أجور الأطباء في دمشق.. سكاكين تجز رقاب الناس


يوماً تلو الآخر، يزداد الوضع سوءاً في العاصمة دمشق.. ارتفاع للأسعار وتدهور لليرة السورية، لم يؤثر إلا على المواطن. وفي ظل ذلك التدهور كان لأطباء العاصمة كلمتهم وموقفهم الذي أرادوه مشابهاً لموقف المحامين.

إلا أن الأطباء اختاروا أن يجعلوا أجورهم التي باتت سكيناً تجز رقبة المواطن، شرعية ورسمية، عبر نقابتهم.

مراجعة الطبيب.. عينة عن الأسعار

مع ارتفاع أجور الأطباء في العاصمة كان لأجور المراجعات قصة أخرى.

أم محمد، إحدى سكان العاصمة قالت لـ "اقتصاد": "أصدر رضا سعيد وزير الصحة في دمشق، قراراً يقضى برفع أجور المعاينات لدى الأطباء، حيث أصبحت مراجعة الطبيب ذي الخبرة التي عن 15 عاماً، 1000 ليرة سورية، مقارنة بـ 500 ليرة قبل صدور القرار، فيما أصبحت المراجعة لدى الطبيب الذي تقل خبرته عن المدة المذكورة 750 ليرة مقارنة بـ 350 سابقاً. أما الطبيب العام فأصبحت مراجعته بـ 500 ليرة مقارنة بـ350 سابقاً".

إلا أن معظم الأطباء لا يلتزمون بالقرار، حيث أصبحت تكلفة المعاينات لديهم تزيد عن 10 آلاف ليرة سورية، بسبب غياب الرقابة وتلاعب أصحاب النفوس الضعيفة منهم بالتكاليف.

الولادة... من فرحة إلى عبء

تكاليف الولادات لم تكن بمنأى عن ذلك الارتفاع، حيث قالت "أم هادي"، إحدى سكان العاصمة أيضاً، لـ "اقتصاد": "تكاليف عملية الولادة في العاصمة باتت مكلفة جداً. على سبيل المثال تكلف الولادة في (مشفى الحياة) 50 ألف ليرة سورية إن كانت طبيعية، أما إن كانت قيصرية فهي تزيد عن الطبيعية الضعفين".

فيما تبلغ تكلفة العملية في (مشفى الرشيد) 150 ألف ليرة سورية للولادة الطبيعية فيما تصل الى 350 ألف للقيصرية.

وهذه الأسعار لا تتناسب أبداً مع دخل المواطن العادي ما جعله يلجأ للمشافي الحكومية التي تغيب فيها الرقابة الصحية.

وأضافت "أم هادي": "لم تقتصر زيادة الأجور على عمليات الولادة، بل وصلت إلى أسعار التحاليل، حيث وصل سعر تحليل الحمل إلى 700 ليرة سورية مقارنة بـ 350 سابقاً. أما سعر تحليل الدم فوصل إلى 2500 ليرة، فيما يصل سعر بعض التحاليل الأخرى إلى 4000 ليرة سورية".

ونوهت "أم هادي" إلى أن الأزواج الذين لم يحظوا بأولاد، باتوا بعيدين عن فكرة طفل الأنبوب، الذي باتت تكلفة عمليته تصل إلى مليون و600 ألف ليرة سورية في "مشفى الشرق" مثلاً.

بين العاصمة وغوطتها.. فروقات شاسعة

أما في غوطة دمشق الشرقية والمحاصرة منذ 5 سنوات فتختلف تلك الأسعار اختلافاً واسعاً.

وليد عواطة، فني تخدير متواجد في الغوطة الشرقية، قال لـ "اقتصاد": "العلاج في كافة مشافي الغوطة الشرقية مجاني رغم الحصار، حتى الأطباء الذين يعملون ضمن عياداتهم الخاصة فأسعارهم رمزية جداً وبعضهم يعمل بالمجان".

وأضاف: "عدد الأطباء في الغوطة الشرقية جيد، إلا أن توزعهم على الاختصاصات الطبية ليس جيداً، فعلى سبيل المثال يوجد طبيب عصبية واحد في كل الغوطة وكذلك في اختصاص الأوعية. بينما يوجد 3 أطباء عينية، والتخدير مثلهم".

ما سبق من معلومات، أكدها طبيب آخر رفض ذكر اسمه، إلا أنه قال: "أجور الأطباء في الغوطة كبيرة مقارنةً مع حالة الحصار الذي تعيشه المنطقة. بينما تعتبر هذه الأجور عادية فيما إذا قسناها على مستوى الدخل قبل الثورة بالدولار، إلا أن تلك الأجور لا تأتي من العامة، إنما من الجهات الداعمة، حيث يبلغ متوسط راتب الطبيب في الغوطة إلى 1000 دولار، إذا وقّع عقداً مع مشفى واحد، ومع كل توقيع عقد يزيد الراتب ألفاً أخرى".

وبذلك نرى بأن المتضرر الوحيد من الحرب الدائرة في سوريا هو المواطن في المناطق المحررة أو الخاضعة لسيطرة النظام، على حد سواء.

يذكر أن نساء العاصمة من الحوامل باتوا يلجأون إلى القابلات في مراجعاتهم ومعايناتهم في ظل ارتفاع أجور الأطباء.

ترك تعليق

التعليق