مزارعو البرتقال بين الجوع والدفاع الوطني.. وتهديد الموز


تشهد منطقة الساحل انخفاضاً كبيراً في أسعار كافة أنواع الحمضيات مع ارتفاع التكلفة، تزامناً مع هبوط كبير في أسعار الموز المستورد. والنظام يستغل الوضع لتوجيه من تبقى من الرجال للتطوع في الدفاع الوطني.

انخفاض الأسعار

انخفضت أسعار الحمضيات في أسواق الهال المنتشرة في طرطوس واللاذقية، حيث تراوحت بين 25 و50 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد حسب النوعية والجودة.

جاء هذا الانخفاض بالتزامن مع نضوج الحمضيات، واضطرار المزارعين لقطافها وتسويقها.

وفي لقاء لـ "اقتصاد" مع أحد مزارعي البرتقال من قرية كرسانا قال: "وضعنا يرثى له، نزلت إلى السوق ومعي طن واحد من الليمون، بعته في سوق هال اللاذقية بمبلغ 32 ألف ليرة سورية، ودفعت أجور نقله 6500 ل س وأخذ مني تاجر السوق كمسيون وقدره 3500 ل س ودفعت أجور القطاف 4500 ل س وقيمة صناديق البلاستيك 12000 ل س وتغديت أنا والسائق في السوق بمبلغ 2000 ل س ولم يتبق معي سوى 3500 ل س وإذا ما أضفنا تكلفة المكافحة والفلاحة والعناية فسنقع تحت خسارة كبيرة".

وأضاف: "المادة الوحيدة التي تؤثر على أسعار البرتقال هي مادة الموز التي تشهد كل عام انخفاضاً في أسعارها مع نضوج مواسمنا".

انخفاض أسعار الموز

تشهد الأسواق انخفاضاً في أسعار فاكهة الموز المستوردة حيث يباع بالجملة في سوق الهال بمبلغ يتراوح بين 150 و250 ل س للكيلوغرام الواحد.

ويظن الكثير من سكان سوريا أن مادة الموز أفضل وأكثر فائدة من البرتقال، ويعتبرون الموز بديلاً غذائياً جيداً إذا كان منخفض السعر، ويكون بديلاً لوجبة غذائية وخاصة بالنسبة للأطفال مع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، ويفضلونه على كافة الفواكه والحمضيات محلية الإنتاج.

ويوجه الموالون أصابع الاتهام إلى تجار الموز، ويعتبرون أن انخفاض سعره حرب اقتصادية مفتوحة على مزارعي الحمضيات الذين ينتمي معظمهم إلى الطائفة الموالية.

هذا كما صرح التاجر "ع ـ الشملات" وهو صاحب محل في سوق هال اللاذقية لـ "اقتصاد" الذي أكد أن التجار وبالتعاون مع الدولة، التي وصف حكومتها بـ "الحكومة الداعشية"، يتعمدون إغراق السوق بالموز الرخيص لزيادة وضع المزارعين سوءاً وتعريضهم للجوع.

الدفاع الوطني هو الخيار

ومن جهته، عبّر مزارع من مشقيتا "حسن ز" عن غضبه وسخطه من الحال التي وصل إليها مع أسرته، وعدم إمكانية الاعتماد على ما ينتجه من بستانه لتأمين حياة كريمة لعائلته المكونة من أربعة أطفال وزوجة، "لم يبق أمامي حل سوى اللجوء إلى التطوع بالدفاع الوطني من أجل الحصول على راتب شهري، والعمل مثل غيري بالتعفيش من مناطق الاشتباكات، كما يفعل من بقي حياً من الذين تطوعوا، ولكن لمن أترك أسرتي وأطفالي الصغار؟، إن الدولة يجب أن تقدم الدعم للمزارعين، على الأقل من أجل تأمين الغذاء للسوريين، ولكنها مع ذلك تفضل الضغط علينا لنتوجه للتطوع، ضاربة عرض الحائط بحاجة الشعب السوري، ومفضلة الحفاظ على السلطة والكرسي عن أي أمر آخر".

وأضاف "حسن": "أين معامل العصير والشراب.. لماذا لم ترخص الدولة للتجار الذين تقدموا بطلبات لإشادة معملين في اللاذقية، مع العلم أن سوريا تستورد العصائر من الخارج، ونحن لدينا المادة الأولية الخام فلماذا لا يتم تصنعها محلياً، لمصلحة من هذا التجاهل لإنتاجنا، مع العلم معظم المزارعين من الموالين للنظام والذين يضحون من أجل بقائه".

ترك تعليق

التعليق