نظام الأسد يسهل خروج "بدريي الدولة الإسلامية" من جنوب العاصمة


أفادت مصادر محلية في حي الحجر الأسود، معقل تنظيم الدولة في جنوب دمشق، بخروج 8 عناصر من التنظيم فجر الخميس عبر نقاط قوات الأسد في معمل بردى، عُرف منهم صدام الخابوري وعربي الخابوري وأبو كاسم الحمد. فيما أكد مصدر افتعال قوات النظام لاشتباك فجر الخميس للتغطية على خروج العناصر.

ومع تكرار حالات خروج عناصر من التنظيم من جنوب العاصمة، وتطور الأمر إلى تسجيل حالات خروج جماعي بأعداد تتراوح بين 3 إلى 9 أشخاص، وبشكل يومي، تنتشر في حي الحجر الأسود شائعات عن المبالغ التي يدفعها عناصر التنظيم مقابل إخراجهم من المنطقة، حيث يتراوح المبلغ بين 1500 دولار إلى 3000 دولار بحسب الوجهة وأهمية العنصر.

 لكن مصادر مقربة من التنظيم أوضحت لـ "اقتصاد" أن العديد من العناصر الذين خرجوا لا يملكون هذا المبلغ خاصة أنهم لم يستلموا مرتباتهم منذ 6 شهور.

مصدر خاص أوضح لـ "اقتصاد" أن نظام الأسد يحاول استغلال الوضع الداخلي للتنظيم في جنوب العاصمة  لتفريغ المنطقة من عناصر التنظيم بشكل تدريجي مستفيداً من الخلافات القائمة بين تيار الأمير الحالي "أبو العز دهمان"، والأمير السابق "أبو هشام الخابوري". فجميع العناصر التي خرجت من المنطقة هم من أقارب الخابوري أو من المجموعات المحسوبة عليه وجميعهم خرجوا من نقاط الرباط بين التنظيم والنظام في حي الحجر الأسود.. فهل يعجز التنظيم عن ضبط نقاطه وعدم السماح لعناصره بالخروج؟، أم أن العملية متفق عليها وبرضى الطرفين، النظام والتنظيم، خاصة مع تحولها لعملية شبه يومية؟

كانت أولى عمليات الخروج من المنطقة منتصف الشهر الماضي عندما خرج صلاح قطيش وأبو علي كحلة مع شخص آخر، وكانت وجهتهم مناطق سيطرة التنظيم في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، لكن تم القبض عليهم من قبل المقاومة السورية على أطراف بلدة انخل.

ولم يُثنِ فشل هروب قطيش باقي عناصر التنظيم الراغبين بالخروج، عن القيام بذلك. فبعد أقل من أسبوع خرج أمير الإعلاميين الأسبق أبو احمد طيارة، من قطاعات الشهداء في مخيم اليرموك. وترجج مصادرنا أن وجهته هي مصر. ثم بدأ عناصر التنظيم في حي الحجر الأسود بالخروج على شكل مجموعات صغيرة تتراوح أعدادها بين ثلاثة عناصر إلى تسعة عناصر بالتنسيق مع قوات النظام المتمركزة في معمل بردى على أطراف حي الحجر الأسود من جهة بلدة سبينة، حيث يكون بانتظارهم شخص يوصلهم إلى النقطة المطلوب الوصول إليها. ومعظم العناصر الذين خرجوا كانت وجهتهم درعا وإدلب.

يشار إلى أن اتفاقات سابقة بين النظام والتنظيم حول إخراج عناصر التنظيم من المنطقة فشلت بسبب إصرار النظام على إخراج عدد محدد من الأمراء والعناصر. فيما يرجح ناشطون أن عمليات الخروج الأخيرة والتي سجلت حتى الآن خروج 22 عنصراً معظمهم من "البدريين"، هي تنفيذ لاتفاق سري بين قيادة التنظيم في الحجر الأسود ونظام الأسد يقضي بخروج عدد محدود يشمل قياديي التنظيم وبعض عناصره.

و"البدريون"، اصطلاح يستخدمه التنظيم في إشارة للعناصر التي حوصرت في حي الحجر الأسود أواخر عام 2014 وكان عددهم قرابة 70 عنصراً.

ترك تعليق

التعليق