المدخنون في دمشق.. من القلّة المستفيدة جراء انخفاض الدولار


انعكس انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بشكل مباشر على أسعار كافة المُستهلكات اليومية الرئيسية في العاصمة دمشق لا سيما أسعار الدخان والمعسل ذو التصنيع المحلي والمستورد والمُهرّب.

منذ منتصف العام 2011، قفزت أسعار الدخان إلى أكثر من عشرة أضعاف، حيث وصل سعر العلبة الواحدة من ماركة "الحمراء الطويلة" ذات التصنيع المحلي وهو أكثر الأنواع المرغوبة بين المُدخنين لـ 400 ليرة سورية، بعد أن كان يُباع بـ 35 ليرة سورية، والعلبة الواحدة من ماركة "الوينستون الأحمر" المُستوردة إلى 700 ليرة سورية بعد أن كانت تُباع بـ 55 ليرة لا أكثر، وحلّقت ماركة "المالبورو" بأنواعها لتصل إلى أكثر من ألف ليرة سورية ثمناً للعلبة الواحدة التي تحوي 20 سيجارة.

مالك إحدى مراكز توزيع الجملة المُرخصة في حي الميدان أكّد لـ "اقتصاد" عدم استقرار أسعار الدخان والمعسل وتوابعها المحلية والمستوردة.
 
وأردف أنّ مراكز التوزيع تُراقب بشكل دقيق أسعار صرف الدولار والليرة السورية تجنباً لتكبد الخسائر، وفي المقابل تردها بين اللحظة والأخرى أسعار بيع رسمية جديدة.

وأشار أنّ نسبة المبيعات تزداد بنسبة 30 بالمائة نظراً لانخفاض السعر على المُستهلك، مؤكداً أنّ سكان العاصمة لم يشتروا بهذه الأسعار منذ مطلع عام 2013، مُضيفاً أنّ تبغ اللّف اليدوي المعروف لدى السوريين بالدخان "الحموي" يتصدر قائمة المبيعات كونه الأرخص والأنسب لذوي الدخل المحدود والمعدومين اقتصادياً.

فرض البلدان الأوروبية عقوبات اقتصادية على "حكومة الأسد" وامتناع العديد من شركات التبغ العالمية عن التعامل مع "مؤسسة التبغ" التابعة له، وتداعيات الحرب السلبية على هذا القطاع الاستراتيجي، وعدم القدرة على سد حاجة السوق المحلّية، أجبرت "حكومة الأسد" على غض البصر عن كافة عمليات التهريب الواردة من الحدود العراقية واللبنانية.

وبحسب مصادر خاصة بـ "اقتصاد" فإنّ قادة ميليشيات مُساندة "لجيش الأسد" تُدير كافة عمليات التهريب لأسباب تتعلق بالتجارة والتمويل تحت ذريعة تعويض نقص الإنتاج بعد توقف مصنعي التبغ في محافظتي دمشق وحلب، ليغزو الأسواق أنواع جديدة كثيرة مجهولة المصدر غير خاضعة للرقابة الصحية أو للمواصفات، ولاقت رواجاً بنسبة 6 أضعاف بسبب تدني سعرها مُقارنةً بالمنتج المُستورد أو المُصنّع محلّياً.

لا يُمكن حصر أسماء الماركات والأصناف المُنتشرة في الأسواق، حيث أنّها تُهرّب بكميات كبيرة جداً تفوق قدرة استيعاب السوق المحلي لها بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" السيد (ج ، أ)، صاحب مركز تجارة مواد غذائية في حي جرمانا.

وأشار السيد (ج ، أ) أنّه من مصلحة التاجر أو البائع الترويج للمنتجات المُهربة كونها تدّرُ أرباحاً بنسبة أكثر من 50 بالمائة مقارنة بأرباح المُنتجات المستوردة والمُصنّعة محلياً.

وفي المطاعم والمقاهي والمقاصف انخفضت أسعار "الأرجيلة" بنسبة 15%، وتم تسجيل سعرها في المقاهي الشعبية بـ 400 ليرة سورية، وفي المطاعم ذات النجوم 800 ليرة سورية، وفي الفنادق الكبيرة 1200 ليرة لرأس المعسل الواحد.

وبحسب السيدة (غ ، ب)، ميسورة الحال ومُقيمة في حي المزة 86، فإنّ رواد كافة المقاهي بمختلف مستوياتها ينحصرون في العائلات المُقتدرة مادياً، وزيارة العائلة البسيطة ذات الدخل المحدود والباحثة عن رزقها بشكل يومي لمقهى شعبي ستؤثر على معيشتها الاقتصادية لأسبوع كامل.

ظروف الحرب أنهت محاصيل التبغ من مصادرها في مختلف المحافظات لا سيما محافظة درعا التي كانت تُعدّ المُنتج الأول، ويُزرع حالياً من أراضيها 4 آلاف دونم من أصل 33 ألف دونماً كانت تُزرع قبل عام 2012، وتتعدد عوامل انخفاض الإنتاج في انقطاع المياه اللازمة للري، وانعدام اليد العاملة التي هاجرت خارج البلاد، إضافةً للأسعار المُتناقضة التي تُقدمها "دوائر الأسد" ثمناً للمحصول.

وكانت تجارة التبغ تنحصر بـ "المؤسسة العامة للتبغ" لدى دوائر "نظام الأسد" منذ تأسيسها، وكانت تعتمد بشكل كبير على ما يُنتجه المزارعون في المحافظات، لكن الأسعار المُتناقضة التي تُقدمها للفلاحين حالياً والتي لا تُغطّي أسعار المحروقات المُستهلكة في استجرار المياه وأجور اليد العاملة أجبرتهم على العزوف عن هذه الزراعة واستبدالها بزراعات أخرى ذات التسويق اليومي والموسمي ولا تتطلب مياهاً كثيرة كما تتطلبه زراعة التبغ بحسب الفلاح (ث ، ع)، صاحب أراضٍ زراعية في ريف دمشق.

معمل تصنيع التبغ في اللاذقية بات الوحيد العامل حالياً، وبالرغم من ذلك فإنّ "دوائر الأسد" لا تتوانى في استمرارها بعقد شراكات مع مؤسسات أجنبية كان آخرها مع شركة بريطانية تعهدت بتقديم المادّة الأولية ليتم تصنيعها في مصانع سورية وتصنيفها كسجائر نوع ممتاز وتسويقها في الأسواق المحلية، كما أنّها حسبما تقول في "وسائل إعلامها الرسمية"، ستعتمد قريباً تصنيع السجائر بالطرق اليدوية وإنتاج "سيجار" مُنافس للمنتجات العالمية!

وتُقدّر إيرادات معمل اللاذقية لخزينة "الحكومة" بـ 14 مليار ليرة سورية سنوياً، واردة من خلال إنتاج 600 ألف صندوق مُنّوع، بكمية تقديرية 4500 طن. ويستهلك السوريين من المادّة يومياً 70 طُناً، ويبلغ يومياً حجم الدخان المُهرب بطرق غير شرعية 60 طناً.

وفيما يلي أسعار أصناف الدخان في أسواق العاصمة دمشق حتى لحظة نشر هذا التقرير بسعر صرف للدولار الأمريكي الواحد بين 400 و425 ليرة سورية.

صناعة محلية:

حمراء طويلة 225 ليرة- حمراء طويلة قديم 200 ليرة- حمراء قصيرة 200 ليرة- شرق طويلة 175 ليرة- شام طويلة 130 ليرة- إيبلا 150 ليرة.

مُستوردة:

ولسون أحمر 200 ليرة- ولسون أزرق 175 ليرة- ماستر أزرق طويل 225 ليرة- ماستر أزرق قصير 200 ليرة- يونايتد 200 ليرة- كينت أزرق 600 ليرة- كينت فضي 600 ليرة- مالبورو 1100 ليرة- غلواز احمر 600 ليرة- لوكي 375 ليرة- اليغانس فصي قصير 175 ليرة - اليغانس فضي طويل 200 ليرة- اليغانس أسود قصير 200 ليرة- اليغانس اسود طويل 225 ليرة- اليغانس كوين أزرق وفضي 175 ليرة- اليغانس "صغير" 200 ليرة.

المعسل:

تفاحتين 500 ليرة- مزايا 300 ليرة- معسل الفاخر 575 ليرة.

وتبقى القوانين الصادرة المُتخصصة بمكافحة تهريب الدخان حبراً على ورق لا سيما القانون رقم 26 لعام 2017 القاضي بفرض غرامة مالية قدرها ثلاثة أمثال قيمة الكمية المُهربة.

ترك تعليق

التعليق