"صقر شاهين" الملقب بـ "السفاح".. سيرة شبيح


 قيادة جيش النظام المجرم وقيادة القوات الروسية الشريكة في القتل والاحتلال في سوريا، تقوم بتوجيه وتكليف أكبر رموز الإجرام في النظام، كل من اللواء "جميل حسن" مدير إدارة المخابرات الجوية، والعميد الركن المظلي "سهيل الحسن"، بتكريم أحد أكبر قادة الشبيحة، السفاح "صقر سليمان شاهين"، قائد "فوج الشواهين"، وقائد السرية الأولى لقوات المجرم "النمر"، العاملة مع القوات الروسية، بـ "درع الشرف والبطولة"، نظراً لما قام به فوج الشواهين من إجرام خلال عمليات مدينة دير الزور. وقد عُرض فيديو التكريم منذ شهرين عبر الزميلة "زمان الوصل"، بالصوت والصورة.

(شعار فوج الشواهين، الذي يقوده صقر شاهين)

فمن هو "صقر شاهين"؟، ولما كُرّم هو دون غيره من قادة الشبيحة؟

الشبيح "صقر شاهين"، هو صقر سليمان شاهين، أبو الحسن، من قرية عين الحرامية "العلوية" في منطقة تلكلخ الواقعة في ريف حمص الغربي. لُقّب من قبل الأهالي بـ "السفاح"، ومن قبل الشبيحة وقوات النمر والقوات الروسية بـ "المجاهد". والده مختار الشبيحة في منطقة تلكلخ "سليمان علي شاهين"، الذي كان لسنوات طويلة من كبار المساهمين في عمليات الإجرام خلال أحداث الثمانينات من القرن الماضي. وظل يُفرض كأحد الوجهاء في منطقة تلكلخ، عبر إرهاب الجهات الأمنية، كذئب ألُبسَ ثوب الحمل، ولكن إلى حين.

عندما بدأت أحداث الثورة في مدينة تلكلخ، خلع ثوب الصداقة وعاد للبس ثوبه الحقيقي، وأقسم بحرق المدينة الثائرة ضد نظامه الطائفي، فكان من كبار المخططين والرأس المدبر والموجه لاقتحام المدينة وتنفيذ أعمال القتل والنهب والتهجير.

 اجتمع سليمان شاهين ومعه أبناؤه (شاهين شاهين، وصقر شاهين، ومنهل شاهين، ورامي شاهين) مع كبار الشبيحة وكبار رجال الفروع الأمنية الطائفية، وساهموا بوضع خطة الاقتحام والتنكيل بالأحياء والقرى الثائرة في مدينة تلكلخ وريفها.

(سليمان شاهين، الأب)

تشبيح وجرائم ضد الإنسانية

دخل "سليمان شاهين وصقر شاهين" وشبيحتهما مع شبيحة المنطقة إلى كل حارة من حارات تلكلخ، أثناء عملية الاقتحام. ولكنهم تميزوا عن سائر الشبيحة بأنهم كانوا يقتحمون وهم يحملون السواطير ويقطعون بها الرؤوس ويحرقون ويمثّلون بالجثث، ويتركون بعضاً من السواطير في الحارات التي يدخلونها لزرع الرعب في نفوس من يراها. ولهذا لُقّب صقر شاهين بـ "السفاح".

اقتحموا مدينة تلكلخ والقرى الثائرة فيما بعد، وقتلوا كل من وجدوه في طريقهم، وارتكبوا أفظع الجرائم ضد الإنسانية من حرق وتمثيل بالجثث.

أما المعتقلين فقد قاموا بتمرريهم على القرى "العلوية" وهم مكبلي الأعين والأيدي ليتم إهانتهم بشتى الأساليب، فداسوا على رؤوسهم وأشبعوهم ضرباً وبصقاً.

وبعد الانتهاء من عملية الاقتحام ومحاولة عودة بعض الأهالي، وقف "سليمان شاهين" عند مدخل مدينة تلكلخ مع قوات جيش النظام، وأخذ يشتم العائدين بكلمات نابية وعلى العلن، ويطالبهم بالهتاف والركوع لبشار الأسد حتى يسمح لهم بالدخول.

 الابن سرّ أبيه

بتاريخ 22/3/2016، مات سليمان شاهين، ليبرز "صقر شاهين، وأخوه "شاهين شاهين"، الذي تحول خلال أحداث الثورة من مزارع في مزرعة والده "سليمان" إلى عضو بمجلس مدينة حمص.

وهو اليوم يسرق وينهب بصيغة جديدة حملت عنوان "الإصلاح ومحاربة الفساد" في مدينة حمص وريفها. علماً أنه الفساد بعينه، فقد حصل على الشهادة الثانوية الحرة الفرع الأدبي عام 2012، وقدم الامتحان في أوج الفوضى في مدينة تلكلخ في مدرسة "مرجان" في حي السرايا وهو من مواليد 1973. وكانت المدرسة التي قدم فيها الامتحان مركزاً أساسياً للشبيحة والقناصة وتم إدخال الأجوبة له بالتعاون مع عدد من المدرسين الموكلين آنذاك بحل أسئلة الامتحان، وما كان عليه هو سوى كتابة الأجوبة على ورقته فكان يكتب وفي يده السيجارة، ولم يجرؤ أحد من المراقبين أن يوجه له أي كلمه حتى أن عدداً من الأساتذة المراقبين رفضوا المراقبة في قاعته خوفاً.

وفي القاعة نفسها كان الطالب "جمال عبد الناصر مرعي"، ابن مدينة تلكلخ، الذي احتج على إعطاء الأجوبة لطلاب دون غيرهم، وهتف لانتصار الثورة، فطالب الشبيحة بقتله. وفعلاً تم اعتقاله وتعذيبه حتى الموت.

محاولة اغتيال أفشلها منشق عميل

قريباً من ذلك التاريخ، أعد ثوار تلكلخ كميناً وُصف بالمحكم على طريق المدارس، للقضاء على السفاح "صقر شاهين" انتقاماً منه على جرائمه، إلا أن الكمين فشل نتيجة خيانة أحد الضباط المنشقين الذي تبين فيما بعد أنه عميل مع النظام.

نهب واستيلاء على منازل وتزوير أملاك

قام الشبيح "صقر شاهين" بالتعاون مع الشبيح "ثائر ناصيف" المعروف بـ "كرير" وشقيقه، "شادي كرير"، وعدد من الشبيحة، بالاستيلاء على منازل وأراضٍ ومحلات للسُنة في حاراتهم. ونقلوا ملكيتها إليهم، بالتعاون والتنسيق مع رئيس مجلس مدينة تلكلخ "أكرم رشيد قليشه"، وعدد من المحامين الفاسدين.

أعمال تهريب لكل شيء.. من وإلى لبنان

قادت مجموعة "صقر شاهين" خلال أحداث الثورة، أكبر عمليات التهريب في منطقة تلكلخ بين سوريا ولبنان. فهرّبوا أعداداً كبيرة من المطلوبين للنظام إلى لبنان، مقابل آلاف الدولارات. واليوم يقاتل دفاعاً عن النظام ويُكرّم.

تزوير جوازات سفر

قاموا بالكثير من عمليات تزوير جوازات السفر بالتعاون مع "نضال خضور" و"عمار المحمود" الملقب بـ "الجليس"، في فرع الهجرة والجوازات في محافظة طرطوس، وذلك لأعداد كبيرة من الشباب المطلوبين للنظام أيضاً، مقابل آلاف الدولارات.

قتل ونهب للقرى الثائرة في ريف تلكلخ

قامت مجموعة "صقر شاهين" ومجموعات الشبيحة الأخرى في منطقة تلكلخ بعمليات اقتحام همجية لعدة مناطق قتلوا خلالها البشر ودمروا والحجر، وسلبوا ونهبوا وجردوا البيوت من أثاثها و"خفانها" وسيراميكها وبرسلانها ومن حديدها. وسرقوا معدات المزارع وماشيتها. وسرقوا مداجن بأكملها، وبضائع المحلات والسيارات والجرارات الزراعية والشاحنات. وسرقوا معارض سيارات بأكملها. وها هم اليوم يتجولون بعشرات من السيارات المسروقة.

فكلما اقتحموا مدينة أو قرية عادوا بسيارات محملة بالمسروقات، وأدخلوها إلى قراهم وهم يحتفلون ويطلقون الرصاص.

التحول من مزرعة صغيرة إلى شركة الشاهين

حوّل "آل شاهين" بسرقاتهم مزرعتهم الصغيرة إلى "شركة الشاهين" للدواجن وتصنيع الأعلاف في قرية "عين الحرامية"، يديرها أخوهم البيطري "منهل سليمان شاهين". وفتحوا لها عدة مراكز في حمص وريفها.

نهب المحلات في سوق تلكلخ

قام عدد من عناصر مجموعة "صقر شاهين" ومجموعة "كرير"سابقاً، باستخدام سيارات حكومية مزودة برشاشات، بالدخول إلى سوق مدينة تلكلخ، منذ بضعة أشهر، حيث فتحوا بعض المحلات وأفرغوا بضائعها ونقلوها إلى سياراتهم رغم أن تلكلخ تخضع لسيطرة كاملة للنظام، ولم تحرك قوات الأمن ساكناً ولم يتم منعهم.

عودة تشبيح آل شاهين بعد غياب تشبيح كرير

اليوم عندما يعود صقر شاهين من إحدى المهام القتالية ينزل بكل جبروت إلى سوق مدينة تلكلخ ويأخذ ما طاب له من محلاتها، ومن يجرؤ ويطالب بثمن ما يأخذه، ينزل به ضرباً. فقد دخل صقر شاهين إلى محل اللحام "طه الرحال" في الحارة الشرقية، وأخذ كمية من اللحمة بقيمة (30) ألف ليرة سورية، وعندما طالبه اللحام بثمن اللحمة قال له صقر شاهين، "كيف تجرؤ أن تطلب من أسيادك"، وقام "بشحطه" إلى الحاجز الأمني المقابل للمحل وربطه على الكرسي، ونزل به ضرباً بطريقة "الفلقة" وعلى أعين عناصر الحاجز وأصحاب المحلات والمارة. ولم يجرؤ أحد من عناصر الحاجز أن ينطق بحرف، بل وقفوا متفرجين.

كما دخل صقر شاهين إلى محل خضار "أبو طارق"، وأخذ ما طاب له من الخضار والفواكه، بكميات كبيرة، وعندما طالبه أبو طارق بثمنها نزل به شتماً وضرباً.

 تقليد "حزب الله"

أسس صقر شاهين مجموعة ضخمة هو قائدها، تسير على نهج "حزب الله"، أطلق عليها اسم "أسود الحق - فوج الشواهين". قُسمت إلى عدة كتائب يوكل إلى كل كتيبة مهمة محددة منها كتيبة أطلق عليها اسم كتيبة  "الحيدر"، وكتيبة "الزينب"، وكتيبة أطلقوا عليها اسم كتيبة "الشهيد القائد أسامة العباس"، والمسماة "أسود الزهراء"، التي اقتحمت كازية سنبل في جوبر وسيطروا عليها وعلى أنفاق الإمداد. وقد نُشرت عدة صور تظهر أيضاً تكريماً للسفاح صقر شاهين بعد هذا الاقتحام.

المجرم السفاح صقر شاهين، الذي أصبح له نفوذه وجبروته، وبعد عودة تلكلخ إلى سيطرة النظام، لم يعد بإمكانه أن يعود إلى ما كان عليه قبل أحداث الثورة. فاختار أن يُنفذ بنفسه مع مجموعته، عمليات اقتحام بطريقة حرب الشوارع على نهج حزب الله. يدخلون بسواطيرهم فيقتلعون بقلب حاقد كل من يجدون في طريقهم.

ومايزال الوطن يعاني من أمراض التشبيح والطائفية. وكل يوم يطل طاغوت صغير يُكرّم من الطغاة الكبار.

ترك تعليق

التعليق