اسمنت الحسكة يتضاعف بعد إغلاق "السويدية".. وإقبال شديد على البناء غرب الرقة


قفزت أسعار الاسمنت في محافظة الحسكة إلى الضعف خلال اليومين الماضيين بعد إغلاق معبر "السويدية" الحدودي مع العراق، إلى جانب استمرار الشحن باتجاه ريف الرقة الذي يشهد إقبالاً كبيراً على البناء وإنتاج البلوك المستخدم في عمليات إعادة إعمار الأهالي لمنازلهم المتضررة من المعارك بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، على مدار أكثر من عام.

وجاء إغلاق المعبر المخصص منذ 20/9/2017 لاستيراد مواد "الاسمنت، حديد البناء، ألواح البلور، الأسمدة، السكر"، إلى مناطق سيطرة إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية، نتيجة سيطرة القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي على منطقة ربيعة شمال غربي محافظة نينوى وانسحاب قوات البيشمركة الكردية ضمن عملية تسليم المناطق المتنازع عليها للحكومة المركزية ببغداد.

وارتفع سعر اسمنت البناء من 2200 – 2400 ليرة للكيس الواحد (50 كغ) إلى نحو 4000 – 5000 ليرة سورية في اليوم التالي لإغلاق معبر السويدية مع العراق، بعد توقف وصول شاحنات الاسمنت العراقي من جهة منطقة المالكية شمال شرق الحسكة، وفق أصحاب معامل البلوك في منطقة رأس العين.

وقال  علي (34 عاماً)، أحد عمال معمل  بلدة "ابو راسين" لـ "اقتصاد"، إن الاسمنت اختفى من السوق مؤخراً، وكل تاجر أو صاحب معمل باع أو استخدم ما يملكه من الاسمنت العراقي، واجه مشكلة في تأمين كميات جديدة بسبب عدم توفره، مضيفاً أن الاسمنت المتوفر في مناطق سيطرة إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية هو إمّا عراقي يأتي عبر شمال العراق أو تركي وسوري يأتي من ريف حلب عبر مدينة منبج.

وأشار علي إلى أن حديد البناء حافظ على أسعاره بين 320 – 400 ليرة سورية حسب القياس ( 6 م- 16م) والمنشأ، الذي يتنوع بين الحديد الأوروبي والتركي والعراقي.

وتشحن كميات كبيرة من الاسمنت باتجاه منطقة الطبقة بالريف الغربي للرقة، التي تشهد إقبالاً شديداً على البناء قبيل فصل الشتاء في محاولة من الأهالي لترميم مساكنهم أو بناء مساكن جديدة بعد تضرر منازلهم من العمليات الحربية، حيث زاد الطلب على مادة الاسمنت بعد عودة معامل ومكابس البلوك إلى العمل كنتيجة طبيعية لحركة الاعمار في الطبقة وريفها، وفق مصادر أهلية.

وقال سالم (40 عاماً) من أهالي قرية "جعبر" لـ "اقتصاد" إن الأهالي لم يكونوا يفكرون بالبناء بسبب الخشية من تعرض الأحياء السكنية للقصف الجوي والدمار الحاصل نتيجة المعارك، لكنهم حالياً يقبلون على البناء بعد انسحاب تنظيم "الدولة الإسلامية" وتوقف القصف والمعارك إلى جانب انفتاح المنطقة على محيطها باتجاه الحسكة وريف حلب، مضيفاً أن عمليات رفع الأنقاض من شوارع قريته من المتوقع ان تبدأ اليوم (السبت) كما بدأت في مدينة الطبقة منذ أسابيع.

وحسب سالم فإن أسعار الإسمنت في منطقة الطبقة لم تتأثر حتى الآن، ومازال الطن الواحد من الاسمنت العراقي القادم من جهة الحسكة يباع بنحو 50 ألف ليرة سورية، فيما يباع الاسمنت السوري القادم من جهة سد تشرين بنحو 60 ألف ليرة سورية، فيما يباع الطن الواحد من الحديد بسعر يتراوح بين 315 – 335 ليرة حسب منشأه إن كان سوريّاً أو أوروبيّاً.

الجدير ذكره أن عودة الاستقرار إلى المنطقة وتوقف المعارك سمح لأهالي ريف الرقة أيضاً بإعادة ترميم وبناء منازلهم الطينية، والمكونة من جدران مبنية من "اللبن" (طوب مصنوع من عجينة التراب والتبن) مسقوفة بأعمدة الخشب والقصب أو القش قبل أن تغطى بعجينة من "الوحل المعجون مع التبن" لمنع تسرب مياه الأمطار خلال فصل الشتاء.

ترك تعليق

التعليق