بعد أن فقدت زوجها.. قصة كفاح سوريةٍ أعالت أسرتها بورشة خياطة قرب دمشق


في الطابق العلوي للمزرعة التي تقطنها السيدة "لمياء" تتناثر أكوام القماش. يعج المكان بالحركة وضجيج ماكينات الخياطة التي تلتهم قطع القماش بشراهة ثم تخرجها من الطرف الآخر ثياباً جاهزة متعددة الأحجام والموديلات.

قبل سنوات لم تكن لمياء، 31 عاماً، تمتلك أي شيء. في ظل أسابيع قليلة تعرضت لصدمات متتالية جعلتها تعيش في أزمة كبيرة كانت ستقودها إلى الانهيار.

تتحدث لمياء لـ "اقتصاد": "تعرضت مدينتنا لحملة شرسة من قبل النظام ما جعلنا نهجر بيتنا ونهرب نحو منطقة قريبة من العاصمة. بعد أسبوع اعتقل زوجي ومعيلي الوحيد وهكذا غدوت بلا مأوى أو معيل".

الأيام الأولى التي أعقبت المأساة كانت قاسية جداً بالنسبة لسيدة (مقطوعة)، فقدت زوجها وعليها إطعام أطفالها وإيواءهم في سكن دافئ. أحد المحسنين سمح لها بالإقامة في مزرعة من طابقين مع مجموعة من النساء تعرضن لأحداث مشابهة. بات عليها تأمين العمل وهذا ما جعلها تمتهن صنعة الخياطة التي تجيدها منذ كانت فتاة صغيرة في بيت أهلها.

بدأت بممارسة مهنة الخياطة في منزلها، لكن هذه العملية لم تكن تدر عليها ما يكفي من المال لإعالة أسرتها حتى تمكنت من الحصول على موافقة من إحدى المنظمات الإنسانية التي قدمت لها مستلزمات الورشة لتبدأ في مشروع جديد، لن يجعلها في حاجة للناس بعد اليوم.

"المنظمة قدمت لي 4 ماكينات خياطة تنوعت بين الحبكة والدرزة. إضافة لبعض المستلزمات الأخرى التي أحتاجها لافتتاح الورشة".

"تعاونت مع أحد معامل الخياطة حيث اتفقنا على العمل لصالح المعمل الذي يقدم البضاعة وعلينا العمل لقاء نسبة محددة من الأرباح".


بدت لمياء مسرورة بالنجاح الذي أحرزته مع مجموعة من الفتيات اللواتي يماثلنها في السن. في المشغل الصغير كانت النسوة يعملن بجد ونشاط واضحين، يبدأ الدوام من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً حيث يلتفت النسوة لأعمالهن المنزلية من تنظيف وطبخ وعناية بالأطفال.

تقول لمياء: "المرأة السورية ليست بحاجة لمد يدها للناس، لديها في داخلها إمكانيات تساعدها على النجاح وشق طريقها في الحياة".

وتضيف: "حتى لو فقدنا الرجل فنحن أخوات الرجال".


ترك تعليق

التعليق