الكرت الأصفر المقترن بإقامة يحميك في مصر من خطر الترحيل


الكرت الأصفر هو عبارة عن بطاقة تعريف باللاجئ أو طالب اللجوء المسجل، توضع عليه صورته وبياناته الشخصية وبيانات دخوله إلى مصر، التي قدمها لمفوضية اللاجئين بعد أن يقوم بتسجيل نفسه في مقرها.

وقد انضمت مصر إلى الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951، بموجب قرار رئيس جمهورية مصر العربية  رقم "31 لسنة 1980"، كما صدّقت على البروتوكول المعدّل لها، والصادر عام 1967، بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 333 لسنة 1980.

لماذا لا تمنح الحكومة المصرية بطاقات هوية صادرة عنها للاجئين الموجودين في مصر وعددهم قرابة 250 ألف لاجئ نصفهم من السوريين؟

مطالبة شعبية للسوريين في مصر بأن يتم منحهم بطاقات هوية خاصة تصدرها مصر، تمنحهم إقامة دائمة بشكل يريحهم من أعباء الازدحام والروتين ومعاملات الإقامة التي تستنفذ وقتهم وجهدهم ومن ثمن جواز السفر السوري الذي يصل الى 300 دولار أمريكي للشخص الواحد أسوة بالسوريين المقيمين في تركيا أو الأردن.

ويعد حلاً جذرياً لمشكلة الإقامة طرح منذ سنوات على السلطات المصرية، ولكنه يصطدم بكون القانون المصري لا يتضمن تسليم السلطات المصرية للأجانب أو اللاجئين بطاقات هوية، وإنما طبقاً للاتفاقية بين الحكومة المصرية ومكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالقاهرة بإصدار بطاقة تحمل موافقة الحكومة المصرية وتعتبر بمثابة الدليل على أن حاملها تقدم بطلب للحصول على وضع اللاجئ إلى المفوضية.

 ومقترح منح اللاجئين بطاقات هوية في مصر، يحتاج للمرور عبر الطرق القانونية تشريعياً في مجلس النواب لصياغة مثل هكذا مقترح ودراسته وإقراره وفق إجراءات تشريعية محددة.

ومدة الكرت الأصفر 18 شهراً. وتمنح إقامة عليه في مجمع التحرير بإدارة الهجرة والجوازات في القاهرة. تجدد كل ستة أشهر برسوم لا تتجاوز 15 جنيهاً مصرياً.

 وقد انتشرت مناشدات تطلب زيادة مدة الإقامة على البطاقة الصفراء من ستة أشهر إلى سنة توفيراً لوقت السوريين وجهدهم وللازدحام المرافق للحصول على الإقامة، وبخاصة أن هناك مكان واحد فقط للحصول على الإقامة، ويخدم كل اللاجئين في مصر على اختلاف جنسياتهم ومحافظات إقاماتهم. وهو طلب قدمه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للسلطات المصرية عند زيارته لمصر نهاية عام 2016. وبخصوص مشكلة الازدحام هناك عدة مقترحات بهذا الجانب مثل أن يتم افتتاح مكتب لإقامات اللاجئين في كل مديرية هجرة وجوازات في مصر، وليس حصراً في مجمع التحرير.

ما الفائدة الأكبر من الحصول على البطاقة الصفراء للسوريين في مصر؟

الكرت الأصفر المقترن بإقامة يمنحك إقامة قانونية في مصر ويمنع عنك خطر الاعتقال والترحيل. وهو ضروري لكل سوري انتهت صلاحية جواز سفره أو دخل بشكل غير شرعي. وفي حال حصول أي طارئ أو مشكلة، فالكرت الأصفر يوفر حماية شبه كاملة من صدور قرار بترغيب السوري بالسفر، طالما مخالفته للقانون المصري لا تشكل خطراً على الأمن القومي المصري. فحيازة الكرت الأصفر كفيلة بصدور قرار بالإفراج عنه من الجهة الأمنية صاحبة الاختصاص بعد أن يصدر قرار قضائي بإخلاء سبيله.

هل هناك خطر على من يحصل على الكرت الأصفر عند عودته لسوريا؟

بيانات المفوضية سرية بخصوص المسجلين لديها وبالتالي لا تعلم حكومة النظام بحصول الشخص السوري المقيم في مصر على بطاقة لجوء إلا إن صرح هو بذلك. ولكن في حال سُئل هذا الشخص في سوريا، لا بد له من الإنكار تجنباً لأية مخاطر قد يتعرض لها، كون المفوضية تسجل اللاجئين باعتبارهم أشخاصاً يعانون من الاضطهاد في بلدهم أو لديهم مسوغ للخوف من خطر يهدد حياتهم مما أجبرهم على مغادرتها، علماً أن هناك قسم من المسجلين لدى المفوضية من السوريين سجلوا فيها لأسباب اقتصادية بسبب سوء أوضاعهم المعيشية لا لأسباب تتعلق بالحماية.

ومؤخراً بدأت القنصلية السورية في القاهرة بمنح وثائق وأوراق وتصديقات للأشخاص القادمين عبر السودان بشكل غير شرعي على الرغم من علمها أن إقامتهم على الكرت الأصفر، ورغم ذلك الأفضل والأسلم عدم اصطحاب الكرت الأصفر عند مراجعة القنصلية السورية وفي حال سؤالهم لك هل تحمل بطاقة صفراء ومسجل لدى مفوضية اللاجئين، يجب أن تكون الإجابة لا.

من الناحية النظرية والعملية، لا يُجبر أي سوري في مصر سواء كان مسجلاً لدى مفوضية اللاجئين أم لا، على العودة إلى سوريا، رغماً عنه. ولا يوجد ترحيل قسري إلى سوريا. ومن يصدر قرار بترغيبه بالسفر(ترحيل) يستطيع السفر إلى أية دولة تسمح له بدخول أراضيها. وفي حال اختار أن يعود بمحض إرادته إلى سوريا، يقوم بتوقيع إقرار بأنه هو من اختار ولم يجبره أحد على ذلك.

وختاماً.. المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لا تستطيع أن تقدم للاجئين الذين يدخلون إلى مصر تسللاً عبر السودان ويتم توقيفهم، أكثر من مساعدات غذائية، كونهم لا يتبعون لولايتها، على اعتبار أن الاتفاقية الموقعة بين مصر والمفوضية تضمنت أن تعترف مصر باللاجئ بعد أن يسجل لدى المفوضية، ويحصل على بطاقة اللجوء منها. وبالتالي حجز موعد أو ما يعرف بالبطاقة البيضاء لطالبي التسجيل لا تشكل أي حماية لحاملها في مصر.

 ومؤخراً هناك تسهيل تقوم به السلطات المصرية للقادمين بشكل غير شرعي من السودان ولا يحملون بطاقة صفراء ولم يقننوا وضعهم ويرغبون بالعودة إلى سوريا مباشرة، ونؤكد هنا، حصراً إلى سوريا، هؤلاء يسمح لهم بالعودة المباشرة إلى سوريا من مطار القاهرة إلى مطار دمشق دون أن يتعرضوا لأية مساءلة ما عدا تحقيقات روتينية. وبعدها يُسمح لهم بالمغادرة مع ختم خروج رسمي.

ترك تعليق

التعليق