الإيجارات تحلق عالياً في إدلب


لأسباب عديدة أهمها توافد آلاف المهجرين من مختلف المحافظات السورية إليها، إضافة لأجواء الاستقرار التي تشهدها عقب دخولها ضمن اتفاق تخفيف التوتر الذي ترعاه موسكو، تعاني محافظة إدلب شمالي سوريا من أزمة سكن أدت لعدم توفر بيوت كافية بالتزامن مع ارتفاع ملحوظ في الإيجارات التي تختلف من منطقة لأخرى.

نتيجة لعدم توفر بيت ملائم وافق "أحمد، 22 عاماً" الذي ينوي الزواج قريباً، على استئجار شقة غير جاهزة بمبلغ 12 ألف ليرة. الشقة غير مطلية وبلاطها لايزال خشن الملمس، ولم يكن يوجد نوافذ أو أبواب للحمام والمرحاض. لكن الظروف اضطرت أحمد للقبول بهذا المنزل. "بحثت طويلاً ولم أجد غيره بهذا السعر".

مبلغ 12 ألف ليرة يعتبر كبيراً بالنسبة لأحمد الذي بالكاد يحصل على 25 ألفاً لقاء عمله في أحد أفران مدينة إدلب. ويقول أحمد لـ "اقتصاد": "الشقق والبيوت الصالحة للسكن مرتفعة الإيجار هذا إن وجدت". لذلك؛ رضي الشاب العشريني بالأمر الواقع لأن حفل زفافه بات قريباً جداً.
يوضح أحمد أنه غطى النوافذ بالنايلون ووضع بطانيات بمثابة أبواب للحمام والمرحاض والمطبخ، وعوضاً عن المغسلة التي يفقدها البيت وضع دلواً تحت الصنبور كان يفرغه كلما امتلأ بالماء.

منذ سنوات يعمل السيد "أبو ماهر" في مجال العقارات حيث يدير مكتباً في مدينة أريحا بريف إدلب.

أبو ماهر قال لـ "اقتصاد" إن السبب الرئيسي لأزمة السكن هو الكثافة السكانية الناتجة عن موجات النزوح الكبيرة نحو محافظة إدلب، إضافة لعدم توفر منازل صالحة للسكن جراء حملات القصف العنيفة التي شهدتها المنطقة عقب تحريرها.

أجواء الاستقرار التي تشهدها المنطقة، رغم الحملة العسكرية للنظام وداعميه على تخومها، أدت لزيادة الطلب على استئجار البيوت في إدلب المدينة وأريافها البعيدة عن الحدود التركية، وهذا ساهم أيضاً في رفع الأسعار التي كانت منخفضة جداً في هذه المناطق ومرتفعة في البلدات المتاخمة للحدود.

"أبو ماهر" أشار إلى أن الأسعار تتفاوت بحسب المنطقة. في أريحا مثلاً متوسط الإيجار الشهري 10 آلاف للبيت المكون من غرفتين و 15 ألفاً للبيت المؤلف من ثلاث غرف، وإن كانت بعض البيوت تؤجر بأكثر من 20 ألفاً في بعض الأحيان حسب موقعها وقربها من المناطق الحيوية.

في مدينة إدلب لا يقل إيجار البيوت عن 20 ألفاً وقد يرتفع إلى 40 ألفاً. بينما تتجاوز البيوت المؤجرة في سرمدا والدانا وأطمة وغيرها من المناطق الحدودية مبلغ 100 دولار شهرياً.

ترك تعليق

التعليق