الخلافات الخليجية انعكست سلباً عليهم.. نازحو مخيم "الجنان" يوجهون نداءً عاجلاً


تعاني المخيمات السورية في ريف إدلب الغربي من نقص كبير في المواد الغذائية ووسائل التدفئة، بعد أن انخفض الدعم الدولي الإنساني لها، وخصوصاً بعد الخلافات الخليجية التي انعكست سلباً على النازحين السوريين.

خيام مهترئة

يقع مخيم "جنان" بالقرب من قرية "الزوف" الحدودية القريبة من الحدود التركية في الريف الغربي لمحافظة إدلب، ويضم حوالي 200 عائلة، وتسكن كل عائلة في خيمة كتانية غير محمية من العوامل الجوية، فهي لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء.

خيمة "أبو أحمد" ممزقة ويسعى جاهداً لترقيعها بما يتوفر له من أقمشة أو أغطية بلاستيكية، وكانت الخيمة قد تطايرت خلال العاصفة التي حصلت نهاية الشهر الماضي وتشققت، ولم يتمكن من تأمين بديل عنها.

وحسب ما رواه أبو أحمد لـ "اقتصاد" فإنه قد أصلح خيمته باستخدام قطع قماشية وحرام مع قطعة بلاستيكية، واستخدم لذلك أسلاكاً من المعدن، إلا أنه لا يتوقع أن تصمد خلال فصل الشتاء، وخصوصاً أنها قد أصبحت مهترئة، وانتهى عمرها الافتراضي الذي يقدر بعام واحد، وهو مازال يسكن بها منذ عامين بعد نزوحه من بلدة سلمى عند تقدم قوات الأسد إليها في نهاية عام 2015.

نقص في الغذاء

كانت تشرف على المخيم جمعية خيرية تتبع لدولة خليجية، إلا أنها قد توقفت عن تقديم أية مساعدات منذ حوالي ثمانية أشهر، ولم يحصل أهالي المخيم على أية سلة غذائية بعد شهر رمضان المبارك.

وحسب ما روته "أم مصطفى" فإنهم استلموا سلة غذائية واحدة في شهر رمضان بعد انقطاع لأربعة أشهر، وبعدها لم تصل أية معونات.

وأضافت لـ "اقتصاد": "معظم سكان المخيم نازحون من ريف اللاذقية، وهم قد فقدوا مصدر رزقهم وعيشهم الوحيد من أراضيهم الزراعية بعد نزوحهم منها، وكانوا يعتمدون على التفاح والفواكه والخضار والحبوب، وكانت الأرض تعينهم على صعوبات الحياة برغم القصف المستمر والاستهداف من قبل الطيران الحربي والمروحيات".

وأكدت أنهم الآن يفتقدون لأبسط مقومات الحياة من المياه النظيفة إلى الغذاء ووسائل التدفئة.

فقدان مواد ووسائل التدفئة

جاء الشتاء سريعاً هذا العام ليزيد من معاناة النازحين، فمواد التدفئة غير متوفرة.

كان الأهالي يعتمدون على الحطب لتوفير الدفء لعائلاتهم، ولكن نظام الأسد عمد إلى حرق الغابات التي لم تتجدد، وتم استهلاك الأشجار المحروقة من قبل الأهالي، بالإضافة إلى لجوء بعض أصحاب النفوس الضعيفة إلى القطع الجائر، بهدف التجارة وجني الربح دون مراعاة حاجة النازحين إليها.

والآن أصبح الحطب نادراً، ويتم بيع الطن الواحد بمبالغ كبيرة تفوق قدرة النازحين العاطلين عن العمل والذين ليس لديهم أي دخل لشرائه.

ويضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار مادة المازوت، حيث يبلغ سعر ليتر المازوت الواحد حوالي 350 ليرة سورية، وتحتاج العائلة في أقل تقدير إلى خمسة ليترات يومياً مما حرمهم الدفء.

النازحون يريدون العمل

يطالب سكان المخيم المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتوفير فرص عمل لهم، وتنفيذ مشاريع إنتاجية بالاعتماد عليهم، مما يوفر لهم الدخل والاكتفاء الذاتي. ويطرحون أفكاراً لتربية الأبقار أو تسمين العجول أو تربية الأرانب أو زراعة الفطر، وفقاً لرأي "محمد"، أحد سكان المخيم، إذ يريد النازحون التحول من مستهلكين إلى منتجين، ولكن هل من مجيب، وخصوصاً مع افتقادهم للسيولة المادية التي تمكنهم من تنفيذ أفكارهم بأنفسهم.

بدوره، وجه "أحمد"، أحد سكان المخيم أيضاً، نداء عاجلاً إلى كل أصحاب الشأن بتقديم مواد غذائية مستعجلة ووسائل التدفئة، نظراً للحاجة الماسة إليها، فالأطفال بدأوا بفقدان أوزانهم، وأصبحت الحالة لا تطاق.

وأضاف بأنه لا يوجد أي دور في تقديم المساعدة للحكومة المؤقتة أو حكومة الإنقاذ التي تشكلت في إدلب، ولا يتأملون منهم أي شيء.

ترك تعليق

التعليق