في دمشق.. الحمص والفول عوضاً عن اللحوم


يحتل البروتين النباتي في العاصمة دمشق، قائمة موائد السوريين، بعد غياب شبه تام للبروتين الحيواني، نتيجةً لارتفاع أسعار اللحوم التي وصلت إلى عشرة أضعاف سعرها قبل عام 2011.

ثمانون بالمائة من رواتب موظفي المؤسسات العامة وعاملي القطاع الخاص تُصرف في تأمين الطعام اليومي ومُستلزمات الحياة الرئيسية.

الحمص والفول أهم البدائل المُتوفرة عن اللحوم لدى سكان العاصمة بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" السيد (م . أ)، موظف في المؤسسة الاستهلاكية العامّة لدى "نظام الأسد"، منذ عشرين عاماً.

ويُضيف أنّه ربّ أسرةٍ مُكونةٍ من زوجة وثلاثة أطفال وراتبه الشهري لا يتجاوز 40 ألف ليرة سورية, وبحسبة بسيطة فإنّ تكلفة وجبة واحدة من لحم الغنم أو البقر تبلغ أكثر من 20 بالمائة من راتبه الشهري.

ويُشير السيد (م . أ) إلى أنّ مواد الفول والحمص تبلغ أسعاراً مُرتفعةً جداً لا تطيقها غالبية اُسر العاصمة خصوصاً تلك العائلات التي فقدت أبنائها في الحرب وليس لديها أي معيل.

ويبلغ سعر كيلو لحم الغنم عواس في أسواق دمشق بين 4500 ليرة سورية و5000 ليرة، بينما يبلغ سعر كيلو لحم العجل والبقر بين 3000 ليرة و 3500 ليرة، ويتراوح سعر كيلو لحم الجمل المفقود نسبياً في أسواق العاصمة بين 4000 ليرة و5000 ليرة سورية.

تتشارك اللحوم والبقوليات في الكثير من الفوائد، وتعتبر من أهم المأكولات التي تحتوي على عناصر غذائية مهمة، ومنها البروتينات اللازمة لتقوية العظام، وتدخل في تحضير الكثير من الوجبات الغذائية، وبأشكال مختلفة، وتحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، وتُحافظ على صحة القلب والشرايين, وتُحارب أمراض السرطان، وتُحافظ على ضغط الدم منخفضاً لدى النساء في مرحلة "سن اليأس"، كما تُعتبر كُلّها وجبة غذائية مفيدة وصحيّة وخفيفة للمرأة الحامل.

إلّا أنّ اللحوم الحمراء فيها نسب كبيرة من الكولسترول، وقد تؤدّي إلى تصلّب الشرايين وجلطات بالقلب في بعض الأحيان، وتناولها بكثرة قد يُسبب خطورة كبيرة من خلال ارتفاع حمض اليوريد، والذي يظهر في المفاصل والركب والقدم بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" الدكتور الصيدلي (و . خ)، صاحب إحدى الصيدليات في حي المجتهد وسط دمشق.

يبلغ سعر كيلو الحمص والفول في المطاعم الشعبية 400 ليرة سورية, وكيلو الحمص الناعم "المسبحة" 20% طحينة 600 ليرة، وقرص الفلافل الواحد 10 ليرات، في حين يبلغ سعر سندويشة الفلافل ذات الخمسة أقراص 150 ليرة.

شراء الفول والحمص وسلقه وطبخه منزلياً خارج بدائل سكان العاصمة، فبحسب السيد (م . أ)، يبلغ ثمن كيلو الحمص الواحد أو الفول غير المطبوخ 800 ليرة سورية، واستهلاكها للكثير من الغاز أثناء الطبخ يدفع السكان لاستبعادها وشراءها مُحضّرةً من المطاعم الشعبية.

ليس خوفاً من الأمراض التي تُسببها تناول اللحوم، فالعائلات القاطنة بالعاصمة دمشق بالكاد تتناول وجبة لحوم مرة واحدة كُلَ شهر، إنّما سوء الرواتب وانعدام الموارد المالية وتدني الحالة الاقتصادية يدفعهم جلياً للبحث عن المأكولات الرخيصة، ورُبما لو وجدوا ما هو أقلُّ تكلفةً من الحمص والفول للجؤوا إليه دون تردد.

ترك تعليق

التعليق