فرع البريد ptt التركي في جرابلس.. احتلال ناعم أم دعم للاستقرار؟


ما يزال افتتاح أول فرع لمركز البريد ptt التركي في منطقة جرابلس، مثيراً للجدل في أوساط النشطاء والمهتمين بالشأن العام من السوريين.

ويقدم المركز خدمات تحويل الطرود وشحن البضائع من وإلى كافة دول العالم، بالإضافة لخدمة تحويل الأموال.

ومنذ افتتاح المركز، بقي الجدل دائراً بين رأيين، ذهب أصحاب الأول إلى أن تركيا تسعى إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الريف الشمالي لمدينة حلب، الخاضعة لفصائل "درع الفرات"، التابعة لها، كي تصبح المنطقة جاذبةً للسوريين، بحيث تدفع بعضهم للعودة من تركيا، إلى الداخل السوري.

فيما يلمح أصحاب الرأي الثاني إلى أن تركيا تسعى إلى ترسيخ احتلال ناعم للمنطقة، عبر مؤسسات تحمل الطابع التركي، وتعزز ارتباط سوريي الشمال بالعمق التركي تحديداً.

ويؤكد الصحفي المتخصص بالشؤون التركية، عبو الحسو، في حديثه لـ "اقتصاد"، أن خطوة افتتاح مركز البريد تأتي ضمن إطار السعي التركي لإعادة الاستقرار والأمان لمناطق الشمال السوري.

متابعاً بالقول، "عودة اﻻستقرار وبناء المؤسسات وبسط اﻷمن من خلال جهاز الشرطة وإنشاء جيش وطني يساعد بالتأكيد على عودة الناس إلى بيوتهم وعودة الحياة إلى طبيعتها".

وبالتالي سيؤدي ذلك إلى هجرة معاكسة من تركيا إلى سوريا، وتخفيف العبء والضغط على تركيا.

في حين يرى مراقبون أن التدخل التركي عبر المؤسسات يمهد إلى ما هو أشبه بتمدد ناعم للسيطرة على المنطقة عبر إقامة مؤسسات وعلاقات استراتيجة طويلة الأمد.

الأمر الذي نفاه محدثنا موضحاً بالقول: "تركيا تعمل على دعم المكونات الوطنية ومؤسساتها لتكون قادرة على إدارة نفسها وتحقق موارد ذاتية لها".

وكمثال على ذلك، جرابلس ومعبرها الذي تذهب عائداته إلى المجلس المحلي الذي يغطي نفقاته وينفذ مشاريعه من خلال هذه العائدات.

وقال الحسو: "العمل على إعادة اﻻستقرار والحياة وبسط الأمن ووجود مؤسسة أمنية وعسكرية وطنية مؤسساتية، تتعاون مع تركيا، ستساعدها على ضبط حدودها وتشكل عمقاً استراتيجياً لها، وصمام أمان".

مشيراً إلى أن هناك حديث حول فتح فرع لبنك زراعات أيضاً، وسيتم خلال الأيام القليلة القادمة فتح مديرية الصحة في جرابلس وتنظيم العمل الطبي والصحي في المدينة.

وفي الاتجاه نفسه، يرى الصحفي بوكالة "فرات بوست"، صهيب الجابر، أن فكرة إنشاء البريد أمر جيد، كونه يقدم عدة خدمات ومنها نقل البضائع والأوراق الرسمية وتحويل الأموال بأسعار رخيصة، وذلك لتوفير التكلفة الزائدة التي يدفعها الأهالي لمكاتب الحوالات العشوائية.

واعتبر "الخلف" أن المركز هو لصالح السوريين بالدرجة الأولى، وهم المستفيد الأكبر، كما أنه لا دور للحكومة التركية بهذه الخطوة كون المركز شركة تتبع للقطاع الخاص.

مضيفاً أن الشارع السوري لم يعد يريد سوى الأمان الذي افتقده لسنوات، "ونحن غير متخوفين من التدخل التركي، فهو يعود بالنفع ويقدم المساعدة، ولكن نخشى من زيادة النفوذ لجماعات الأكراد التي تحاول انتزاع مناطقنا"، حسب وصف الجابر.

ترك تعليق

التعليق