تجارة العملة.. كيف تتحكم دمشق بسوق السويداء؟


بحجة الدولار يرفع تجار السويداء الأسعار، ومع هبوط سعر صرفه مؤخراً تفك تلك الأسعار ارتباطها به فجأة. وبين مواطن توقع انخفاض أسعار السلع، وتاجر يخشى الخسارة، تشهد أسواق المدينة ركوداً كبيراً انعكس على حركة البيع والشراء في المدينة، وشمل الصاغة والمكاتب الخاصة التي تعمل بتصريف العملة، بالإضافة لسوق الأدوات الكهربائية.

فمن هو المتحكم الفعلي بسوق السويداء؟، ومن المسؤول عن إدارة تبعات تأرجح الدولار فيها؟، وهل يعتبر التجار في السويداء أدوات لتجار آخرين؟، وما هي الوظيفة الفعلية لسوق السويداء؟، وأين تتم التداولات؟، وما هو المصدر الرئيس للقطع الأجنبي؟

جمع العملة

لطالما بقيت سوق السويداء لغزاً محيراً، فالمحافظة التي تعاني من  الجمود الاقتصادي أصلاً، شهدت خلال الفترة القليلة الماضية، ارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع، ارتفاع ٌلم يتناسب والحالة الاقتصادية للمدنيين في المحافظة، والتي توصف بالمحافظة الفقيرة وفقاً لـ "هاني أبو مرة"، تاجر من السويداء.

وقال "أبو مرة" في حديث لموقع "اقتصاد": " إن سوق التصريف في السويداء هي سوق جمع العملة الأجنبية فقط، وهي مرتبطة بسوق العاصمة دمشق".

وأضاف "أبو مرة": "تنحصر مهمة تجار العملة في السويداء بجمع العملة الأجنبية لصالح تجار دمشق مقابل عمولة مالية يحصل عليها هؤلاء التجار، ولعل من أهم الأسماء في السويداء (شركة الفؤاد للصرافة)، (شركة العامر للصرافة)، (البحري للصياغة)، و(هاني صيموعة)".

المركزي يغرد خارج السرب في السويداء

اعتبر "وسام نوفل"، أحد الصاغة في السويداء، أن سعر الصرف في السويداء يرتبط بدمشق مباشرة، ولا يخضع لأي تأثيرات باستثناء تأثيرات سعر الصرف في دمشق.

وأضاف "نوفل" لموقع "اقتصاد": "يتراوح الفرق بين دمشق والسويداء بين 7 إلى10 ل.س للدولار الواحد، ويزيد السعر في السويداء عن نشرة أسعار السوق السوداء في دمشق"، مشيراً إلى أن السويداء تعتمد بشكل كلي على السوق التجاري بدمشق، وخصوصاً بعد توقف سوق درعا منذ عام 2012.

وموضحاً الطريقة التي يتم وضع أسعار السلع على أساسها، قال "نوفل": "إن أسعار البضائع تحسب بسعر صرف الدولار التجاري، والذي يزيد عن سعر الصرف في السوق الحرة بحوالي 20 ل.س للدولار الواحد".

وتابع "نوفل": "إن المصرف المركزي لا يوجد لديه تدخلات مباشرة في السويداء، وذلك لانعدام التصدير والاستيراد في المحافظة"، مشيراً إلى أن المصرف يعتمد أيضاً على جمع الدولار من خلال صرف أموال الحوالات.

المغتربون مصدر الدولار

تشكل أموال المغتربين المصدر الرئيسي للدولار في السويداء، لاسيما أنها تعتبر من أكثر المحافظات هجرة لشبابها في دول الخليج العربي والأمريكيتين.

ونتيجة لذلك ينشط سوق السويداء غالباً في الصيف نتيجة عودة المغتربين لزيارة أهلهم وقضاء إجازاتهم، أو الأوقات التي يتم إرسال الأموال فيها بكثرة إلى المحافظة من قبلهم أي في المناسبات والأعياد وفقاً لـ "ضياء نجم".

وأضاف "نجم"، العامل في مكتب لتحويل العملة، في حديث لـ "اقتصاد": "إن عائدات المغتربين تشكل 80 بالمئة من القطع الأجنبي في المحافظة"، مؤكداً على أن السويداء هي المحافظة الأولى التي يعتمد فيها القطع الأجنبي على هؤلاء المغتربين بشكل رئيسي.

المدينة مركز التداولات

تنحصر التداولات في السويداء بالمدينة فقط كونها تشكل الثقل الاقتصادي في المحافظة. وأشار "هاني أبو مرة" إلى أنه "يمكن إضافة بعض تجار العملة بين درعا والسويداء والسماسرة الذين يعتمدون على الحوالات القادمة من الخارج لصالح أشخاص من درعا لسوق التداولات هذا، بالإضافة لما يأخذه هؤلاء السماسرة خلال لعبهم لدور الوسيط بين تجار من درعا ودمشق".

وأكد "أبو مرة" على أن العديد من هؤلاء الأشخاص يعملون بهذا النوع من التجارة، أي بمثابة وسطاء بين الخارج والمستفيدين من الحوالات في درعا، والذين لا يتمكنون من دخول محافظة السويداء.




ترك تعليق

التعليق