جواز السفر.. المشكلة الأكبر التي تنتظر غالبية السوريين المقيمين في مصر عام 2018


هذا العنوان لا يهدف للتشويق ولا لشد القارئ أو المتابع، فالمشكلة كبيرة والحدث جلل، وسيطال كل بيت سوري في مصر لهذا العام على اختلاف انتماءاتهم و توجهاتهم، والأهم أوضاعهم الاقتصادية، وتتلخص بمشكلة ثمن تجديد جواز السفر لنسبة تصل إلى 80% من السوريين المقيمين في مصر والذين ستنتهي جوازات سفرهم عام 2018.

جواز السفر يعتبر بمثابة بطاقة شخصية دولية لكل مواطن يحمل الجنسية السورية يتم بموجبها السماح له بدخول أي دولة أجنبية عند تحقيق شروط الدخول إليها، و يتضمن جواز السفر ذات المعلومات التي تتضمنها البطاقة الشخصية. ويعتبر جواز السفر السوري هو الأغلى في العالم بتكلفة 800 دولار أمريكي, ويحتل الجواز السوري المرتبة رقم 193 عالمياً، من حيث المكانة.

يبلغ ثمن تجديده العادي للشخص الواحد 300 دولار أمريكي بغض النظر عن عمره، ويستغرق وقتاً من شهر حتى 3 أشهر لصدوره، وهناك نوع آخر مستعجل يبلغ ثمن الحصول عليه 800 دولار أمريكي، ويصدر في ثلاثة أيام عمل.

 وتصدر جوازات السفر، من حيث المدة،  للنساء والأطفال والمعفو من الخدمة الإلزامية والرجال من هم فوق سن 45، لمدة ست سنوات. ومن لا توجد عليه أي مشكلة تجاه دائرة التجنيد.

أما من لم يقوموا بتأدية خدمة العلم يحصلون فقط على سنتين، ومن هم أطفال فوق سن 12 تُحسب لهم فقط مدة السوق للعسكرية يعني ممكن (3 أو 4 أو 5) سنوات، حسب المدة المتبقية لإتمامهم سن التكليف في الخدمة العسكرية.

إذاً، أين المشكلة؟

لشرح المشكلة وتداعياتها سنسرد مثالاً لأسرة سورية مؤلفة من أب وأم و3 أطفال سيكون عليها دفع مبلغ مقداره 1500 دولار أمريكي لتجديد جوزات سفرهم المنتهية الصلاحية وخياراتهم محدودة، فبدون جواز سفر لا يمكنهم الحصول على إقامة، ولا تسجيل أبنائهم بالمدارس، ولا فتح حساب بنكي، ولا الحصول على شهادة قيادة أو بيع أو شراء سيارة أو بيت أو عمل وكالة أو غيرها.

هذا المبلغ يعادل على الجنيه المصري حوالي 27 ألف جنيه مصري لهذه العائلة. وإذا علمنا أن متوسط أجور السوريين في مصر للشخص الواحد قرابة 2500 جنيه شهرياً، فهذا يعني أن دخله السنوي يصل إلى 30 ألف جنيه مصري، مما يعني أن عمل سنة كاملة لرب هذه الأسرة سيكون فقط كثمن لجوازات سفر أسرته، من دون أن يأكل أو يشرب أو يلبس أو يدفع أجرة منزله أو تعليم أطفاله، في أزمة سيعاني منها معظم السوريين في مصر، حيث أن معظمهم دخلوا مصر عام 2012، ومدة جوازات سفرهم ست سنوات، بالتالي كلها سوف تنتهي عام 2018.

ما التداعيات المتوقع حدوثها؟

أولاً، بسبب العدد الكبير لطالبي تجديد جواز السفر عام 2018، سيكون هناك ضغط كبير على القنصلية السورية لحجز موعد على الموقع الالكتروني، وكذلك ازدحام شديد أمام القنصلية، مما يعني انتشار شبكة سماسرة ستستغل حاجة الناس في حجز الدور الكترونياً لقاء مبالغ مادية، وكذلك ستنتشر شبكة أخرى ستتعامل مع موظفين داخل القنصلية لتجاوز صعوبة الحجز والازدحام.
 
وكذلك من المتوقع زيادة المدة لصدور جواز السفر العادي لأكثر من 3 أشهر وقد تصل إلى 5 أو 6 أشهر، بسبب ضغط الأعداد الطالبة للجواز.

قسم آخر من السوريين لن يتمكنوا من تجديد جوازاتهم بسبب ضعف إمكاناتهم المادية، وعدم توفر هذه المبالغ الباهظة لديهم، مما يعني انعدام وضعهم القانوني وانتهاء إقاماتهم وتراكم غرامات الإقامة عليهم وعدم إمكانية تسجيل أولادهم في المدارس، في تداعيات ستصل آثارها للحكومة المصرية، مع ازدياد عدد السوريين الذين لن تكون أوراقهم ولا إقاماتهم قانونية بسبب انتهاء صلاحية جواز السفر.

الحلول
 
جواز السفر هو حق للمواطن السوري، وهذه المبالغ المفروضة على السوريين مجحفة بحقهم وعقوبة للشعب السوري الذي أجبرته آلة الحرب على مغادرة وطنه، وبالتالي لابد من الضغط الشديد من قبل المجتمع الدولي على وزارة الخارجية السورية لإجبار حكومة النظام على خفض مبلغ الحصول على جواز السفر كون آثاره تمتد إلى هذه الدول عبر الأوضاع غير القانونية لآلاف السوريين المقيمين في هذه الدول، وسببها هو عدم امتلاكهم المبالغ المادية الباهظة للحصول على جواز سفر جديد لهم ولعائلاتهم.
 
والحل الأخير للسوريين المقيمين في مصر والذين لا يمتلكون الإمكانات المادية، وعددهم يقدر بعشرات الآلاف، هو التسجيل في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في مصر، والحصول على بطاقة صفراء ووضع إقامة عليها وتجديدها كل ستة أشهر.

ترك تعليق

التعليق