جواز السفر التركي.. يفتح حدوداً أُغلقت في وجه السوريين سابقاً


لم يصدق "أبو خليل" الذي عاش في تركيا لسنوات كلاجئ سوري تحت الحماية المؤقتة في ولاية هاتاي جنوب تركيا، وعمل في أعمال بعيدة عن اختصاصه كطبيب بيطري, أنه تحرر من قيد اللجوء الذي أثقل كاهله بعد حصوله على الجنسية التركية، واستخراجه لهوية شخصية وجواز سفر تركي يستطيع به الانطلاق إلى فضاء الكثير من الدول التي أغلقت حدودها بوجه السوريين فقط لأنهم سوريين.

أبو خليل، الذي وصل يوم الخميس الفائت إلى دولة قطر في زيارة لأصدقائه وأقربائه، لم يستطع كبت مشاعر السعادة والفرح التي شعر بها عند وصوله لمطار الدوحة كمواطن سوري وتركي قادماً من تركيا بجواز سفر تركي، نشر صور أختام الخروج والدخول التي مُهر بها من قبل سلطات البلدين.



أبو خليل الذي اكتفى بالتعريف عن نفسه بأنه طبيب بيطري ومواطن سوري وتركي في آن معاً، عبّر لـ "اقتصاد" عن السعادة التي غمرته بسفره إلى دولة قطر بجواز سفره التركي، وروى تفاصيل رحلته التي وصفها بأنها كانت يسيرة وسهلة ولم تكلفه مالياً سوى ثمن تكت الطائرة التي أقلته من مطار هاتاي إلى إستانبول، ومنها إلى مطار الدوحة التي كان ينتظره رفاقه فيها، بعد غياب طويل، منع لقاءه بهم حمله لجواز سفر سوري فقط .

وتابع أبو خليل الذي حصل على الجنسية في الدفعة الأولى قبل أربعة أشهر، أنه تم التعامل معه، عند خروجه من تركيا ودخوله لقطر كمواطن تركي، رغم أنه لا يتقن اللغة التركية.

وأضاف أن السفر من تركيا إلى قطر هو سهل جداً ويسير بالنسبة للمواطنين الأتراك والسوريين المجنسين الحاصلين على الجنسية التركية كحد سواء ولا فرق، وذلك لوجود اتفاقية بين البلدين تسمح لحملة جواز السفر التركي دخول قطر دون حاجة لفيزا مسبقة، وإنما يُكتفى فقط بختم الدخول الذي يعتبر كتأشيرة عند الوصول فقط لمدة 90 يوماً، بالإضافة إلى طابع الجمهورية التركية بقيمة 15 ليرة تركية يلصق إلى جانب ختم الخروج ويتم الحصول عليه من المطار.

وبحسب موقع مؤشر جوازات السفر لدول العالم  https://www.passportindex.org/ يحتل جواز السفر التركي وفق آخر تحديث المرتبة 45 عالمياً، ويتيح لحامله السفر لـ 104 دول دون الحاجة للحصول على فيزا مسبقة لدخول تلك الدول ويستطيع أي شخص الدخول إلى هذا الموقع واختيار تركيا ومعرفة تفاصيل أكثر حول السفر إلى كل دولة والإجراءات اللازمة لها.

(الترتيب العالمي لجواز السفر التركي)

بينما يحتل جواز السفر السوري المرتبة 93 عالمياً بحسب مقارنة يمكن إجراؤها بين جوازات السفر على الموقع ذاته ويتيح لحامله السفر دون الحاجة للحصول على فيزا إلى 29 دولة فقط. فيما يحتل جواز السفر الألماني الذي من المحتمل أن يحصل عليه الكثير من اللاجئين السوريين مستقبلاً بعد اختيارهم ألمانيا بلداً للجوء، المرتبة الثانية عالمياً، ويتيح لحامله السفر لـ  158 دولة دون الحاجة لفيزا مسبقة. فيما يتصدر جواز السفر لدولة سينغافورة، المرتبة الأولى عالمياً.

(الترتيب العالمي لجواز السفر السوري)

(مقارنة بين جوازي السفر السوري والتركي)

وعن كيفية الحصول على جواز السفر التركي، أفاد المحامي حيدر هوري، عضو اللجنة الاستشارية في تجمع المحامين السوريين، أن جواز السفر التركي يمكن الحصول عليه واستخراجه من دائرة الأمنيات في الولاية التي يتبع لها السوري المجنس، ويمكن له استصداره بموجب الهوية الشخصية التركية أو ورقة الهوية التركية المؤقتة، كما يمكن للشخص حجز موعد مسبق لاستخراج جواز السفر من خلال الدخول إلى الموقع الالكتروني لدائرة الأمنيات في الولاية التي يسكن بها واختيار موعد جواز السفرOnline Pasaport Randevu من القائمة كما هو محدد بالصورة المرفقة من الموقع الالكتروني.

(الحصول على موعد لإستخراج جواز السفر التركي من موقع دائرة الأمنيات التركية)

وعن تكلفة استخراج جواز السفر التركي قال هوري إن رسوم استخراج جواز السفر التركي تختلف حسب مدة الجواز وهي كالتالي: 175 ليرة تركية مقابل سنة واحدة، و286 ليرة تركية مقابل سنتين، و 406 ليرة تركية مقابل ثلاث سنوات، فيما تصل رسوم المدة من أربع سنوات – إلى عشر سنوات 573 ليرة تركية، ويضاف لتلك الرسوم ثمن دفتر الجواز وهي 94 ليرة تركي. كما هو موضح بالجدول. ويصل جواز السفر خلال ٣ أيام عن طريق مؤسسة البريد التركية PTT إلى عنوان الاستلام الذي يحدده طالب الجواز. ويكن السفر به من لحظة استلامه دون أي عوائق.

( جدول يوضح رسوم الحصول على جواز السفر التركي)

ونوه هوري إلى أن الطلاب الأتراك أو السوريين المجنسين على حد سواء كونهم أصبحوا أتراكاً، يتم إعفائهم من دفع الرسوم مقابل الحصول على جواز سفر لمدة سنتين فقط، بشرط أن يكون الطالب دون 25 عاماً، ويثبت أنه طالب من خلال وثيقة الطالب المسماة (Öğrenci belgesi) .

وتعتبر تركيا من الدول التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين السوريين. وكذلك من أوائل الدول التي أعطتهم حق المواطنة الكاملة بعد تجنيس الآلاف منهم بصورة استثنائية هذا العام في عملية ماتزال مستمرة. ويتوقع حقوقيين ومختصون بالشأن التركي أن يصل عدد من يحصل على الجنسية التركية إلى 300 ألف سوري في غضون ثلاث سنوات قادمة وسط تلميح من نظام الأسد باتخاذ إجراءات ضد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية تحت قبة برلمانه.

ترك تعليق

التعليق