موسم الزيتون في إدلب.. مزارعون يشتكون: "(الخضراء) لم تعد تعطي ما يكفي"


"يا لهول الصدمة!".. بدأ موسم قطاف الزيتون وسارعت الأربعينية "أم سليم" إلى تفقد أشجارها العتيقة، لكن فداحة المصاب عقد لسانها، فقد وجدت أن من بين أربعين شجرة زيتون، لم تحمل سوى ثلاث شجرات، وهكذا خسرت موسمها من الزيت الذي كانت تعقد عليه الآمال والأحلام.

وبينما بدت غير مدركة لما حصل، قالت أم سليم لـ "اقتصاد": "هذه هي المرة الأولى التي أحصل فيها على هذه النتيجة. لا أدري ما هو السبب ولكني مصابة الآن بنكسة مالية".

على العكس من ذلك، يُقلّب الثلاثيني "أبو عبدو" حبات الزيتون الأخضر المنتفخة بعناية فائقة، بينما كانت ابتسامة الرضا تلوح في وجهه الممتلئ؛.. وكيف لا؟.. وقد حقق موسماً أقل ما يقال عنه أنه جيد مقارنة بموسم العام الماضي الذي كان رديئاً لأبعد الحدود.

"أبو عبدو" الذي يعتبر زيتوناته الضخمة والمتوزعة بالعشرات في بستانه الواسع في إحدى بلدات الريف الإدلبي مصدراً رئيسياً لمواجهة متاعب الحياة، قال لـ "اقتصاد": "لا يمكن التكهن بموسم الزيتون هذه الأيام".

وتابع "أبو عبدو"، بينما كان يعطي بعض التعليمات للعمال المنهمكين في قطاف حبات الزيتون وتوضيبها في أكياس كبيرة الحجم، "الموسم الماضي لم أجني أكثر من 8 أكياس من الزيتون. لكني حصلت هذا العام على موسم معقول".


بدءاً من العام المنصرم، راقب "أبو عبدو" أشجاره بعناية فائقة. كان يحاول التكهن بسبب فشل الموسم الماضي. "ربما يكون كلامي غير علمي. لكني لاحظت أن موجة الحر الشديدة ساهمت بشكل كبير في حرق الزهر لاسيما وقد أتت في موسم الحمل".

ملاحظة "أبو عبدو" ربما تكون قد حملت نسبة كبيرة من الصحة. المهندس الزراعي "مجد شبيب" قال لـ "اقتصاد" ضمن حديثه عن موسم محافظة إدلب خلال العام الحالي، "بفترة الإزهار التي تبدأ من منتصف نيسان، في حال ارتفعت درجة الحرارة أعلى من 32 درجة مئوية، يؤدي هذا الأمر إلى تساقط الأزهار بشكل كبير".

شبيب أضاف إلى توضيحه معلومة هامة وهي انتشار حشرة تدعى (بسيلا الزيتون) في نفس توقيت حمل الزيتون. "هذه الحشرة تضع بيوضها على الأشجار وموجة الحر تساعد على انتشارها، ما ينتج عنه تأثير سلبي جداً على الموسم".

إضافة لجميع ما سبق، "قلة العناية والتقليم والري والتسميد بفترة الحرب جميعها أثرت على المحصول".


الخبير الزراعي أشار إلى أن موسم الزيتون في محافظة إدلب تباين هذا العام بحسب موقع الأشجار، إذ يلاحظ أن المناطق المرتفعة كانت نسبة الحمل فيها أكثر من المناطق المنخفضة.

"من سراقب وباتجاه الشمال كان الموسم أفضل. وجبل الزاوية فيه حمل أكثر من معرة النعمان وريفها والسبب هو عدم تأثر هذه المناطق بالحرارة بخلاف المناطق المنخفضة".

ترك تعليق

التعليق