محاولة إسعافية لترميم شريان درعا الاقتصادي


بدأ مجلس محافظة درعا الحرة، أعمال ترميم الطريق الحربي الذي يربط شرق المحافظة بغربها، والذي يمتد من بلدة نصيب على الحدود السورية الأردنية المشتركة، وصولاً إلى بلدة تل شهاب غرب مدينة درعا.

وأشار مصدر في محافظة درعا الحرة إلى أن الطريق يحتاج إلى "أعمال ترميم ببقايا مقالع وستوك، وأعمال تسوية لبعض المناطق الصعبة، وقميص إسفلتي. لكن مادة الزفت غير متوفرة الآن"، موضحاً أن الطريق يحتاج إلى مبالغ كبيرة، لم يستطع المجلس حتى اللحظة تأمينها رغم المناشدات المتواصلة للجهات والمنظمات الإنسانية ذات العلاقة.

وأضاف أن عمليات الترميم والصيانة ستكون إسعافية، لأكثر المناطق تضرراً، لافتاً إلى أن معظم الطريق يحتاج إلى أعمال ترميم كاملة، وأن نسبة الأضرار تتجاوز 75% من الطول الكلي الطريق.

ولفت المصدر إلى أن "الطريق الذي يعتبر الشريان الاقتصادي الوحيد، الذي يربط محافظة درعا بغربها، يعاني من أوضاع إنشائية سيئة، نتيجة القصف الممنهج من قبل قوات النظام، ومرور السيارات الكبيرة عليه، ما تسبب بإحداث الكثير من الحفر، واهتراء القميص الإسفلتي"، مبيناً أن الطريق لم يشهد أية عمليات ترميم منذ انطلاق الثورة السورية.

وأضاف المصدر أن "خطة الترميم موجودة منذ فترة طويلة، لكن ضعف الإمكانات المادية، وعدم تصدي أي منظمة دولية لترميمه، رغم أهميته، تسبب في تأخير إجراء أعمال الترميم"، مشيراً إلى أن تكلفة أعمال الترميم الحالية تم تأمينها بطرق ذاتية، وبالاعتماد على إمكانيات الفعاليات الثورية والاقتصادية في المحافظة.

الناشط أبو فداء الدرعاوي أكد أن "الطريق الحربي يعتبر أهم طريق في المناطق المحررة، وهو صلة الوصل الوحيدة بين شرق المحافظة التي تمتد إلى حدود السويداء، وغربها وشمالها، وصولاً إلى القنيطرة وريف دمشق"، لافتاً إلى أن المواد التموينية والمشتقات النفطية القادمة من السويداء، تصل إلى كل المناطق المحررة عبر هذا الطريق فقط.

وأضاف أن "أي خلخلة أو استهداف لهذا الطريق، وتراجع الحركة عليه، كانت تؤدي إلى ارتفاع مباشر للأسعار في جميع المناطق المحررة، وهو ما حدث عدة مرات، خلال احتدام المعارك بين قوات النظام والثوار في حي المنشية القريب منه".

ولفت إلى أن "الطريق يمتد بجانب الحدود السورية الأردنية بالقرب من معبر درعا القديم، وله أهمية إستراتيجية كبيرة سواء لقوات النظام، أو للثوار"، مشيراً إلى أن قوات النظام والميليشيات الطائفية حاولت عشرات المرات بسط سيطرتها على المنطقة المحيطة به، لكنها لم تفلح بسبب المقاومة العنيفة التي أبداها الثوار دفاعاً عنها.

وقال: "لو تمكنت قوات النظام من السيطرة على هذا الطريق، لاستطاعت خنق المناطق المحررة بإطباق حصار كامل عليها ولتمكنت من قطع طريق التواصل والإمداد والإغاثة بين الفصائل المنتشرة في المناطق المحررة".

وأشار الدرعاوي إلى أن "مبادرات ترميم هذا الطريق كانت مبكرة جداً وبدأت العام الماضي على يدي طفلين صغيرين، هما عمار وعماد (11 و 9 أعوام)، حيث كانا يقومان بشكل يومي بردم الحفر بالحجارة والتراب، لتسهيل مرور السيارات، وذلك بعد أن عجزت الجهات المعنية عن تقديم أي شي في هذا الإطار، لعدم وجود التمويل المادي"، لافتاً إلى أن الطفلين تمكنا بوسائل بسيطة /رفش ووعاء بلاستيكي/، من ردم عشرات الحفر الممتدة على نحو كيلو متر من الطريق.

وأضاف أن "مبادرة الطفلين لفتت الأنظار إلى الحالة المأساوية لهذا الطريق، ودفعت الجهات المعنية في مناطق درعا المحررة إلى البحث عن مصادر تمويل لترميمه".

أبو قاسم، 45 عاماً، وهو سائق شاحنة صغيرة لنقل البضائع، أكد أن ترميم هذا الطريق أصبح ضرورياً بسبب الخراب الذي حل به، لافتاً إلى أن هناك مناطق في الطريق يصعب عبورها بسهولة، وذلك نتيجة الحفر العميقة والأتربة وخاصة خلال فصل الشتاء.

ولفت إلى أنه لا يعارض فرض رسوم على السيارات للمساهمة في ترميم الطريق، مشيراً إلى أن ترميم الطريق سيسهل حركة المرور، وسيوفر الوقت، وسيخفف من الحوادث المؤسفة وعملية اهتراء الإطارات، ما يعني توفير مبالغ كبيرة على أصحاب وسائل النقل، التي تمر عبر هذا الطريق.

سليم العبدالله، 39 عاماً، وهو سائق سيارة لنقل الخضار، عبّر عن أمله في أن يتم إنجاز ترميم هذا الطريق قبل حلول الشتاء، مشيراً إلى أن الأمطار والوحل ستتسبب في شلل حركة المرور وتوقفها على هذا الطريق الحيوي والهام بشكل كامل، إن استمر الوضع على حاله.

ترك تعليق

التعليق