الطريق إلى تركيا.. موت بوجه جديد، وللفقير نصيب أكبر


على الرغم من إغلاق تركيا للمعابر البرية مع سوريا، وبنائها جداراً عازلاً بين البلدين على ارتفاع 4 أمتار، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام المهربين، يوجب إيقاف عملهم.
 
"أبو محمد"، أحد الوافدين حديثاً إلى تركيا، قال لـ "اقتصاد": "كان المهربون يتقاضون مبلغاً يترواح بين 250 و400 دولار، عن الشخص الواحد، مقابل إيصاله إلى تركيا".
 
إلا أن موجة التهجير التي شهدتها مناطق محيط العاصمة، باتجاه إدلب، رفعت التسعيرة. فمعظم المُهجّرين اختاروا السفر إلى تركيا.
 
اليوم وصلت التسعيرة إلى 800 دولار، وسطياً. إلا أنه لا شيء مضمون، "لا الوصول، ولا الأمان، ولا أي شيء"، كما قال أبو محمد، الذي أضاف: "رغم ضخامة المبلغ إلا أنه دائماً ما يحدث حالات نهب على الطريق من قبل أناس نسقوا سابقاً مع المهرب لتحصيل أكبر مبلغ ممكن من الأشخاص الذين يتم تهريبه. كما حصل معي عندما عبرت الحدود، حيث أوقفنا رجلان يتحدثان التركية وطلبا مبلغ 500 دولار عن القافلة جميعها، مقابل عدم إخبار الجندرما. وقمنا بجمع المبلغ ودفعه كما طلب المهرب".

إضافة إلى انعدام الأمان، كثيراً ما يترك المهربون قوافلهم في منتصف الطريق (الجبل أو الوادي) ليواجهون مصيرهم، في حال سمعوا صوت الجندرما التركية أو حصل إطلاق نار.
 
آخر تلك الحوادث كانت ترك المهرب لطفلة في الجبل، كان قد تطوع بحملها عن أهلها أثناء الطريق، وعند سماع صوت الجندرما التركية قام بتركها في الجبل والهرب، فيما ألقي القبض على أهلها وتمت إعادتهم إلى الداخل السوري. ووُجدت الطفلة متوفية (خنقاً) بعد أيام على الحدود، يُعتقد أن المهرب حينما رماها، أُلقيت على وجهها (طفلة تبلغ حوالي السنة).

المعبر مغلق للفقير

على الرغم من قيام الحكومة التركية بإغلاق المعابر البرية أمام الوافدين، إلا أن معبر باب الهوى أبرز المعابر البرية في محافظة إدلب، لا يزال مفتوحاً أمام الراغبين بالدخول إلى تركيا، ولكن مقابل مبالغ طائلة، كما قال "أبو ياسر"، أحد مهجري حي القابون والمقيم في إدلب حالياً.
حيث أكد أنه في حال أردت الدخول إلى تركيا عبر المعبر، فعليك دفع مبلغ يزيد عن 2500 دولار للشخص الواحد على أقل تقدير وصولاً إلى 3500 دولار. إضافة إلى ذلك، فاحتمالية حدوث حالات نصب هنا أكبر.

فليست بالبعيدة، حادثة المرأة المسنة التي وعدها المهرب بنقلها إلى تركيا عبر المعبر ليلاً، ثم قام بأخذها عبر طريق جبلية ليقدم على ضربها ورميها من السيارة وسلبها كافة أموالها البالغ قدرها 3000 دولار (أجرة عبورها) إلى جانب أوراقها الشخصية.

وأضاف "أبو ياسر": "من لا يستطيع دفع تلك المبالغ الطائلة فعليه أن يسجل اسمه لدى اللجنة الطبية في المعبر والتي ستقوم بإعطاءه دوراً بعد شهرين على أقل تقدير، وبعدها إما يتم القبول أو لا".

يذكر أنه قضى العديد من السوريين في الفترة الأخيرة برصاص الجندرما التركية أثناء محاولاتهم عبور الحدود التركية، إضافة إلى انتشار مقاطع فيديو تظهر قيام عناصر من الجندرما بتعذيب سوريين حاولوا الدخول إلى تركيا عبر الحدود البرية بطريقة غير شرعية.



ترك تعليق

التعليق