"كناكر".. وعود أشبه بالخيال قبل "المصالحة"، ماذا تحقق منها؟
- بواسطة قصي عبد الباري - خاص - اقتصاد --
- 09 تشرين الثاني 2017 --
- 0 تعليقات
لا تختلف معاملة النظام في منطقة كناكر، الواقعة ضمن غوطة دمشق الغربية، عن معاملته في باقي المناطق الموقعة على "مصالحات وطنية".
آخر الانتهاكات كانت قيام قواته بطرد ما يزيد عن 50 شخصاً من أفراد البلدة المقيمين في منطقة "دنون"، لقيام أحد أبنائها بسرقة سيارتين وعدد من الأسلحة وبيعها. وكان هذا الشخص ممن عمد إلى تسوية وضعه والانضمام إلى صفوف النظام.
وعود طي النسيان
كغيرها من مناطق المصالحات، كانت الوعود من جانب النظام، قبيل التوقيع، أشبه بالخيال.. إفراج عن معتقلين وفتح معابر وعودة الحياة إلى سابق عهدها.. إلا أن النظام لم يلتزم يوماً بعهوده.
أمينة العبد لله، إحدى سكان البلدة، قالت لـ "اقتصاد": "أفرجت قوات النظام بداية المصالحة عن 32 معتقلاً فقط. إضافة إلى اعطائها تأجيلات لـ 10% من المتخلفين عن الخدمة. فيما سُمح للمنشقين بالخدمة ضمن كناكر"، وهو ما اعتبرته أمينة العبد الله "ميزة" مقارنة بغيرها من المناطق.
وأضافت: "وقّعت كناكر على المصالحة بداية العام، إلا أن المياه لم تعد إلى مجاريها بين عناصر النظام وأهلها، لأن النظام لم يُولِ تلك الأهمية للبلدة، من ناحية إعادة الحياة كاملة إليها".
المصالحة توقف العمل الإغاثي
توقفت المشاريع الإغاثية في البلدة منذ توقيع المصالحة بسبب التوثيق الذي يطلبه الداعمون، كما قالت العبد لله.
واستطردت في تصريحاتها لـ "اقتصاد": "أسعار المواد الغذائية باتت قريبة من العاصمة لذلك لا يمكن اعتبار توقف الإغاثة مشكلة".
فيما نوهت إلى أن أسعار المحروقات تزيد بـ 100 ليرة لليتر الواحد، مقارنة بالأسعار في دمشق، نظراً لبيعها بشكل حر، لعدم تفعيل المحطات.
فيما عادت الأفران للعمل، إضافة إلى إنشاء مراكز توزيع ضمن الأحياء تجنباً للازدحام على الأفران.
الخدمات تعود تدريجياً
ما يميز مناطق المصالحات عن غيرها من مناطق العاصمة هو الواقع الكهربائي الممتاز. فالكهرباء في كناكر تعتبر جيدة جداً مقارنة ببقية مناطق العاصمة.
فرغم تراكم الفواتير منذ أكثر من 7 سنوات على الأهالي، فإن الكهرباء موجودة، كما قال "أبو صالح"، أحد أبناء البلدة، في تصريح لـ "اقتصاد".
وأضاف: "أما المياه فهي متواجدة في 70% من شوارع البلدة، والـ 30% المتبقية تعتمد على مياه الآبار والصهاريج".
وبالحديث عن الانترنيت، نوه "أبو صالح" إلى أن خدمة ADSL عادت منذ شهر فقط، بعد سماح قوات النظام بفتح بوابات في المنطقة.
وبذلك استطاع النظام الوصول إلى مراده بجعل أبسط حقوق المواطن حلماً يستطيع من خلال تحقيقه له، إعادته إلى "بيت الطاعة".
يذكر أن قوات النظام بدأت باتباع طريقة الهدن بداية عام 2014 في العديد في المناطق في محيط العاصمة والتي انتهت معظمها إما بالتهجير أو بالمصالحة.
التعليق