القول الحسم في زيارة الوفد الاقتصادي الروسي لبشار الأسد


ارتكب إعلام المعارضة خطأ فادحاً عندما ركز فقط على تصريحات بشار الأسد السياسية المستفزة بعد استقباله للوفد الاقتصادي الروسي برئاسة نائب رئيس الحكومة ديمتري روغوزين، بينما لم يحاول أحد التركيز على مغزى هذه الزيارة وتوقيتها والظروف المحيطة بها، والتي تأتي بعد زيارة بوتين إلى سوريا وإعلانه القضاء على الإرهاب حول ضفتي الفرات، ومن ثم سحب جزء من القوات الروسية.. إذ أنه بات من الواضح أن روسيا تستعجل الحصول على ثمن تدخلها في سوريا، وقبل الجميع..

ولعل المتابع لتصريحات روغوزين لإعلام النظام ومقارنتها بتصريحات بشار الأسد، سوف يجد أن كل منهما يغني في واد، فبشار حاول أن يصور زيارة الوفد الروسي على أنها دعم إضافي له، لذلك تهجم على معارضيه بشراسة في محاولة لتشتيت الانتباه عن مغزى الزيارة، بينما تحدث روغوزين وبشكل صريح أنه جاء برفقة وفد رفيع المستوى للبحث عن حصة اقتصادية واضحة في سوريا، وذلك من أجل اقناع الرأي العام الروسي، الذي سينتخب رئيساً جديداً في نيسان القادم، بأهمية التدخل في سوريا وعوائده على الاقتصاد الروسي..

وتحدث روغوزين كذلك، عن المشاريع الحيوية التي تتطلع إليها روسيا في سوريا، ومنها مشاريع الطاقة والنفط والزراعة وإعادة الإعمار، بمعنى أنهم يتطلعون للسيطرة على عصب الاقتصاد السوري حاضراً ومستقبلاً.

أحد المتابعين، أشار في تصريح خاص لـ "اقتصاد" بأن الوفد الروسي، يضم رجال أعمال وجهات اقتصادية على درجة كبيرة من الأهمية في روسيا، ومجيء هؤلاء إلى سوريا، يعني أنهم يريدون حسم الأمور بسرعة وبشكل نهائي، أو أن الأمور محسومة منذ زمن، وهو ما يفسر تركز مباحثاتهم في سوريا على موضوع تأمين الحماية للشركات الروسية والعمال الروس.. ولم يتم الكشف عن الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها، فعلى ما يبدو أن هذه الاتفاقيات محسومة، وكانت جزءاً من شروط التدخل الروسي في سوريا في العام 2015.

خلاصة القول: بشار الأسد لم يستجلب تدخلاً عسكرياً روسياً فقط، بل حوّل سوريا كلها إلى محمية روسية، تنفيذاً لشعاره الشهير: الأسد أو نحرق البلد.. لقد اتضح أن إحراق البلد لم يكن يعني تدميرها فقط وإنما بيعها بالكامل.

ترك تعليق

التعليق