عام 2017.. النفط للأكراد والغاز للنظام


قد تكون إحدى أبرز التطورات الاقتصادية التي ميزت المشهد السوري في العام 2017، هي تقاسم موارد النفط والغاز بين الأكراد ونظام الأسد، برعاية أمريكية – روسية.

وكان موقع "دبيكا" الاستخباراتي الإسرائيلي الشهير، قد كشف في تشرين الأول الماضي عن اتفاق أمريكي – روسي، تم بموجبه تقسيم ثروات دير الزور، على قاعدة، النفط للأكراد، والغاز للنظام.

ودلل الموقع المذكور على ذلك، بحدث ميداني غريب، إذ بعد أن سيطرت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" ذات القوام الكردي، المدعومة أمريكياً، على أكبر حقول الغاز في دير الزور، حقل كونيكو، نهاية شهر أيلول الماضي.. عادت لاحقاً لتنسحب منه وتسلمه لصالح ميليشيات تابعة للنظام.

وقبل ذلك، كان النظام، حسب الموقع المذكور، قد سبق ميليشيا "قسد" إلى حقل العمر، أكبر حقول النفط في دير الزور، قبل أن ينسحب منه، ويسلمه للأكراد. الأمر الذي يؤكد وجود الاتفاق الأمريكي – الروسي المشار إليه أعلاه.

وتزامن انسحاب النظام من حقل العمر النفطي، وتسليمه للميليشيا الكردية، مع نقل السيطرة على حقل كونيكو للغاز، إلى قوات النظام، حسب موقع "ديبكا".

وقد تميز شهرا أيلول وتشرين الأول، من العام 2017، باحتدام منافسة شرسة بين "قسد" والنظام، للسيطرة على موارد النفط والغاز في دير الزور. وكانت تلك الحقول تخضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وحسب مصادر إعلامية متقاطعة، فإن اتفاقاً أمريكياً – روسياً، نجح في تجنب الصدام بين الطرفين، عبر تقسيم موارد دير الزور.

وخلافاً لما أشيع عن اتفاق أمريكي – روسي، ينص على منح شمال الفرات للأكراد، وجنوبه للنظام، بحيث يكون النهر هو الخط الفاصل بين الطرفين، يقع حقل غاز كونيكو شمال النهر، وقد تخلى الأكراد عنه للنظام، مما يؤكد أن الاتفاق لا يرتبط بالتقسيم على أساس جغرافي، بل على أساس نوع المورد، بحيث خصص النفط للأكراد، وخصص الغاز للنظام.

وكحصيلة نهائية لتوزع السيطرة على موارد النفط والغاز في سوريا في نهاية عام 2017، بات الأكراد، ممثلين بميليشيا "قسد"، يسيطرون على أكثر من 85% من موارد النفط في سوريا، التي تتركز آباره الكبرى في محافظتي الحسكة ودير الزور، بوسطي يقترب من 360 ألف برميل يومياً. إلا أن بعض حقول النفط تحتاج إلى إعادة تأهيل، والبنية التحتية النفطية أيضاً تحتاج إلى إعادة تأهيل، خاصة في دير الزور.

أما بالنسبة للنظام، فهو يسيطر فقط على 15% من موارد النفط في سوريا، عبر سيطرته على حقول النفط جنوب نهر الفرات في دير الزور، إلى جانب الحقول النفطية في ريف حمص الشرقي.

أما بالنسبة للغاز، فيسيطر النظام على أكثر من ثلثي موارد الغاز في سوريا، بوسطي 7.5 مليون متر مكعب، فيما يسيطر الأكراد على الثلث الباقي، بوسطي 3.6 مليون متر مكعب.

نشير إلى أن أرقام الإنتاج الواردة أعلاه، للنفط والغاز، تعود للعام 2010، لأن معظم البنى التحتية في منشآت النفط والغاز، تحتاج إلى إعادة تأهيل، الأمر الذي يعني أن الإنتاج الحالي من النفط والغاز، أقل مما ذُكر أعلاه، لكن يمكن العودة إلى تلك الأرقام بعد إتمام عمليات إعادة تأهيل البنى التحتية والحقول المتضررة.

ترك تعليق

التعليق