ليلة رأس السنة تفرغ جيوب أهالي السويداء


ما أن يقترب الاحتفال بأعياد رأس السنة حتى يبدأ المدنيون في السويداء بالتحضير لوداع آخر أيام العام. والعيد الذي اعتاد أهالي المحافظة على استقباله بحفلة تستمر غالباً طيلة الليل بات ينعكس بشكل مباشر على الأسواق التي تشهد حركة شرائية غير مسبوقة.

فالمدينة التي تعاني من ازدحام البسطات والأكشاك أصلاً، تعج قبل رأس السنة بثلاثة أيام بالمزيد منها، في الوقت الذي لا تفلح فيه المضاربة بين هؤلاء البائعين بتخفيض الأسعار، والتي ترتفع بشكل كبير في ظل غياب الرقابة على الأسواق والأسعار والتجار.



السمك من "المسامك" للطرقات

لعل انتشار بائعي الأسماك بكثرة في شوارع المدينة يشكل الظاهرة الأبرز لرأس السنة كل عام، حيث يفترش هؤلاء الباعة الطرقات من ساحة المشنقة إلى سوق الحسبة، ويبيعون أنواعاً مختلفة من الأسماك.

"فادي علاء الدين"، أحد بائعي الأسماك في السويداء، قال: "يشتري المدنيون الأسماك بكميات كبيرة تحضيراً لرأس السنة، وتعادل كمية السمك الذي يتم بيعه قبيل الاحتفال بنهاية العام كمية ما يشتريه المدنيون من السمك على مدار العام".


وأضاف "علاء الدين" في حديث لموقع "اقتصاد": "تراوح سعر الكيلو من السمك في أسواق المدينة، خلال الأيام القليلة الماضية، ما بين 2000 إلى 6000 ليرة سورية تبعاً للنوع".

وأردف "علاء الدين": "بلغ الفرق في سعر الكيلو ما بين هذا العام والعام الفائت أكثر من 1200 ليرة سورية"، مشيراً إلى أن كمية السمك خاصته لم يتم بيعها بالكامل على خلاف العام الماضي، وعزا ذلك لارتفاع أسعار السمك، وضعف القدرة الشرائية للمدنيين.

المضاربة تفشل بتخفيض الأسعار

تفاوتت أسعار الخضار والفاكهة واللحوم في أسواق المدينة، وذلك بسبب المضاربة بين التجار في محاولة للتخلص من كميات المواد الغذائية الموجودة لديهم، إلا أن هذه المضاربة لم تفلح بتخفيض الأسعار بالشكل الذي يرجوه المواطن.

"طارق جعفر"، صاحب إحدى البسطات في السويداء، أفاد في حديث لموقع "اقتصاد" بأن سعر البطاطا تراوح ما بين 150 و175 ليرة، وتراوح سعر البندورة ما بين 250 و 300 ليرة، ووصل سعر الكيلو من الخيار لـ 300 ليرة، والليمون الحامض 350 ليرة، بينما وصل سعر "جرزة البقدونس" لـ 50 ليرة.


وأضاف "جعفر": "أما بالنسبة الفاكهة، فتفاوت سعر الموز تبعاً للنوع من 800 إلى 1600 ليرة، وسجل سعر التفاح 300 ليرة للكيلو، وتراوح سعر البرتقال ما بين 100 إلى 150 ليرة ليكون بذلك أقل الفواكه سعراً".

من جانبه "بديع غرز الدين"، والذي يعمل بتجارة اللحوم قال لـ "اقتصاد": "إن سعر كيلو لحم البقر بلغ 4000 ليرة ومثله سعر لحم الغنم، في الوقت الذي وصل فيه سعر كيلو الفروج الحي لـ 710 ليرة والمنظف لـ 1025 ليرة".


80 ألف ليرة تكلفة مائدة

بلغت تكلفة مائدة مشتركة لعائلة في ريف السويداء الغربي مؤلفة من أخوين وأبنائهما وأبناء أبنائهما، بتعداد كلي 18 فرداً، 80 ألف ليرة سورية، ما بين أطعمة متنوعة ومشروبات.

"أبو سامر" رب العائلة قال لـ "اقتصاد": "إن المائدة التي تألفت من 8 كيلو من اللحم المشوي "شقف" و"كباب"، بالإضافة "للكبة"، "السمك"، "ورق العنب"، والبطاطا المقلية، وأنواع مختلفة من السلطات والمقبلات والمشروبات المنوعة، بلغت تكلفتها 80  ألف ليرة سورية، في الوقت الذي بلغت فيه تكلفة مائدتهم ذاتها العام الفائت 45 ألف ليرة".


في حين اعتبر "وائل نصر"، رب لأسرة مؤلفة من أب وأم وولدين، أن الحجز في أحد المطاعم أقل تكلفة من الموائد في المنزل، مشيراً إلى أن تكلفة سهرته في مطعم وسط المدينة بلغت 48 ألف ليرة بمعدل 12 ألف ليرة عن الشخص الواحد.

"سانتا كلوز" يستنزف جيوب الأهالي

أصبح سانتا كلوز "بابا نويل" يشكل أحد أولويات ليلة رأس السنة في المحافظة، فمحال ألعاب الأطفال المنتشرة في المدينة وريفها، تبدأ باستقطاب الأطفال قبل أيام من نهاية العام، وذلك عن طريق عروض تقدمها في الطرقات، مستغلة شخصية "سانتا كلوز" المحببة والمرتبطة بليلة رأس السنة.

"ثائر جنود"، صاحب محل لبيع ألعاب الأطفال، أكد في حديث لـ "اقتصاد" أن مئات الأسر تشتري الهدايا سنوياً من محله، وتدفع رسم اشتراك مقابل أن يقدم "سانتا كلوز" الهدايا لأبنائهم ليلة العيد.

وأردف "جنود" أن أسعار ألعاب الأطفال مرتفعة جداً، وأن الألعاب التي تستوقف الأطفال تتجاوز قيمة اللعبة الواحدة منها الـ 5 آلاف ليرة، مشيراً إلى أن فن الدعاية الطرقية وشخص متنكر يرتدي ملابس "بابا نويل"، ويلتقط الصور التذكارية مع الأطفال قبل العيد، يدفع الأهالي لشراء الهدايا لأطفالهم، ويساعده على بيع كميات كبيرة من الألعاب تضاهي ما يتم بيعه طيلة العام.


ترك تعليق

التعليق