رأس السنة - رقص على الجراح في اللاذقية


شهدت مدينة اللاذقية احتفالاً صارخاً بمناسبة رأس السنة الميلادية، صُرفت ملايين الليرات السورية في الملاهي الليلية، وعلى الألعاب النارية واستهلكت أطنان من الذخيرة الحية لبنادق الكلاشينكوف، بينما تعاني أسر القتلى من الجوع والفاقة.

محتفلون بلا ضمير أو إنسانية

رغم الأسى والحزن الذي يخيم على آلاف العائلات الذين فقدوا أبناءهم في ساحات القتال إلى جانب الأسد، ودون أدنى إحساس بالإنسانية تجاه المتألمين من الذين غيب الأمن السوري أبناءهم في السجون منذ بداية انطلاق الثورة السورية.. احتفل شبيحة الأسد وعناصر أمنه ومرتزقته، بالإضافة إلى بعض من استطاعوا تهريب أبنائهم خارج البلد، أو تمكنوا من اعفائهم من أداء الخدمة الإلزامية، أو الذين يخدمون في المدينة ضمن الأفرع الأمنية أو الحواجز المنتشرة ضمن المحافظة، الذين لم يخسروا دماء، وإنما تمكنوا من جني الملايين من الليرات السورية بطرق غير مشروعة.

صرخت والدة قتيل وآخر مفقود، من سكان حي الرمل الشمالي الموالي لنظام الأسد في اللاذقية، عندما بدأ الجنون بإطلاق النار والمفرقعات مع دخول السنة الجديدة: "ماذا تفعلون والله لو كان بكم ذرة إنسانية أو ضمير لشعرتم بآلامنا، نحن نضحي وأنتم تحتفلون، هل تحتفلون بعيد رأس السنة أم بنجاتكم من الموت".



أموال على الأقدام

مئات المقاهي الليلية تحولت مع يوم رأس السنة إلى مواخير وكازينوهات، تقدم أرخص المطربات وأسفل الأغاني مع كثير من الابتذال والتعري، كما حدث في كازينوهات شارع الأميركان والشاطئ الأزرق وكازينوهات جبلة، التي يديرها أقرباء بشار الأسد وأبناء أخواله من آل مخلوف.

مئات الآلاف تم رميها على أقدام الراقصات من قبل شباب مازالوا في مقتبل العمر من آل الأسد، الذين سهروا مع مرافقيهم ومرافقاتهم وأحيوا رأس السنة.
 
وختموا سهرتهم بتجولهم بسياراتهم الفاخرة في شوارع اللاذقية مع إطلاق النار، وكثير من الضجيج والأغاني التي تمجد قائدهم بشار الأسد بأصوات أقرب ما تكون إلى أنكر الأصوات، هكذا وصف المدرس "محمد نصر" ما حدث بليلة رأس السنة في مدينة اللاذقية.


رقص على الجراح

"ألا تستحون مما تفعلون؟ أرامل من ضحوا بدمائهم من أجل أن تنعموا برفاهيتكم أنتم ومعلمكم بشار الأسد ينامون جوعى، ليس لديهم وقود يكفي لتدفئتهم، ولا مال ليستروا أجسادهم بملابس تليق بالبشر. أنفقتم مئات الآلاف على ألعابكم النارية، وثمن ذخيرتكم يكفي لشراء غذاء ووقود تدفئة يكفي كل العائلات التي فقدت معيلها لأجل سعادتكم. أنتم تنعمون بالرفاه ونحن ننتظر الساعات الطوال أمام جمعيات الإغاثة وعلى أبواب المؤسسات من أجل الحصول على ما نسد به رمقنا. كثير من نساء القتلى تحولوا إلى عاهرات لتسلية لياليكم والترفيه عنكم، لكي يحصلوا على بضع ورقات من نقدكم الحرام ليطعموا أطفالهم. لعنكم الله ولعن من سلطكم على رقابنا".. هذا نقله الناشط الإعلامي محمد الساحلي لـ "اقتصاد" عن الشيخ العجوز "أبو علي الزامتلي".


رجال الأسد هم الزبائن

وفي إجابة عن سؤال وجهه "الساحلي" لصاحب ملهى ليلي في الأميركان عن نوعية الزبائن الذي سهروا في محله ليلة رأس السنة، أجاب: "معظم رواد المحل في ليلة رأس السنة كانوا قد حجزوا مسبقاً، وهم زبائن مداومون، وجميعهم من عناصر الدفاع الوطني وعناصر الأمن وعدد من ضباط الأمن الذين نحجز لهم أماكن خاصة مستورة نوعاً ما، وهؤلاء يدفعون الكثير من الأموال لأن ما يدفعونه لم يتعبوا في تحصيله".

وأضاف: "معظمهم يحصل على أمواله عن طريق الرشاوى كعناصر الأمن الذين يخدمون داخل الأفرع، حيث يقبضون ثمن تسريب أخبار عن المعتقلين لأهاليهم، أو يمكن أن يسمحوا لهم برؤيتهم لدقائق مقابل مبالغ خيالية، أو من عناصر الأمن أو الدفاع الوطني الذين يعملون بتجارة الحشيش والحبوب المخدرة أو التهريب، وبخلاصة الأمر معظمهم من اللصوص والفاسدين".

ترك تعليق

التعليق