الحلويات الشامية تغزو إدلب.. تعرف على إحدى قصص النجاح


"نحاول تقديم نكهة مختلفة وأصنافاً جيدة من الحلويات الشامية"، بهذه العبارة لخص "مسعود"، الشاب الشامي المهجر في الشمال السوري، مشروعه الجديد الذي أطلقه في إدلب.


عندما ركب باص التهجير من مدينته القريبة من دمشق متجهاً نحو محافظة إدلب حيث المنفى الأخير لقوات المعارضة، أدرك "مسعود" أنه مقبل على مصير مجهول. لكن وبعد استقراره في مدينة إدلب، تعلم الشاب الثلاثيني كيف يتغلب على مصاعب الحياة القاسية حيث تمكن أخيراً من افتتاح معمل للحلويات والبوظة الشامية وسط المدينة التي غدت بمثابة عاصمة للشمال السوري الذي يسيطر عليه الثوار.


يقول مسعود لـ "اقتصاد": "أغلب المهجرين وخصوصاً من الريف الدمشقي يسعون للحصول على مصادر دخل مقبولة. نحن نرفض الاعتماد على سلة الإغاثة التي تقدمها المنظمات. أنا أجيد مهنة صناعة الحلويات لذلك افتتحت معملاً وصالة لبيع هذه المنتجات".


تشتهر الحلويات الشامية بمذاقها الخاص وبتنوع أصنافها ودقة صنعها. يحاول مسعود استثمار هذه النقطة للحصول على النجاح من خلال تقديم بضاعة خاصة تضيف شيئاً جديداً إلى مطبخ الحلويات الإدلبي الشهير بالشعيبيات والكعك المالح المعروف بكعك العيد.


الحلويات الشامية التي يقدمها مسعود مثل البيتيفور ومعمول العجوة والكاتو والكريب، تختلف كلياً عن مذاق الحلويات التي تصنعها إدلب والتي يغلب عليها المذاق المالح والحار. يقول مسعود: "كعك العيد تغلب عليه الملوحة. المعمول يصنع بالسميد بدل الطحين العادي. الكريب المحشو بالموز والمريما غير معروف هنا. أما الكاتو والبيتيفور فتصنع هذه الأصناف بطريقة مختلفة عن المطبخ الشامي".


لم يحصل مسعود على النجاح بهذه السهولة. في البداية أثقلته أعباء إيجار مكان العمل والكهرباء وثمن الفرن وآلات العمل. لكن وبعد أن حقق محله شيئاً من الشُهرة، وحصوله على (سمعة طيبة) في المنطقة، بات معمل مسعود يدر عليه أرباحاً مقبولة.

"أنا في طريقي نحو النجاح، أصعد السلم درجة درجة"، يؤكد مسعود.


ما ينتجه معمل مسعود يباع في صالة أنيقة تقع في الأعلى. كما يبيع أصنافاً مختلفة من الحلويات لصالات بيع أخرى. ويعتمد في تصريف بضاعته أيضاً على الطلبيات الخاصة بالأعراس والمناسبات المختلفة.


يحاول مسعود كسر الصورة النمطية عن المُهجّر بأنه عالة على المنظمات والجمعيات الإنسانية. ويسعى بكل قوة لشق طريقه في الحياة التي لا تحمي إلا الأقوياء.



ترك تعليق

التعليق