رجال أعمال كبار على قائمة التصفية من النظام


كنت متردداً بالكتابة، عندما سرب لي أحد الأصدقاء قبل أكثر من عشرين يوماً، ونقلاً عن مصادر من النظام، بأن هناك مجموعة من الأسماء الفاعلة داخل النظام سوف يتم التخلص منها، ومن بينها اسم عصام زهر الدين.

والسبب أن مثل هذه التسريبات، لا قيمة لها بدون ذكر مصدرها، ويستطيع أي شخص أن يقول ما يشاء داخل فكرتها.. ولأنه غير ممكن ذكر المصدر، فقد آثرت عدم الكتابة.

اليوم، وبعد أن تم التخلص من عصام زهر الدين مصداقاً لمعلومة صديقي، فإنني بت أكثر شجاعة في الحديث عن البقية الباقية ممن ينوي النظام التخلص منهم، لكني لن أذكر الأسماء، وسوف أكتفي بالقول، بأن هناك الكثير من رجال الأعمال ومن الصف الأول، وبحسب التسريب، يجري العمل على التخلص منها، وليس بالضرورة عن طريق التصفية الجسدية، وإنما عن طريق الاستيلاء على أملاكها، وبنفس الطريقة التي تم فيها الاستيلاء على أملاك رجل الأعمال الدمشقي عماد غريواتي.

المصدر الذي سرب لصديقي المعلومة، كان يتحدث معه في إطار، إعادة تهيئة النظام لكي يكون مقبولاً للمرحلة القادمة، وبالتالي كل من ارتبط اسمه بعمليات مشبوهة، وثارت حوله الأقاويل، وكرهه الناس، سوف يتم التخلص منه بطريقة أو بأخرى.

أما الفكرة من التخلص من بعض رجال الأعمال، وبالذات ممن قدموا ولاء منقطع النظير للنظام، فهي تعود إلى أن النظام يريد أن يدخل المرحلة القادمة، وقد نظف نفسه، قدر الإمكان، من الكثير من الأوساخ التي علقت به في المرحلة السابقة..

وأما كتحليل شخصي، وإمكانية أن يقوم النظام بالتخلص من بعض رجال الأعمال، والذين ارتبط اسمهم بعمليات مشبوهة، وحققوا أرباحاً طائلة خلال فترة الأزمة، فهي قد تكون فكرة معقولة للاستيلاء على أموال هؤلاء وتحويل أملاكهم لتمويل مشاريع تخص ذوي قتلى النظام، بالدرجة الأولى.

ولعل المتابع للإعلام الرديف للنظام، سوف يقع منذ حوالي الشهر على أفكار بدأ يتداولها هذا الإعلام بالحديث عن فساد أسماء كبيرة من رجال الأعمال ممن يعتمد عليها النظام، والكشف عن عملياتها المشبوهة.. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن النظام يعمل ومنذ فترة ليست بالقصيرة على دراسة مشروع ضخم يخص ذوي قتلاه، ممولاً بالكامل من رجال الأعمال، وذلك لامتصاص نقمة هذه الفئة عن طريق "جبر خاطرها" بالمال، في حال استقر رأي المجتمع الدولي على إعادة تأهيله بشرط إشراك المعارضة معه في الحكم.

ناهيك عن أن حكومته لم تعد قادرة على تحمل نفقات ذوي أكثر من 100 ألف قتيل من عناصر الجيش والمخابرات، من رواتب دائمة ووظائف وامتيازات..

وهو يبحث عن طريقة لإجبار رجال الأعمال على الدخول في تمويل هذا المشروع، لكن لا بد في البداية من توجيه ضربة لبعض الأسماء الكبيرة، وفتح ملفات فسادها، والحجز على أموالها، من أجل أن يخاف البقية، ويصبحوا تحت سمع وطاعة النظام..

لهذا لا أستبعد أن يكون هناك قريباً، علميات تصفية لرجال أعمال كبار، وخصوصاً أن هذا الأمر، هو أكثر ما برع به النظام حتى الآن، وهو الأمر الوحيد الذي لا يحتاج فيه لمساعدة أحد، لا روسيا ولا إيران، ولا حزب الله، ولا الميليشيات المرتبطة بهما..

والأيام القادمة هي التي ستثبت لنا صدق هذه التسريبات من عدمها..

ترك تعليق

التعليق