كيف أصبح قطاع الدواجن السوري في مواجهة مع الفروج التركي المهرّب؟


منذ مدة كان اتحاد غرف الزراعة قد أعلن أن 70% من مداجن سوريا أصبحت خارج الخدمة، حيث تم تدمير أعداد كبيرة من المداجن أثناء عمليات القصف والاقتحام الذي طال معظم المناطق والقرى السورية، وأيضاً نتيجة عمليات التهجير الممنهجة التي نفذها النظام ضد مناطق وقرى بأكملها.

وكانت محافظة حمص تعد الأولى في سوريا في تربية الفروج قبل الثورة، حيث كانت تمتلك ما يقارب 1100 مدجنة مرخصة، وضعف هذا العدد من المداجن غير المرخصة.

وكانت "القصير" تحتل المرتبة الأولى في عدد مداجن محافظة حمص، حيث كانت تمتلك ما يقارب 650 مدجنة مرخصة منها مداجن "جدات وأمهات".

ولا يخفى على أحد المصير الذي لاقته منطقة القصير من النظام، وبالتالي خرجت مداجنها من الإنتاج بشكل كامل.

وتحتل منطقة "تلكلخ" المرتبة الثانية بعدد المداجن في محافظة حمص، ولكن المداجن فيها باتت اليوم حكراً على القرى الموالية من فئات طائفية معينة، بعد التهجير الذي لاقته غالبية القرى السُنية، وبعد أن تم إبادة مداجن بأكملها وقصفها وتدميرها ونهبها في عدد من القرى الثائرة. حيث تمت سرقة أعداد كبيرة من الدجاج ومعدات المداجن من عدد من القرى الثائرة، وعُفشت ونقلت إلى القرى الموالية.

ويلي منطقة تلكلخ بعدد المداجن، منطقة الريف الشمالي (الحولة - الرستن - تلبيسة)، حيث كانت تملك ما يقارب 150 مدجنة مرخصة منها مداجن "أمهات"، وأضعافها من المداجن غير المرخصة. وكانت تملك (2) مفاقس، الواحد منها كان يعمل بطاقة (13000) صوص كل ثلاثة أيام. وهي خارج الخدمة حالياً بفعل الحصار.

قطاع الدواجن اليوم في سوريا في طريقه إلى التوقف في أغلب المناطق، فأعداد هائلة من المداجن أصبحت خارج الخدمة.

وكيف لهذه الأعداد الكبيرة من المداجن أن تعود إلى الإنتاج وقد نالت خسارة كبيرة لا تعوض، وغالبية أصحاب هذه المداجن أصبحوا نازحين ومهجرين؟!

 ومن سعى وحاول من أصحاب المداجن الذين مازالوا في مناطقهم لإعادة تأهيل مدجنته وإعادتها إلى الإنتاج تواجهه صعوبات عدة منها، عدم توفر "الصيصان "وارتفاع أسعارها وتحكم التجار بالأسعار، واحتكار التجار للصيصان والتحكم بأوقات طرحها إلى السوق،  كذلك عدم توفر الأعلاف وارتفاع أسعارها إن وجدت، ناهيك عن تقلبات السوق، وعدم توفر اللقاحات، وإغلاق المعابر الحدودية، وتناوب السيطرة على الطرق بين الجهات والأطراف المسلحة المتصارعة مختلفة الانتماءات والتوجهات.

مطالبات متبادلة

يدعو ويطالب "النظام" اليوم من تبقى من أصحاب المداجن بإعادة مداجنهم إلى العمل والعودة إلى الإنتاج المحلي.

ويطالبه هؤلاء بتأمين الأعلاف وبأسعار مناسبة وبتوقيت مناسب وطرحها في "مؤسسات الدولة" لتصبح بالمتناول.

كما يطالبون بإتاحة الفرصة أمامهم للاقتراض من المصرف التعاوني الزراعي بقروض متوسطة وطويلة الأمد، ليصبحوا قادرين، بعد ما خسروه، على تمويل العمليات الإنتاجية لمداجنهم المهدمة والمسلوبة.

كما يطالب أصحاب المداجن غير المرخصة بالسماح لهم بالعمل علناً من خلال إعفائهم من الرسوم والتراخيص، كما هو الحال لأصحاب المداجن من شبيحة النظام.

كما يطالب القطاع الخاص بالتخفيف من الرسوم والضرائب.

 ومازالت الطلبات قيد الدراسة. وحتى اليوم لم يتم إقرار أي قانون يشجع أصحاب المداجن على العودة إلى سوق العمل، فغالبية المداجن فارغة ويحتاح أصحابها إلى تمويل لوضعها في سوق الانتاج.

ومن الصعوبات التي تواجهها تربية الدواجن، توفير متطلبات التدفئة، فلا يتوفر الفحم الحجري أو المازوت، وهناك إمكانية للتدفئة عبر ألواح الطاقة الشمسية ولكنها مكلفة وتحتاج رؤوس أموال.

زيادة طلب على الإنتاج

زاد في سوريا الطلب على منتجات الدجاج بفعل الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم الحمراء.

ومع انخفاض معدلات الإنتاج المحلي توجهت الأنظار إلى استيراد منتجات الدجاج لتلبية حاجة السوق من "البيض ولحم الفروج"، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعارهما.

يدخل من تركيا اليوم إلى الداخل السوري عبر إدلب ومنها إلى حماة، ومختلف أنحاء سوريا، آلاف الأطنان من الفروج التركي المثلج والذي يشاع أن الاتحاد الأوروبي رفض استلامه بسبب انتهاء مدة صلاحيته.. فمن أدخل هذه الأعداد الهائلة من اللحوم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، مع العلم أن حواجز النظام منتشرة بكثرة عند مدخل كل قرية ومدينة وعلى كافة المفارق والطرق؟!

إذاً، دخول هذه الأعداد تم بالتعاون مع السلطات الأمنية على المعابر الحدودية التي سمحت بدخولها بعد أن قبضت المعلوم.
 بالإضافة لذلك ما يدخل من لحوم وبيض وأعلاف مهربة وبأعداد كبيرة أيضاً.

وهناك فارق في الأسعار بين فروج المنتج المحلي والفروج المثلج المهرب حيث رصدنا الأسعار الآتية:

يتراوح سعر كيلو الفروج المحلي اليوم بين ( 750 - 900) ليرة سورية.

الشيل- "الفروج الذي يتم شراؤه من المداجن في الساحل ونقله إلى الشام" - السعر يتراوح للكيلو بين (750 - 900) ليرة سورية.

الصوص للمداجن بين (110 - 200) ليرة سورية (نتيجة تلاعب التجار بالأسعار).

العلف بين (212 - 217) ليرة، مرحلة أولى.
العلف بين (210 - 215) ليرة، مرحلة ثانية.
العلف بين (208 - 213) ليرة، مرحلة ثالثة -الارتفاع للأسعار متعلق بسعر المازوت- .

في تسجيل لأسعار المواد المهربة والتي تطرح في السوق بأسعار مختلفة من منطقة لأخرى تبعاً للكمية الداخلة والرشوة المدفوعة للحواجز:

تراوح سعر كيلو الفروج المثلج بين (350 - 450) ليرة سورية، وقد وصل في بعض المناطق إلى(250) ليرة سورية.

وبيع لحم الفروج المطحون بسعر (500) ليرة سورية للكيلو.

ولحم الديك المفروم 500 ليرة للكيلو.

ومايزال لسان حال المواطن في وطن تشظى بكل تكويناته بشكل عام..."من وين بدك تلقاها لتلقى؟!".


ترك تعليق

التعليق