بجهود محلية.. أهالي الجبل الوسطاني يحاربون الفقر


على حافة طريق وعرة، وفي وسط حقل كبير، ثمة هناك غرفة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار، تأوي عائلة مكونة من ستة أشخاص؛ هي البيت والمطبخ والحمام، وعلى مقربة منها كان "التواليت"، عبارة عن بعض الأحجار المصفوفة على علو منخفض من دون سقف.

ربما يبدو هذا المشهد من فليم سينمائي أو قصة من الزمن البعيد، ولكن الصدمة أنها حقيقة لأناس يعيشون في إحدى القرى النائية التابعة لمنطقة الجبل الوسطاني بريف إدلب.

روى القصة لـ "اقتصاد"، "أحمد باكير"، رئيس مجلس قرية السكرية في الجبل الوسطاني، والذي أوضح بدوره أن قرى الجبل تعاني مشاكل كثيرة، وأن حال أهلها لا يختلف كثيراً عن سكان الغرفة الواحدة.

وتابع "باكير" بالقول: "لم نعد ننتظر الدعم. وبجهودنا المحلية نستطيع أن نغيّر كثيراً من واقعنا المؤلم".

بعد أن علم سكان قرى الوسطاني بهذه القصة، شُكلت لجنة لجمع التبرعات من قبل المجلس العام لقرى الجبل الوسطاني، وعملت على توسيع مسكن العائلة وبناء مطبخ ومنافع مستقلة، بحسب "الباكير".

وتفتقر مجالس القرى في الجبل الوسطاني لغياب الدعم وشح المساعدات، بسبب بعدها عن المناطق الحدودية، ولعدم وجود نشاط اقتصادي، وضعف التغطية الإعلامية.

وتعتمد مجالس تلك القرى على عائدات المشاريع الخدمية التي تقوم عليها، كإيصال المياه للمنازل والنظافة. ولا يتقاضى العاملون عليها أي رواتب، وإنما تُجمع العائدات في صندوق المجلس العام للقرى، لمساعدة الأهالي المحتاجين، وتحسين الأوضاع الخدمية للقرى الأكثر تضرراً.

ويضم المجلس قرى "الكستن، مشمشان، عين السودة، الزهراء، بلميس، الدغالي، باريشا، المطلة، البشيرية، العرين، القيسية، السكرية، وطبة، كنيسة نخلة".

وقال "اسماعيل محمد الحسن"، رئيس مجلس قرية القيسية، في تصريح لـ "اقتصاد": "نسعى لتحسين أوضاعنا بالاعتماد على أنفسنا وذلك لعدم توفر منظمات تقدم المساعدة بهذه المجالات. لجأنا إلى الحلول الفردية".

موضحاً: "في الآونة الأخيرة كانت القيسية تعاني من مستنقع مياه كبير سبّب التلوث وتجمع الحشرات والجراثيم. عملنا على ترحيله إلى خارج القرية بمساعدة أهالي القرية وقرى الجبل المجاورة".

وتابع "الحسن": " من أولوياتنا الآن مساعدة العوائل الأشد حاجة، والتي تُصنف محلياً تحت خط الفقر، وخاصة مع حلول فصل الشتاء والبرد القارس بسبب طبيعة منطقتنا الجبلية".

ترك تعليق

التعليق