كم دفع عناصر التنظيم لضابط في قوات النظام، لقاء الوصول إلى تخوم انخل؟


كشفت مصادر خاصة من حي الحجر الأسود، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في جنوبي العاصمة، تفاصيل عن كيفية وصول شخصين من عناصر التنظيم إلى تخوم مدينة انخل في ريف درعا الغربي. وأوردت المصادر تفاصيل دقيقة عن دور النظام في تسهيل خروج هذه العناصر، وعن المقابل المالي الذي حصل عليه أحد ضباط النظام، لقاء ذلك.

كانت ألوية مجاهدي حوران التابعة للجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر، قد أعلنت عن تمكنها، يوم الثلاثاء الماضي، من اعتقال مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص كانوا يحاولون التسلل من مناطق سيطرة النظام باتجاه المدخل الشرقي لمدينة انخل في ريف درعا الغربي، محاولين الدخول للمدينة، لكن محاولتهم باءت بالفشل بسبب اشتباه عناصر المقاومة السورية على حاجز مدخل المدينة بالأشخاص الثلاثة ومحاولة تفتيشهم، مما دفع أحد الأشخاص المشتبه بهم إلى إطلاق النار على عناصر الحاجز والهروب، فلاحقهم عناصر الحاجز وتمكنوا من اعتقالهم بعد إصابة أحدهم، حيث عثر معهم على حزامين ناسفين وأسلحة فردية، وتبين بعد التحقيقات الأولية معهم أنهم عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" في جنوب العاصمة دمشق.

وفي تفاصيل ما حدث، قال أحد المصادر الخاصة، إن المجموعة التي تم إلقاء القبض عليها على أطراف مدينة انخل، والمكونة من ثلاثة أشخاص، اثنين منهم فقط هم عناصر في تنظيم الدولة، الشخص الأول هو صلاح قطيش، المعروف بـ "أبو علي كحلة"، والثاني "أبو ناصر حجيرة"، أما الشخص الثالث فهو شقيق "أبو ناصر"، والذي يقيم في درعا ويعمل كدليل لعمليات التهريب، وهي المهمة التي كان يتولاها مع شقيقه وصلاح قطيش، سابقاً.

(أبو ناصر حجيرة، الشخص الثاني من عناصر التنظيم، ألقي القبض عليه على تخوم انخل)

(شقيق أبو ناصر، دليل عمليات التهريب)

 وتابع المصدر أن آخر مرة شُوهد فيها المدعو صلاح قطيش في الحجر الأسود، كانت قبل ثلاثة أيام من اعتقاله، حيث كان هو و"أبو ناصر" من العناصر التي اعتزلت العمل مع تنظيم الدولة في جنوب العاصمة بسبب توتر العلاقات بينهم وبين الأمير الحالي "أبو العز دهمان"، الذي تولى إمارة التنظيم، خلفاً لـ "أبو هشام الخابوري". توتر العلاقات مع أمير التنظيم الحالي، دفع قطيش ورفيقه لمحاولة الخروج باتجاه مناطق سيطرة تنظيم الدولة في حوض اليرموك، بمحافظة درعا.
 
وعن كيفية خروجهم من جنوب العاصمة ووصولهم إلى أطراف مدينة انخل، ذكرت مصادر مقربة من الشخصين أن تنسيقاً تم بين صلاح قطيش وأبو ناصر حجيرة من جهة، وبين شقيق الأخير المقيم في درعا، والذي يعمل كدليل لعمليات التهريب، من جهة أخرى. وتم الاتفاق على أن يؤمن شقيق أبو ناصر خروجهم بالتنسيق مع ضابط من قوات النظام مقابل مبلغ مالي 3000 دولار لكل شخص، بحسب الروايات المنتشرة داخل حي الحجر الأسود.
 
وخرج الاثنان من أطراف حي الحجر الأسود من جهة معمل بردى، الخط الفاصل بين قوات النظام وعناصر التنظيم في المنطقة، وكانت سيارة تنتظرهم لتقلهم إلى آخر نقطة لقوات النظام على أطراف مدينة انخل، على حاجز القنية.

 وتابع المصدر أن الاتفاق كان يقضي بأن يكون هناك ترتيب خاص بين شقيق أبو ناصر وعناصر حاجز المقاومة السورية على مدخل مدينة انخل. وهو ما لم يتم، إذ لم يكن عناصر الحاجز المذكور متعاونين، وشددوا إجراءاتهم الأمنية بعد أن اشتبهوا بالمجموعة، مما دفع أبو علي قطيش لإطلاق النار عليهم.
 
بحث "اقتصاد" عن تاريخ شخصية "صلاح قطيش"، حيث تبين أن هذا الشخص لم يكن قيادياً في تنظيم الدولة، رغم كونه من أهم عناصر التنظيم، ومن العناصر الذين يُعتمد عليهم في العمليات العسكرية، وكان مقرباً من أميري التنظيم السابقين "أبو صياح فرامة"، و"أبو هشام الخابوري". فـ "قطيش" الذي انتسب لتنظيم الدولة منذ بداية ظهوره في جنوب العاصمة كان بالنسبة لهم الأداة الطيعة لتنفيذ العمليات الأمنية ومهام الاغتيال وتنفيذ أحكام الإعدام، حيث تورط قطيش بتصفية عدد من عناصر وقياديي الجيش الحر، عُرف منهم "أبو الحارث الجولاني"، إضافة لتنفيذه حكم الإعدام بتاجر الخردة في حي الحجر الأسود، محمد النهار.

يشار إلى أن حالات سابقة خرج فيها قياديون في تنظيم الدولة من جنوب العاصمة دمشق، باتجاه الرقة ودير الزور، بتسهيلات من ضباط تابعين لنظام الأسد، حيث خرج من المنطقة وعبر حاجز العسالي، أمير الأمنيين الأسبق، أبو سالم العراقي، بعد إصابته بتفجير استهدف النقطة الأمنية للتنظيم في حي الحجر الأسود. تلاه خروج الأمير السابق للتنظيم، أبو صياح فرامة، ونائبه أبو مجاهد. كما يعالج التنظيم عناصره المصابين في المعارك، في مشفى المهايني بحي الميدان الدمشقي. ويتم إخراجهم عن طريق حاجز العسالي التابع لقوات النظام، حيث يتكلف التنظيم على الغرفة الواحدة في المشفى، مليون ليرة سورية يومياً، بحسب مصادر مطلعة.

ترك تعليق

التعليق