الليرة التركية انخفضت.. لماذا؟، وما هي الآثار على السوريين؟


شهدت الليرة التركية في الأسابيع القليلة الماضية انخفاضاً كبيراً في سعر صرفها أمام الدولار الأمريكي، إذ سجلت أدنى مستوياتها يوم الثلاثاء، 21 تشرين الثاني الجاري، متخطية عتبة 3.90 ليرة للدولار الواحد.

الليرة التركية وبداية الانخفاض

انخفاض سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي ليس وليد الأمس، إنما الجديد هو زيادة سرعة الانخفاض في الآونة الأخيرة.

سقراط العلو، باحث اقتصادي مقيم في اسطنبول، قال لـ "اقتصاد": "بداية تراجع الاقتصاد التركي كانت مع بداية التوتر في المنطقة وخصوصاً على حدودها بعد الربيع العربي، إلا أن السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الانخفاض مؤخراً، هو الجوار التركي المتوتر في سوريا والعراق، وما ترتب عليه من احتمالات تدخل عسكري تركي في الدولتين، بالإضافة إلى توتر العلاقات السياسية التركية مع دول تُعتبر من أكبر شركائها الاقتصاديين، مثل ألمانيا وكردستان العراق والنمسا وهولندا والولايات المتحدة. كما لعبت الأزمة الخليجية دوراً هاماً في انخفاض الاستثمارات السعودية والإماراتية في تركيا، نتيجة موقف الأخيرة الداعم لقطر".

عبد الرحمن السراج، رئيس تحرير "ترك برس"، كان له رأي آخر، حيث قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "انخفض سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار بين عامي 2005 - 2012 بنسبة 24% تقريباً، فيما انخفض السعر خلال السنوات الخمس الأخيرة الماضية بنسبة 54%، حيث يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى الظروف التي مرت بها تركيا من مظاهرات غيزي بارك عام 2013 ومحاولة الانقلاب الأخيرة إلى الانتخابات المتعاقبة التي شهدتها البلاد وانعكاس الظروف الخارجية على مسارها، كتفاقم الوضع المسلح في سوريا والعراق".

انخفاض الليرة وأثره على السوريين

تعتبر تركيا من أبرز الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين على أراضيها، حيث يعيش في تركيا اليوم أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري. لذلك فالتواجد السوري يعتبر عاملاً دعماً للاقتصاد التركي، فالسوريون هم مستهلكون للمنتجات التركية، وبذلك فهم يساهمون بامتصاص التضخم الناتج عن انخفاض حجم الصادرات التركية، كما قال "العلو".

وأضاف الباحث الاقتصادي: "لا يوجد أثر مباشر لانخفاض قيمة العملة على السوريين، بداية من كون الانخفاض مؤقتاً لارتباطه بالأوضاع السياسية، ووصولاً إلى أن المركزي التركي لا يزال مسيطراً على الوضع بشكل لم ينعكس على الأسعار".

بدوره، علّق "السراج" بقوله: "لا يتأثر السوريون أو الأتراك على حد سواء بانخفاض سعر صرف العملة، نظراً إلى أن تركيا تنتج معظم ما يتطلبه السوق المحلي".

إلا أنه عقّب: "المتضررون هم المعتمدون على الدولار في أعمالهم. فالعامل الذي يتقاضى راتبه بالدولار مثلاً يستفيد في حال انخفضت قيمة العملة، ويتضرر عكساً".

لذلك لا يمكن مقارنة الانخفاض في قيمة الليرة التركية، بذلك الذي أصاب جارتها السورية، كون تركيا ما تزال تحافظ على وتيرة نشاطها الاقتصادي ذاتها تقريباً.

يذكر بأن تركيا تدخلت رسمياً في سوريا في صيف العام 2016، في إطار عملية أطلقت عليها اسم "درع الفرات"، في ريف حلب الشمالي. وتدخلت من جديد، في إدلب وريف حلب الغربي عبر إدخال جيشها كقوات مراقبة لمناطق خفض التصعيد التي أُعلن عنها في "أستانة 6".




ترك تعليق

التعليق