لماذا ارتفعت أسعار الحليب ومشتقاته في درعا؟


ارتفعت  أسعار الحليب ومشتقاته في ريف درعا خلال الأشهر القليلة الماضية بشكل ملحوظ، وذلك بسبب قلة الإنتاج وارتفاع أسعار مكونات العليقة العلفية، التي تقدم للأبقار والأغنام في مثل هذه الأوقات من العام.  

وعزا المهندس الزراعي محمد الأحمد، ارتفاع  أسعار الحليب ومشتقاته في الكثير من المناطق المحررة، إلى قلة الإنتاج بسبب عدم وجود ولادات حديثة في قطيع الأغنام، إضافة إلى التراجع الملحوظ في أعداد الثروة الحيوانية من أبقار وأغنام بشكل عام، نتيجة  ارتفاع تكاليف تربيتها، وعمليات التهريب والذبح الجائر الذي تعرضت له على مدار السنوات السابقة. 

وقال الأحمد: "المربي بات يدفع مبالغ مرتفعة لقاء حصوله على الأعلاف والتبن، لاسيما في مثل هذا الأوقات من السنة التي لا تتوفر فيها مراعٍ أو أعشاب رعوية، ما يجبر مربي الأغنام والأبقار على تقديم التبن والأعلاف للمواشي، الأمر الذي يزيد  في تكلفة إنتاج الحليب.

ولفت إلى أن "تاجر الحليب، الذي يجوب مناطق سكن المربين لجمع الحليب، ينفق هو الآخر مبالغ كبيرة، كأجور نقل وثمن للمشتقات النفطية، وكل ذلك يؤثر على  تجارة  الحليب ومشتقاته، ويرفع أسعارها".

 وأشار إلى أن "سلسلة الوسطاء بين المنتج والمستهلك هي أحد أسباب ارتفاع أسعار الحليب"، لافتاً إلى أن الكغ من الحليب يباع  من المنتج إلى تاجر الحليب بـ 160 ليرة سورية، فيما يبيعه تاجر الحليب إلى أصحاب المحال التجارية المختصة ببيع الأجبان والألبان بنحو 185 ليرة سورية، ليصل إلى المستهلك بأكثر من 200 ليرة سورية".

أبو ياسين، 55 عاماً، وهو مربي أبقار وأغنام، أكد أن إنتاج الحليب أصبح عالي التكلفة، بسبب ارتفاع مكونات العليقة العلفية التي تتكون من مجموعة من الأعلاف والتبن، موضحاً أن سعر طن العلف المخصص للبقر الحلوب يتجاوز 165 ألف ليرة سورية، فيما يصل طن التبن إلى 70 ألف ليرة سورية، وطن الشعير إلى أكثر من  150 ألف ليرة سورية، هذا عدا عن الأدوية البيطرية الوقائية والعلاجية التي تقدم للأبقار.

صادق العمر، 36 عاماً، وهو تاجر حليب، يقول إن "تجارة الحليب مربحة ولكن نفقاتها عالية، وتتعرض المادة للفساد في بعض الأحيان، لاسيما خلال فصل الصيف، إذا لم يتم نقلها بالوقت المناسب إلى معامل الإنتاج"، لافتاً إلى أن الحواجز العسكرية والمناوشات، وإغلاق الطرق، أهم الأخطار التي تهدد هذه التجارة.

وأضاف أنه تكبد في العام الماضي خسائر كبيرة بسبب الأعمال العسكرية في منطقته، حيث دفعه إغلاق الطريق إلى التخلص من حوالي 7 طن من الحليب، بسبب فسادها.

أبو مؤيد، 49 عاماً، وهو صاحب محل ألبان في ريف درعا الغربي، أكد أن الأسعار تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في مثل هذا الوقت من كل عام، لكنها تعود وتنخفض مع بداية العام الجديد، بعد أن يبدأ المربون بتسويق حليب الأغنام مع بداية ولاداتها.

وقال إن "أسعار الحليب ومشتقاته تختلف من منطقة إلى منطقة في درعا المحررة، لأنها لا تخضع  لرقابة سعرية، أو دراسة تكاليف حقيقية، وهي تحدد بشكل مزاجي، إضافة إلى أن عمليات النقل والعرض والطلب تلعب دوراً كبيراً في تحديد الأسعار"، مشيراً إلى أن الأسعار في المناطق المحاصرة تكون في العادة أكثر بقليل من المناطق المفتوحة".

وأضاف أن "سعر الكغ من الحليب في معظم مناطق درعا كان يصل إلى 150 ليرة سورية، إلا أنه ارتفع الآن إلى نحو 225 ليرة سورية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار مشتقاته بنسب تتراوح ما بين 25 و 35 بالمئة".

وأشار إلى أن "كيلو اللبن الرائب أصبح بـ 275 ليرة سورية واللبن المصفى بـ 900 ليرة سورية، أما الجبنة البلدية فيصل ثمن الكيلو منها إلى 1300 ليرة سورية، فيما يصل الكغ من اللبن المعد للتخزين /المدعبلة/ إلى 1500 ليرة سورية".

علي  الصبحي، 50 عاماً، وهو تاجر أبقار، أكد أن أسعار بعض الأبقار أصبحت تضاهي أسعار السيارات الصغيرة، لافتاً إلى أن سعر البقرة الحلوب يبدأ من 500 ألف ليرة سورية، ويتجاوز المليون ليرة سورية في كثير من الأحيان.

وأشار إلى أن "سعر البقرة يزداد ويرتفع حسب حجمها وعمرها، وكميات الحليب التي تنتجها"، مبيناً أن بقرة حلوب واحدة، إذا وجدت العناية الكافية وسلمت من الأمراض، تستطيع تأمين الحد الأدنى من احتياجات الأسرة المعيشية.

وقال إن "هناك بعض الأبقار تحلب ما بين 25 و 30 كغ يومياً، يتجاوز ثمن هذه الكمية 4 آلاف ليرة سورية،ينفق نصفها على إطعام البقرة والباقي على احتياجات الأسرة المعيشية"، لافتاً إلى إن كثير من الأسر تتوقف خلال فصل الربيع عن تقديم العليقة العلفية، ما يعني أن إنتاج البقرة يصل إلى أكثر من مئة ألف ليرة سورية شهرياً.


ترك تعليق

التعليق