي الدويلعة، حيث يقول لـ "اقتصاد" إنّ عدد المداهمات التي تُنفذها فروع النظام الأمنية لهدف تجنيد الشباب وزجّهم بالمعارك في الجبهات أكثر بكثير من المُداهمات الهادفة للحد من ترويج المخدرات، لكن وعلى ما يبدو الحد من انتشار المُخدرات يُعدُّ من الخطوط الحمراء التي لا يمكن التعرّض لها لاستخدامها في عمليات تمويل الميليشيات.
 
ويُردف السيد (م . أ): "تنتشر المواد المُخدّرة بشكل شبه علني في الأسواق ويتناولها الكثير من الشباب وتُقدّم لهم بأسعار شبه رمزية، فتُباع حبّة الـ "الكابتيكول" الواحدة بمبلغ 350 ليرة سورية لا أكثر، ويُباع غرام الحشيش الواحد بـ 550 ليرة سورية فقط، بالتالي يوازي سعرها سعر أي مادّة من الخضروات أو الحمضيات وهذا ما يُسهّل على الشباب شراءها بشكل يومي، بينما لا يستطيع متناولوها الحصول على مادتي "الهيرويين أو الكوكايين" التي يتناولها أصحاب الطبقة المخملية بسبب سعرها المرتفع جداً والذي يفوق القدرة الماديّة لأي شاب يعمل لأربعة وعشرين ساعة متواصلة".

ويبلغ سعر غرام "الهيرويين" الواحد 15 ألف ليرة، وغرام الكوكايين 50 ألف ليرة سورية.

ويُؤكّد السيد (م . أ) أنّ غالبية التجار هم عناصر تتمتع بنفوذ كبير في ميليشيا حزب الله اللبناني وخاصّة تجار حبوب الـ "كابتيكول".

ضخ كميات كبيرة من المُخدّرات في أسواق العاصمة دمشق وريفها تزامناً مع توتر سعر صرف العملة الصعبة وبسعر أدنى من المُعتاد يعود لغاية البيع السريع واستبدال النقد السوري المجموع من عمليات البيع بالعملة الصعبة تحسباً لاستثمارها في حال صعود الدولار الأمريكي وانخفاض الليرة السورية.

مصادر أخرى قالت لـ "اقتصاد" إنّ التقصّي خلف خلايا تصنيع واستيراد وترويج وبيع مادّة الحشيش وحبوب "الكبتيكول" سهل للغاية، ويتم بدءاً من تصنيعه في العراق ولبنان ويتم استيراده منهما عبر حدود العراق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الشيعية الطائفية والحدود اللبنانية الواقعة تحت سيطرة ميليشيا حزب الله اللبناني. لكن يبقى التقصّي خلف عمليات بيع المواد ذات التأثير الأكبر كالـ "هيرويين والكوكايين" صعباً للغاية بسبب تكتم كُل من يتناولها واعتماد سرّية كبيرة في عملية ترويجها وبيعها.

بين الأمن والأمان الذي يتغنى به إعلام النظام المنهار اقتصادياً وأمنياً ومعنوياً، وبين تجار الموت بأشكاله، أصبح أخطر ما يُشاع اليوم تصنيع مواد "الهيرويين والكوكايين" داخل العاصمة دمشق في منشآت صناعيّة مُرخصة لإنتاج المواد الغذائية المُعلّبة، وغالباً ما سيكون من الصعب كشفها لدّقة وسرّية العمل فيها، هذا في حال كان هناك جهاز أمني يحمل على عاتقه حماية الشباب والوطن والنسيج الاجتماعي المُتفتت من هذه الآفّة السامّة.

على الهامش: تضاربت الأسعار بين مصدر وآخر فتم انتقاء الوسطية والأكثر منطقية منها.

ترك تعليق

التعليق