"مرحباً بتركيا إذا غادرت الطائرات أجوائنا"


بات حديث السكان الشاغل في ريف حماة المدمر، خلال الأيام الأخيرة، عن التدخل التركي في سوريا. فمنهم من رحب به إذا كان هو الخلاص من القصف والدمار، ومنهم من اعتبره كباقي التدخلات التي سبقته كـ (مليشيا حزب الله - الحرس الثوري الإيراني - روسيا - ..). وبات الجميع يراقب حركة طيران رؤوساء الدول، وكأن الثورة السورية كانت بإشارة منهم أو إيحاء.

أم أحمد، نازحة من بلدة كرناز بريف حماة تقول: "فرحت كغيري لخبر التدخل التركي آملةً أن يستتب الأمن والأمان في ريف حماة، الذي لم تفارقه قذائف الأسد وصواريخ روسيا، منذ أمد".

وأضافت أم أحمد: "نأمل أن تصل قواعد تركيا إلى ريف حماة ونعود إلى بيوتنا المدمرة التي حُرمنا منها 5 سنوات على التوالي، والعودة إلى العمل في حقولنا الزراعية التي تشكل المصدر الأساسي في دخلنا".

من جهته، حسن الذي يعمل مدرساً في احدى مدارس بلدة كفرنبودة شمال حماة، قال: "التدخل التركي يصب في مصلحة تركيا أولاً وأخيراً، والهدف منه حماية نفسها مما يسمى الدولة الكردية، وحماية حدودها". وأضاف حسن: "من جهتي لا أتوقع أن يكون للشعب السوري من التدخل التركي ناقة ولا جمل، وإن شاء الله أكون غلطان".

وتوافقت وجهة نظر مؤيد، مدرس التاريخ، مع زميله حسن، قائلاً: "دائماً تدخل الدول في أخرى يكون لأجندات خاصة. (ما في دولة بتتدخل على سواد عيونا). وكل دولة لها مصالح. وتركيا كذلك. ولكن على حساب المواطن السوري".

وأضاف مؤيد: "التدخل التركي في سوريا هو عدوان والهدف منه تقسيم سوريا ولا يمكن لأحد السكوت عنه".

أما أبو علي، أحد سكان قلعة المضيق، قال: "إذا كان دخول تركيا إلى سوريا سيُوقف الطيران ويعيد النازحين إلى قراهم وبلداتهم ويجمع شمل كل عائلة كان الأسد سبباً في تشتتها، وعودة الحياة إلى طبيعتها، سواء زراعة أو صناعة أو تجارة، فنحن معه، أما كل ما هو غير ذلك، فهو عدوان واحتلال، (واللي عنا بيكفو ومو ناقصنا محتل آخر بعباية أخرى)".

منار، نازح من مدينة مورك، يقطن في خيمة بأحد مخيمات ريف حماة، قال: "أنا من جهتي مع التدخل التركي إذا كان سبباً في عودة أبنائي إلى منزلهم ومغادرة هذه الخيمة التي لا تقِ حر الصيف ولا برد الشتاء". وأضاف منار: "نريد من تركيا الانتشار في ريف حماة ووقف طيران الأسد وحليفته روسيا، اللذين كانا سبباً في مقتل مئات الآلاف من السوريين ودمار مدن وبلدات سوريا".

وأضاف منار: "المدنيون بريف حماة يعتمدون على الزراعة بشكل أساسي، وطائرات الأسد تسببت بحرمانهم من العمل فيها قرابة 5 سنوات، والكل يريد أن يتوقف القصف للعودة إلى العمل في أرضه".

من ناحية أخرى، اعتبرت سمية، إحدى الممرضات في مشفى ريف حماة الميداني، أن تدخل الأتراك في سوريا يصب في مصلحة السوريين كون تركيا دعمت الشعب السوري منذ انطلاقة الثورة السورية ولا تزال. وقالت: "حتى لو اعتبرنا تدخل تركيا احتلالاً، فهو خير من أن تتحول قرانا وبلداتنا لمزارات شيعية وكابريهات روسية".

وأضافت سمية: "نطالب تركيا إذا تدخلت، بفتح المعابر وتزويد مناطقنا المحررة بمواد البناء والبضائع لتعود إلى ما كانت عليه، الكل بحاجة للعمل. ووقف القصف أساس كل شيء".

تهجير وقصف دمار ونزوح.. جعل السوريين لا يفكرون إلا بوقف القصف على بيوتهم والعودة إليها، سواء تدخلت تركيا أم تدخلت "القرود السود" على حد وصفهم.. ولسان حال معظمهم ينادي "مرحباً بتركيا إذا غادرت الطائرات أجوائنا".

ترك تعليق

التعليق