استراتيجية التدفئة في جنوب دمشق.. "أخّر تشغيل المدفئة قدر الإمكان"


مع بداية موجات البرد، يبدأ السوريون بالبحث عن الوسائل التي تؤمن لهم التدفئة بأقل كلفة ممكنة، سواء بالحطب أو الوقود أو الغاز.  وفي جنوب العاصمة، لا تعتبر المشكلة هذا العام في توفر المواد، بل في أسعارها المرتفعة، حيث يواجه معظم السكان صعوبة في تأمين تكاليف التدفئة خاصة مع استنزاف الوسائل البديلة التي كانت متوفرة في المنطقة من تحطيب محلي وبلاستيك وأحذية قديمة.

رصد "اقتصاد" أسعار مواد التدفئة والمدافئ المتوفرة في أسواق جنوب العاصمة دمشق، والتي تعيش تحت حصار جزئي من قبل قوات نظام الأسد التي تحصر حركة العبور إليها عبر حاجز ببيلا سيدي مقداد، وتفرض إتاوة على دخول البضائع إلى المنطقة.

 ويتراوح أسعار الحطب، المادة الرئيسية المستخدمة في التدفئة، بين 100 ليرة إلى 125 ليرة للكيلو، والمازوت 400 ليرة للتر وسعر اسطوانة الغاز 4000 ليرة سورية، فيما سعر مدفئة الحطب المصنعة محلياً 6000 ليرة، ومدفئة المازوت المستعملة 5000 ليرة ومدفئة الغاز المستعملة 8000 ليرة سورية.

يعتبر الحطب المادة الرئيسية المستخدمة في التدفئة خلال السنوات السابقة، في جنوب العاصمة، كون كلفته أقل من كلفة المازوت والغاز، ويمكن الاستفادة من الملابس المهترئة  والأحذية القديمة والبلاستيك إلى جانب الحطب، إلا أن الوضع مختلف هذا العام نتيجة الارتفاع الكبير في سعر الحطب مقارنة بالموسم السابق.
 
وعن أسباب ارتفاع سعر الحطب، يتحدث "أبو علي"، الذي يملك منشرة أخشاب في بلدة يلدا، لـ "اقتصاد": "سعر الحطب هذا العام يتراوح بين 100 إلى 125 ليرة للكيلو، حسب نوح الشجر من مشمش وسرو وزيتون وحور. في العام الماضي بدأ سعر الحطب بـ 65 ليرة للكيلو، ومن ثم بدأ بالارتفاع وسجل أعلى سعر عند 100 ليرة. لكن هذا العام السعر من بداية الموسم 100 ليرة".

يتابع أبو علي: "كلفة إدخال الحطب من دمشق إلى جنوب العاصمة تعادل أكثر من سعره، فطن الحطب في دمشق بـ 40 ألف ليرة سورية، يكلف حتى يصل إلى جنوب العاصمة، بين الإتاوة التي تفرضها الحواجز، وتكلفة النقل، حوالي 50 ألف ليرة، كما يحتاج إلى قص وتقطيع، ويحصل البائع على مبلغ يتراوح بين 10 آلاف ليرة إلى 15 ألف ليرة على الطن الواحد".

وسطياً، تبلغ تكلفة التدفئة بالحطب شهرياً مبلغ 33 ألف ليرة سورية وفق أدنى مستوى من استهلاك الحطب الشهري، 300 كيلو. فيما تبلغ الكلفة الوسطية للتدفئة بالمازوت 48000 ليرة بمعدل استهلاك 4 لترات يومياً. وبحسب السيدة "نهلة"، فإن هذه الأرقام خيالية بالنسبة لعائلتها معدومة الدخل، والتي تعتمد على وسائل التدفئة الطبيعية، كالملابس الشتوية والجوارب.

تقول نهلة لـ "اقتصاد": "الوضع سيء للغاية. فبرد الشتاء لا يمكن احتماله، خاصة إذا كان في العائلة أطفال. بالنسبة لعائلتي شراء كمية من الحطب تكفي لشهر كامل أمر مستحيل والكلفة كبيرة جداً، فنحن نعيش كل يوم بيومه، فزوجي بلا عمل، واعتمادنا على ما جمعناه من قطع بلاستيك وملابس مهترئة وما سنتمكن من شرائه من حطب بين الحين والآخر. طبعا الوسيلة الأهم هي التقنين فنحن نحدد وقت تشغيل المدفئة مساء فقط ونعتمد على تسميك الملابس والجوارب الشتوية لمقاومة البرد وتأخير تشغيل المدفئة قدر الإمكان".


ترك تعليق

التعليق