اتهامات "الخيانة" بين النظام والأكراد تنعكس على جامعة الفرات


هدد وزير التعليم العالي في حكومة النظام السوري، عاطف نداف، بإغلاق "جامعة الفرات" في مدينة الحسكة (شرق سوريا) حسبما ذكرت مصادر لـ"اقتصاد"، رداً على اعتداء تعرضت له مكاتب الجامعة من قبل عناصر الإدارة الذاتية الكردية، في حين نفى مسؤول في الإدارة الذاتية لـ"اقتصاد" مسؤولية إدارته عن الاعتداء.

تهديد الوزير بإغلاق الجامعة بشكل كامل، جاء بعد يوم واحد من تعليق إدارة الجامعة للدوام في ثلاث كليات (طب الأسنان، هندسة الزراعة، كلية العلوم).

وبحسب مصادر محلية، فإن عناصر من الإدارة الذاتية اقتحموا كليتي الزراعة والعلوم في الجامعة، وقاموا بطرد بعض الموظفين من المكاتب، ومن ثم رفعوا أعلاماً كردية في الجامعة.

من جانبه أكد العميد السابق لكلية الآداب في جامعة الفرات، الدكتور فريد سعدون، أن إدارة الجامعة أمهلت عناصر الإدارة الذاتية مدة يومين للانسحاب من حرم الجامعة، قبل إغلاقها بشكل نهائي.

واعتبر سعدون في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، أن ما قامت به "الإدارة الذاتية "مخالف للاتفاق الذي وقعته في وقت سابق مع إدارة الجامعة، والذي ينص على استقلالية الجامعة وتحييدها عن الخلافات السياسية ما بين النظام والأكراد.

وينص الاتفاق الذي وُقّع في آب 2016 على أن تبقى مسؤولية إدارة وحماية مباني الكليات الجامعية بمدينة الحسكة تحت إشراف إدارة فرع جامعة الفرات وكوادرها العاملة.

وفي ذات السياق كشف سعدون عن قيامه بدور الوساطة ما بين إدارة الجامعة والإدارة الذاتية للحيلولة دون إغلاق الجامعة وتضرر آلاف الطلبة جراء ذلك. واستدرك: "لكن للآن لا تقدم في هذه الجهود، والإدارة الذاتية تصر على فرض سيطرتها الكاملة على الجامعة".

بالمقابل، نفى القيادي في "الإدارة الذاتية"، آلدار خليل، وجود صلة لإدارته بالاعتداء الذي تعرضت له بعض مكاتب الإدارة.

وقال خليل في حديث مع "اقتصاد": "بعض الطلبة يحاولون تنظيم أنفسهم ضمن تيارات سياسية كما في كل جامعات العالم، من دون أن يتلقوا أوامر أو تعليمات من أحد".

وأضاف: "لكن يبدو أن النظام ينتظر الذريعة لإثارة المشاكل وللتصعيد في الحسكة". وشدد قائلاً: "لا علاقة للإدارة الذاتية لا من قريب ولا من بعيد بما يجري في جامعة الفرات".

لكن مدير فرع جامعة الفرات بالحسكة، نجم الحميدي، عزا قرار تعليق الدوام إلى رفض الإدارة لقيام "شبيبة روج افا" بخلع باب أحد المكاتب في كلية الزراعة وتخصيصه كمكتب لهم، وتخصص مقر لهم أيضاً في كلية العلوم.

في غضون ذلك، أصدرت إدارة الجامعة قراراً بتأجيل الامتحانات في بعض الكليات إلى حين الانتهاء من الأزمة التي تهدد بحرمان آلاف الطلبة من مواصلة مشوارهم الجامعي.

ويتقاسم النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي السيطرة على مدينة الحسكة، وتنحسر مناطق سيطرة الأول في مربع أمني وسط المدينة، بينما تسيطر الإدارة الذاتية التابعة للاتحاد الديمقراطي على باقي أحياء المدينة وريفها.

وجدير بالذكر، أن اعتداءات متكررة تعرضت لها الجامعة من قبل عناصر الإدارة الذاتية، آخرها في أواخر شهر آب 2016، حيث تعرضت بعض الكليات لنهب المحتويات من بينها وثائق الطلبة.

يذكر أن الحادثة الأخيرة جاءت بعد أيام قليلة من الجدل الذي أثارته الاتهامات المتبادلة بالخيانة ما بين النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية- قسد" التي تعتبر الوحدات الكردية عمادها الرئيسي.


ترك تعليق

التعليق