الكهرباء جاءت.. وجيوب سكان دمشق، تدفع الثمن غالياً


قفزت فواتير استجرار الطاقة الكهربية المنزلية في العاصمة دمشق لأضعاف ما كانت عليه قبل شهور، حيث كان متوسط قيمة الفاتورة المنزلية الواحدة لا تتجاوز 3 آلاف ليرة سورية للدورة الواحدة كُل شهرين، بينما سجلت في مطلع الشهر العاشر أكثر من 5000 آلاف ليرة سورية، في حالات عديدة، لتشكل صدمة لدى سكان العاصمة، الذين أيقنوا أنّهم أمام التزام مالي جديد كان خارج حساباتهم المادية.

تجاوزت ساعات تقنين استهلاك الكهرباء في دمشق قبل مُنتصف عام 2017، 15 ساعة يومياً، وانخفض التقنين تدريجياً بعد سيطرة قوات النظام بمساندة القوات الروسية على حقول الغاز الطبيعي في محافظة دير الزور الشهر الماضي، الأمر الذي أدى إلى زيادة ومضاعفة تغذية محطات الكهرباء بمادة "الفيول".

يدفع غالبية سكان العاصمة ما يترتب في ذمتهم لقاء خدمة الطاقة الكهربائية بشكل دوري، لكن تبقى الكهرباء مجانية في مناطق مساكن الحرس والمزة 86 بحسب ما قالته لـ "اقتصاد" السيدة ر . ق القاطنة في دمشق القديمة.

وأضافت السيدة أنّها كانت تدفع كُل شهرين "دورة واحدة" مبلغ 2500 ليرة سورية، والآن بدأت تدفع 7 آلاف ليرة.

وتُردف السيدة ر . ق أنّها لا تستطيع حرمان أطفالها الأربعة من الكهرباء في الوقت الذي تواصل فيه حرمانهم من كُل أشكال الرفاهية، وهذا ما يتم انتهازه من قبل الدوائر الرسمية لدى "نظام الأسد" لامتصاص جيوب المواطنين الذين عانوا الويلات في سنوات الحرب السبعة.
 
ونوهت السيدة أنّه يتم رفع كُل أسعار الاحتياجات الأساسية اليومية بينما تبقى رواتب موظفي الدولة وأجور العاملين في القطاع الخاص كما هي دون زيادة.

زيادة طبيعية ومنطقية جداً، تقول "حكومة الأسد" عبر وسائلها الإعلامية، لا سيما بعد جُرعات الدعم الكبيرة التي منحتها "الحكومة" لقطاع الطاقة والتعاون والتنسيق القائم مع كافة وزارات الدولة ذات الصلة، مُنوهةً بإمكانية تحكم أرباب المنازل سلباً أو إيجاباً في قيمة الفاتورة من خلال ترشيد استخدام الكهرباء، وعدم استخدام الإنارة الكثيرة والابتعاد عن الحمولات الزائدة التي تضر وتؤدي إلى انقطاع وأعطال الكهرباء داخل المنزل وخارجه في الشبكة الرئيسية.

وتبلغ قيمة الكيلو الواط المنزلي الواحد بين صرف 600 كيلو و1000 كيلو واط كل دورة، 3 ليرات سورية، وبين صرف 1001 كيلو و1500 كيلو واط، 6 ليرات، وبين 1501 كيلو و 2500 عشرة ليرات، وفوق 2500 كيلو واط، بـ 29 ليرة سورية.

أبسط احتياجات المنزل الشعبي من الطاقة الكهربائية تتمثل بـ "البراد والإنارة والتلفاز"، وبحسب السيد ج . م القاطن في حي الزاهرة بدمشق، فإن تكلفة الاحتياجات الأساسية للطاقة الكهربائية لا تتجاوز الـ 1000 كيلو واط، لكن إذا أضفنا إليها مُسخن مياه الحمام والغسالات تتضاعف كمية الاستهلاك وهذا أمر لا بُدّ منه.

غالبية سُكان العاصمة وخاصةً القاطنين في الأحياء الشعبية لا يُمكنهم مُقاومة التكلفة المُرتفعة لاستهلاك الطاقة الكهربائية إلّا بسرقتها من الشبكات الرئيسية وهذا الطريق سلكه الكثيرون منذ سنوات، ومن الطبيعي أن يزداد في الآونة الأخيرة ليتجاوز ما تُعلنه "دوائر النظام" عن ضبط 4000 حالة سرقة كهرباء في دمشق لوحدها، بحسب السيد ج . م.

يُشار إلى أن حكومة النظام وقعّت مع طهران مطلع الشهر الفائت العديد من عقود المشاريع في مجال الطاقة وإنشاء محطة توليد في مدينة اللاذقية بقدرة إنتاج 540 ميغا واط، وخمس مجموعات توليد تعمل بالغاز في مدينة بانياس بقدرة 125 ميغا واط ، وإعادة تأهيل وتفعيل مركز التحكم الرئيسي للمنظومة الكهربائية السورية بنظام"اسكادا" في العاصمة.

يُذكر أنّ تكلفة استهلاك الطاقة الكهربائية المنزلية قبل عام 2011 لم تتجاوز 0.5 ليرة سورية لكل كيلو واط واحد في الفئة التدريجية الأولى.

ترك تعليق

التعليق