قصة نجاح الحلبي الذي كسر أسعار اللحوم في عنتاب


فتح "أبو عبدو الحلبي" ملحمة صغيرة في منطقة قريبة من الجامعة في غازي عنتاب، ولجأ إلى أسلوب الربح القليل، والاعتماد على الطريقة الحلبية، واستطاع خلال وقت قليل تكوين شعبية كبيرة بين السوريين والأتراك في المنطقة.


التعاون سبب للنجاح

أبو عبدو الحلبي، شاب في الثلاثين من عمره، كان يعمل لحاماً في مدينة حلب، نزح مع أخوته وأهله إلى مدينة غازي عنتاب التركية بعد احتلال ميليشيات الأسد لكامل حلب. لم يكن معه مال ليقوم بمشروع يدر عليه ما يكفيه شر العوز. باع إسوارة ذهبية كان قد قدمها هدية لزوجته قبل سنوات بمبلغ 2400 ل ت، بينما توجه أخوه الأكبر للعمل بتجارة الأغنام.


تمكن أبو عبدو من استئجار محل صغير في حي شعبي قريب من منزله، واشترى الأدوات اللازمة لعمله. ولأن المبلغ الذي يملكه لم يكن يكفيه لتأمين متطلبات المحل، لجأ إلى العمل داخل المحل دون افتتاحه، واتفق مع مطعمين سوريين لتأمين طلباتهم.

ساعده في ذلك عمل أخيه بتجارة الأغنام، حيث كان أخوه يقوم بشراء الأغنام ويضعها في حظيرة قريبة من عنتاب، وفي كل يوم يرسل عدة خراف منها إلى المسلخ التركي، فيتم فحصها وذبحها وفقاً لشروط الصحة التركية، ويرسلها لأخيه.

هذه الطريقة بالعمل مكنت أبو عبدو من بيع كافة اللحوم بأسعار تقل عن السوق بمبلغ يتراوح بين 5 و10 ليرات تركية.


تخفيض الأسعار

قرر أبو عبدو منذ البداية أن يلجأ إلى الترويج لعمله عن طريق البيع بأسعار مخفضة والاعتماد على كثرة الزبائن.

هذا الأسلوب زاد من إقبال المطاعم على التعامل معه، بسبب السعر المخفض واللحوم الطازجة يومياً.

قال أبو عبدو لـ "اقتصاد": "حققت مكاسب لا بأس بها، مكنتني من فرش منزلي وتأمين احتياجاتي الشخصية، وتأمين كافة المعدات التي تمكنني من افتتاح المحل، قبل أن ألجأ إلى البيع بالمفرق للزبائن العاديين".


وأضاف: "بعد أن أيقنت أن عملي أصبح مستقراً، افتتحت محلي الصغير للزبائن بعد أن قمت بترخيصه أصولاً، واتفقت مع فرن قريب من المحل يديره سوريون، وتعاونا معاً لتأمين الفطائر والصفائح وصواني اللحم الجاهزة وفقاً للطريقة الحلبية وبأسعار مخفضة، حيث نؤمنها للمنازل حسب الطلب في المناطق القريبة، كما اتفقت مع مطعم من أجل تأمين طلبات الزبائن من المشاوي والكباب الحلبية".

وأكد أنه كما حقق سمعة طيبة بتعامله مع المطاعم، كذلك تمكن من تحقيق شعبية كبيرة بين السوريين والأتراك في المنطقة، وخصوصاً بعد أن استطاع إجادة اللغة التركية مما سهل عمله.


الدقة والأسلوب الجيد

أشار أبو عبدو إلى أنه اعتمد على أسلوب إراحة الزبون، وتلبية الطلبات بدقة وأمانة وبجودة عالية، حسب المواصفات والمواد التي يريدها الزبائن.
 
وأوضح: "نقوم بتأمين حاجات الزبائن إلى المنازل دون زيادة السعر وبالمواعيد المحددة دون تأخير، وهذا جعل عدداً كبيراً من أصحاب البيوت القريبة يحددون طلباتهم قبل يوم أو أكثر وفي مواعيد محددة، كانتهاء الدوام أو في السهرة أو المناسبات الخاصة".


وفي ذات الشأن قال أحد الزبائن لـ "اقتصاد": "لقد تعاملت مع أبو عبدو منذ عدة أشهر، أراحني أسلوبه بالتعامل ووجهه البشوش وأسعاره المناسبة، بالإضافة إلى نظافته ونظافة محله ودقته بالمواعيد، جعلتني ألتزم بالتعامل معه وكذلك بإرشاد كل من أعرف إلى محله".

وتابع الزبون: "عادة ما أتصل إذا كان بإمكاني المجيء لكي يجهز لي طلباتي قبل وصولي، أو أطلب منه أن يرسلها إلى المنزل، فهو لا يتأخر أبداً، ويلبي المطلوب منه في الوقت المحدد، إضافة إلى حرفيته وإجادته للعمل وأمانته".


ترك تعليق

التعليق