6 آلاف ليرة شهرياً.. تكلفة 4 ساعات كهرباء في جنوب دمشق
- بواسطة فادي شباط - خاص - اقتصاد --
- 27 كانون الأول 2017 --
- 0 تعليقات
منذ مطلع عام 2013، تعيش كامل منطقة جنوب دمشق ظلاماً دامساً بسبب إخراج كافة المحولات الكهربائية فيها عن الخدمة نتيجةً لقصفها بصواريخ ومدفعية عصابات الأسد.
وتتكبد العائلة القاطنة في "مخيم اليرموك وأحياء الحجر الأسود والتضامن والعسالي"، الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، مبلغ 6 آلاف ليرة سورية، أجرة نصف أمبير من الكهرباء الناتجة عن تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية لأربعة ساعات يومياً.
وتنقص ألف ليرة وتزيدُ ساعةً في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، حيث يدفع فيها السكان مبلغ 5 آلاف ليرة أجرة نصف أمبير لخمسة ساعات يومياً.
تلفاز ومصباح إنارة فقط لا غير تستخدمها أم مروان القاطنة في مخيم اليرموك، حيث وبحسب ما قالت لـ "اقتصاد" إنّها تدفع كل أسبوع 1500 ليرة أجرة نصف أمبير كهرباء لا أكثر.
وأردفت أنّ نصف أمبير لا يتحمل استطاعة أكثر من تلفاز ولمبة إنارة، وغالباً ما تكون الكهرباء مُتقطعة غير مُستمرة بسبب أعطال المولدة المُتكررة، وفي حال قررت استخدام إنارة أكثر ستكون مُضّطرةً لدفع 3000 ليرة أسبوعياً أجرةً لأمبير واحد وهذا ما لا تستطيع تحمّله إطلاقاً، وتُفضل شراء مُستلزمات المعيشة لها ولأطفالها الثلاثة على أن تصرفه ثمناً للكهرباء.
وعن الوسائل البديلة قالت أم مروان، حتى لو توفّر لديها المال "وهذا غير ممكن"، فإنّ مكان سكنها في الطابق الأرضي لا يُخوّلها اقتناء جهاز طاقة شمسية تستطيع من خلاله تشغيل كُل ما تحتاجه، فالحد الأدنى من أسعار أجهزة الطاقة الشمسية وتوابعها يفوق 300 دولار أمريكي وتوفير مثل هكذا مبلغ يُشكل حلماً بالنسبة لها.
وأشارت أنّها ذات مرّة سمعت نصائح جيرانها في ضرورة اقتنائها لبطارية جافّة أو سائلة فاشترت واحدة سائلة ذات السعة 55 أمبير وشاحناً لها كبدّتها حينها 35 ألف ليرة سورية، لكنها سُرعان ما تلفت، ومن ثم استبدلت الشاحن الكبير ببطارية 12 أمبير مُستعملة مع شاحناً صغيراً بالكاد تكفيها للإنارة الليلية، أي بعد إطفاء مولدة الطاقة الكهربائية.
ويختلف الحال نسبياً في بلدات "يلدا وببيلا وبيت سحم" الخاضعة لسيطرة فصائل المقاومة، والخاضعة لهدنة اضطرت لإبرامها مطلع عام 2014 تحت تأثير حصار خانق تعرضت له. وتنفيذاً لإحدى بنود الهدنة يُقدم النظام ساعتين كهرباء يومياً بشكل مجاني، إمَا صباحاً أو مساءً، وأربعة ساعات مأجورة بقيمة 6 آلاف ليرة سورية شهرياً لخط كهرباء 10 أمبير، تستفيد منها المحلات التجارية أكثر من المنازل.
تستثمر الكهرباء المجانية في تشغيل مضخّة المياه والبراد والغسالة والمكواة واسطوانة تسخين مياه الحمام، وتضطرُ خاصّةً في فصل الشتاء للاشتراك بخط كهرباء نصف أمبير لخمسة ساعات يومياً، تُنير فيها منزلها وتُشغل التلفاز لأطفالها الاثنين وتدفع أجرته 5 آلاف ليرة شهرياً، بحسب ما قالته لـ "اقتصاد"، أم وسام القاطنة في بلدة يلدا.
وتُشير أم وسام التي تحصل على مُساعدات ماديّة جيدة من والدها اللاجئ في ألمانيا أنّها تشعر بالتميّز وسط مجتمع غالبيته يفتقد القدرة المادّية على الاشتراك بمولدة الكهرباء بسبب البطالة المُنتشرة بين الشباب وانعدام كافة أشكال الحياة الاقتصادية.
وبالعودة إلى أم مروان في مخيم اليرموك تقول إنّ حالها كحال كُلّ النساء القاطنات في أحياء الحجر الأسود والتضامن والعسالي، وتقوم بغسيل ثياب أطفالها بشكل يدوي منذ أربعة أعوام، ويفتقد قاموس يومياتها للبراد والمكواة، وتستخدم الحطب والنايلون في تسخين مياه الحمام، ويُشغّل صاحب مولدة الكهرباء صباحاً مرّة واحدة كل أسبوع لغاية ضخ مياه الآبار إلى الخزانات الموضوعة في سطوح المنزل.
أجهزة الطاقة الشمسية والبطاريات السائلة والجّافة المُتنوعة تتوفر في أسواق جنوب دمشق كوسائل بديلة تٌغني عن الكهرباء.
وبحسب السيد فؤاد عبد الرحمن، صاحب متجر صغير لبيعها، فإنّ الطلب عليها ضعيفٌ جداً، بسبب سعرها المُرتفع من جهة، وتدنّي مواصفاتها وعدم كفالتها وانعدام كفاءتها من جهةٍ أخرى.
ويبلغ سعر بطارية سائلة 55 أمبير في جنوب دمشق 25 ألف ليرة سورية، و 35 أمبير 17 ألف ليرة، وسعة 12 أمبير 11 ألف ليرة.
وسعر البطارية الجافّة 55 أمبير 40 ألف ليرة، و35 أمبير 30 ألف ليرة، و22 أمبير 16 ألف ليرة سورية، وسعر الشاحن 50 أمبير 12 ألف ليرة.
ويبلغ الحد الأدنى من تكلفة أجهزة الطاقة الشمسية 130 ألف ليرة سورية وتحتاج برفقتها لبطارية كبيرة.
وفي حي المادنية بمنطقة القدم الدمشقي الخاضع لاتفاق هدنة مع عصابات النظام منذ عام 2015 لا يختلف حال مورد الكهرباء فيها عن مناطق سيطرة التنظيم بسبب عدم إدراج الطاقة الكهربائية لتكون إحدى بنود الهدنة القائمة.
بين الاشتراك بمولدات الطاقة الكهربائية والكهرباء المجانية والمأجورة وتوفر الوسائل البديلة، نجد في كل حي من أحياء منطقة جنوب دمشق المُحاصرة وفي أماكن سيطرة التنظيم خاصةً، عائلات لا تستطيع الاشتراك أو الاقتناء، وتستبدل جميعها بـ "شمعة" يومياً يبلغ سعرها 50 ليرة سورية.
التعليق