المواصلات في اسطنبول.. معاناة قاسية بالنسبة للكثير من السوريين


تعد تركيا من أبرز الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين على أراضيها عقب اندلاع الثورة، إلا أن الحياة في تركيا تختلف كثيراً عن باقي البلدان الأوروبية التي استقبلت اللاجئين، فهي غاية في الصعوبة على عكس ما يظن الذين قرروا البقاء في سوريا.

مدينة اسطنبول التركية تعتبر أكبر المدن التركية وأكثرها حاجة للمواصلات بغية التنقل بين مناطقها. هذه المواصلات كانت أيضاً من المشاركين في جعل حياة السوري هناك، أكثر صعوبة.

العامل والمواصلات.. معاناة يومية

يحتاج السوري المقيم في مدينة اسطنبول تحديداً، وسيلة مواصلات واحدة على الأقل يومياً، للذهاب إلى العمل. لذلك يُعتبر المقيم بالقرب من مكان عمله محظوظاً.

"بلال - أبو حسام"، عامل سوري متواجد في اسطنبول، قال لـ "اقتصاد": "يبعد مكان عملي الكائن في استوش عن سكني في منطقة الفاتح بالقسم الأوروبي، حوالي الساعة. لذلك أنفق يومياً على المواصلات حوالي 5 ليرات تركية بين ذهاب وعودة، لتصل التكلفة شهرياً إلى حوالي 150 ليرة تركية أي حوالي 50 دولار".

وأضاف: "راتبي لا يتجاوز 1400 ليرة تركية، لذلك فالمبلغ الذي أنفقه على المواصلات لا يتناسب أبداً مع الراتب نظراً لمتطلبات الحياة الكثيرة، كأجور السكن والطعام في مدينة تعد أصلاً، مدينة سياحية".

وهو الأمر الذي أكده "وسام"، عامل آخر متواجد في المدينة، بقوله: "أجور السكن مرتفعة أيضاً، فكي تحصل على سرير في غرفة فيها 5 أو 6 أشخاص عليك أن تدفع مبلغ يتراوح بين 200 و 250 ليرة تركية شهرياً".

أجور المواصلات تطال الطلاب

تُعتبر نسبة الشباب السوريين الذين استطاعوا إكمال دراستهم في تركيا قليلة، نظراً لغلاء المعيشة.

أمجد الساري، طالب سوري، قال لـ "اقتصاد": "أحتاج يومياً إلى 3 وسائل مواصلات للذهاب إلى معهدي بداية من minibus الذي تبلغ تعرفة ركوبه 2.5 ليرة تركية ثم metrobus الذي تبلغ تعرفة ركوبه 3.85 ليرة تركية ثم tramvay والذي يعتبر الأقل تكلفة بتعرفة قدرها 1.85 ليرة تركية. أي أنني أحتاج يومياً إلى 15 ليرة بين ذهاب وعودة والتي يصل مجموعها إلى 450 ليرة شهرياً أي حوالي 125 دولار".

وأضاف: "رغم حصولي على منحة لدراسة اللغة التركية في جامعة /صباح الدين زعيم/ التركية، إلا أنني لم أتمكن من الحصول على بطاقة طالب والتي تخولني استقلال المواصلات بتعرفة أقل نظراً لاعتباري كبيراً في السن في نظامهم".

ونوه الساري بأن تعرفة الركوب في minibus تحديداً معروفة لدى الأتراك. إلا أن بعض السائقين يأخذ أكثر من التعرفة المطلوبة من السوريين تحديداً لعدم درايتهم الكافية بالأجور. وقال بأن تلك الزيادة قد تبرر منهم في حال احتج السوري على الأمر، بأنهم يسلكون طريقاً أخرى أطول من الطريق العادية.

الازدحام ينغص العيش

على الرغم من ارتفاع أجور المواصلات في اسطنبول، إلا أنه ليس من السهل استقلالها. كي تستقل minibus مثلاً للذهاب إلى عملك صباحاً، عليك أحياناً الانتظار لمدة تصل إلى نصف ساعة، وأحياناً مثلها للعودة، كما قال وسام.

اضافة إلى ذلك فإن الجلوس داخله يعتبر غالباً، مستحيلاً، "لذلك عليك أن تقضي مشوارك واقفاً على قدميك لتصل إلى بيتك منهكاً".

وبذلك نرى بأن الحياة التي يعيشها السوري في تركيا تختلف كثيراً عما يظن الذين قرروا البقاء في سوريا. فتركيا هي جنة الغني، ونار الفقير.

يُذكر أنه يعيش في مدينة اسطنبول وحدها بشقيها الآسيوي والأوروبي، حوالي نصف مليون لاجئ سوري، من أصل 3 ملايين لاجئ استقبلتهم تركيا منذ اندلاع الثورة.

ترك تعليق

التعليق