شاب إدلبي يحصل على أرباح معقولة من تربية العصافير


للوهلة الأولى بدا "عبد الحميد" ابن محافظة إدلب مغرماً بطيوره الصغيرة. لكن الشاب الذي تزوج مؤخراً يعتمد على هذه العصافير كمصدر للرزق في ظل ندرة فرص العمل داخل المناطق المحررة شمالي البلاد.

يفتح الشاب الثلاثيني الباب الخشبي للقفص الكبير المصنوع من الأسلاك المعدنية المتشابكة، ويملأ أوعية بلاستيكية مخصصة للشرب، بالماء الكافي. تعالت زقزقات العصافير داخل القفص. هنا تتواجد أنواع عديدة من الطيور، متعددة الأحجام. لكنها كانت جميعها بهية المنظر وجميلة جداً.

قرابة 4 مليون نسمة تقيم في مساحة تقدر بـ 11 ألف كيلو هي امتداد الشمال السوري الذي يقع تحت سيطرة المعارضة. ومع غياب الاستقرار الدائم نتيجة الحرب والقصف المستمر، يبحث أبناء المنطقة عن فرص عمل لا تتأثر بالظروف الحالية.

"أجد متعة في تربية الطيور لكن الدافع الرئيسي لإقدامي على هذا العمل هو حاجتي للمال"، قال "عبد الحميد" لـ "اقتصاد"، وهو يشير إلى عدة أقفاص متعددة الأحجام مليئة بمختلف أنواع الطيور التي تشبه زقزقتها المتشابكة موسيقى أوركسترا حزينة.

يروي عبد الحميد كيف تمكن بعد تربية طيور صغيرة بغرض المتعة من جني ربح معقول على صعيد الصدفة. "زارني أحد أصدقائي منذ مدة. أصوات طيوري العذبة شدت انتباهه ما جعله يصر على شرائها مني".

يكمل حديثه بينما كانت عيناه تتجولان بين الأقفاص بنظرات حانية. "قال صديقي إنه مستعد لدفع مبلغ معين ثمناً للطيور. كان المبلغ في الحقيقة كبيراً، يفوق السعر الذي اشتريت به هذه العصافير. ووافقت بلا تردد".

أحب عبد الحميد هذه المهنة لسببين، "إنها ممتعة نظراً للأصوات والمناظر الجميلة لهذه المخلوقات الرائعة. كما وفرت لي معيشة مقبولة دون تعب أو عناء".

في حال توفرت الإمكانيات يطمح عبد الحميد لتوسيع تجارته بإضافة أصناف نادرة ذات مردود مادي ممتاز. ويقول إنه بات يعشق هذه المهنة الخفيفة التي ساقها القدر إليه بعد عناء طويل.

زبائن عبد الحميد هم من محبي تربية الطيور بغرض الاستمتاع بأصواتها العذبة. كما يزوره أشخاص آخرون بغية التجارة الرابحة التي استهوتهم أيضاً.

كل صباح ومع زقزقة عصافيره يصحو عبد الحميد ليتناول قهوته السادة التي يحبها مكثفة بالهيل. امتزجت رائحة القهوة بأصوات موسيقى الطبيعة مع إشراقة شمس الصباح، بينما التمعت في الأفق بارقة أمل لمستقبل أفضل.

ترك تعليق

التعليق