"أردوغان" مستعد لنقل مرضى الغوطة.. وأهالي الغوطة يردون


كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن سعي بلاده إلى إخراج قرابة 500 شخص والذين هم بحاجة إلى إجلاء طبي فوري من الغوطة الشرقية .

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد 24/12/2017. وأضاف: "أنقرة مستعدة لنقل جميع من هم بحاجة للمساعدة الطبية إلى تركيا وذلك لتوفير العلاج اللازم والرعاية الطبية"، مشيراً إلى مناقشة هذا الموضوع مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين".

كما أن رئيسَي أركان الجيش في روسيا وتركيا سيناقشان الخطوات اللازمة للتنسيق في العمليات التي سيشارك فيها أيضاً الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التركية، بحسب "أردوغان".

فهناك حوالي 550 مريض سرطان في الغوطة، 278 مريض ربو ، 672 مريض سكري معتمد على الأنسولين، 100 مريض داء كرون، على الأقل 10 مرضى ناعور، وذلك بحسب الطبيب "محمد كتوب" ممثل الجمعية السورية الأمريكية samth، والتي لديها مراكز علاجية داخل الغوطة.

وأوضح "كتوب" في حديث خاص لـ "اقتصاد" أن "المشكلة في الحصار أمرين: الأمر الأول أن المرضى الذين لا يمكن علاجهم ضمن إمكانيات الغوطة سواء من ناحية الاختصاصات أو من ناحية المعدات مثل مرضى السرطان، مرضى الآفات القلبية الولادية، المرضى الذين يحتاجون زرع كبد، بعض الإصابات التي تحتاج جراحات متقدمة وغيرهم كثير، وهؤلاء يجب إخراجهم خارج الغوطة ليتعالجوا، الأمر الثاني أنه لدينا المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو السكري أو داء كرون أو أمراض نادرة مثل الناعور، لا يمكن علاجهم بسبب الحصار. وعليه فإننا في المجال الطبي نعاني من منع علاج هؤلاء سواء بمنع الشريحة الأولى من الخروج أو منع الشريحة الثانية من الحصول على دوائها".

فيما كشف الطبيب "كتوب" أن الجمعية الطبية السورية الأمريكية بدأت بجمع الأسماء والحالات منذ بداية الصيف بعد إغلاق الأنفاق التي كانت تصل الغوطة بمناطق سيطرة النظام  واستمرت الجمعية بجمع كافة الإحصائيات وإرسالها من خلال منظمة الصحة العالمية في مكاتبها في تركيا، فضلاً عن أن هذه القوائم نفسها كانت تُرسَل من خلال الهلال الأحمر شعبة دوما إلى مكاتبهم في دمشق. "وبعد كل ذلك لم نستطع إخلاء سوى 8 حالات فقط، الأمر الذي يعني أن الإخلاء ممكن ولكن من يعوقه هو ممارسات النظام السوري بالإضافة إلى تقاعس الأمم المتحدة عن أداء دورها تجاه الحالات الإنسانية".

فيما نقل مراسل "اقتصاد" عن أهالي الغوطة الشرقية ردات فعل غاضبة نتيجة تعامل المجتمع الدولي مع ما يحصل في الغوطة من كوارث إنسانية في جميع المجالات والأصعدة.

فقد أكد "أبو حسن" أحد سكان مدينة دوما أن ما يحتاجه المدنيون في الغوطة هو فك الحصار بشكل كامل وفتح جميع المعابر التي تصل مناطق الغوطة بالعاصمة دمشق والسماح بدخول البضائع التجارية من وإلى الغوطة دون فرض أتاوات باهظة.

وهذه ليست شروط إنما حقوق نتيجة التوصل إلى إبرام اتفاقيات خفض التصعيد الموقعة مع الجانب الروسي قبل ستة أشهر والتي تعهد بها الأخير ولم يتحقق شيء منها فعلياً على الإطلاق، وذلك بحسب "أبو حسن" .

ومع كل التكهنات والتوقعات والإنتظار يبقى أهالي الغوطة الشرقية بانتظار مصير مجهول نتيجة صفقة من هنا وصفقة من هناك، ليعيش المدنيون على طول التراب السوري وعرضه بين سندان القصف والحصار ومطرقة الموت البطيء الذي تعاديه قيم الإنسانية جمعاء.

ترك تعليق

التعليق