اللاذقية.. منع للصيد بالسنارة، وغض بصر عن الديناميت!


أصدرت محافظة اللاذقية تعليمات تمنع صيد السمك بالسنارة في شاطئ اللاذقية، بعد توجيه دعوات من قبل الخبراء لقمع الصيد الجائر للسمك بالديناميت والجرافة التي تسبب القضاء على البزرة السمكية.

لن تتنفسوا أيها الهواة

جاء قرار منع صيد السمك بالسنارة مفاجأة مزعجة لأبناء مدينة اللاذقية، إذ كانوا ينتظرون منع صيد السمك بالديناميت والجاروفة.

وصُدم صيادو السمك الهواة والمحترفون الذين يستخدمون السنارة في ممارسة هواية صيد السمك خلال أوقات الفراغ، بقرار المنع.

عدد كبير من أبناء مدينة اللاذقية يجدون باللجوء إلى صيد السمك على شاطئ البحر بالسنارة، الهدوء والسكينة، واعتادوا عليها في أوقات فراغهم، كنوع من الرياضة والهواية، يعتبرونها ترويحاً عن النفس وتمضية لأوقات ممتعة، بالإضافة إلى صيد بضع سمكات كوجبة شهية مجانية من السمك الطري الطازج اعتاد سكان اللاذقية على تناولها.

اعتبر الصياد الهاوي "أبو محمد الصليباوي" أن هذا القرار يأتي من باب التضييق على سكان المدينة الأصليين، والذين هم من المعارضين لنظام الأسد، لمنعهم من الاقتراب من الشواطئ ومشاهدة ما تقوم به الزوارق البحرية الروسية والإيرانية، وإطلاق الصواريخ من البوارج البحرية الروسية باتجاه المناطق المحررة.

وأضاف الصليباوي لـ "اقتصاد": "أنا هاو لصيد السمك، كنت أذهب للصيد أسبوعياً في يوم العطلة، أستمتع بهوايتي وأحضر لأسرتي كمية من السمك أسبوعياً تكفينا لوجبة أو وجبتين، وتوفر علينا مبلغاً لا بأس به من المال، وخصوصاً في ضوء الأوضاع المادية الصعبة التي نعيشها، وأحياناً كنت أحضر كمية أكبر، حسب الأحوال الجوية وما يجود به البحر، أبيع قسماً أو أوزعه لأقربائي وجيراني".

اعتداء على مهنة الصيد

جاء هذا القرار المستهجن على خلفية مطالبة صيادي السمك المحترفين "في جمعية صيادي السمك"، محافظة اللاذقية ومديرية الثروة السمكية، بملاحقة صيادي السمك الجدد، الذين يصفونهم بـ "شبيحة البحر"، والذين يعمدون إلى استخدام الجرافات "الجاروفة" والتفجيرات في عرض البحر وعلى الشواطئ بواسطة الديناميت، وكلا الأسلوبين يؤديان إلى القضاء على البزرة السمكية، "الأسماك الصغيرة حديثة التفقيس"، التي تضمن استمرار الثروة السمكية على الشواطئ، وتؤمن الغذاء للأسماك الأكبر منها. كما أن هذين الأسلوبين في الصيد يؤديان إلى القضاء على بيوض الأسماك التي تتخذ من الشواطئ مركزاً لوضع بيوضها.

ويؤكد الصياد المحترف الملقب بـ "أبو البحر"، أن هذه الشريحة من المتطفلين على مهنة الصيد يشكلون خطراً على الصيادين الحقيقيين، وعلى الثروة السمكية في الساحل السوري، ولا يقيمون وزناً لما قد يؤول إليه الحال في الأيام المقبلة مع استمرار اعتداءاتهم على الشواطئ، وتدميرهم للحاضنة البيئية للأسماك المقيمة فيها، مثل "أسماك السلطان إبراهيم والغريبة واللقوز والشتربات والأجاج والجربيدة والحنكليس".

ويضيف أبو البحر: "إذا استمر الحال على ما هو عليه فسنكون في الأيام القادمة بلا عمل، وهذا قد يؤثر على مئات العائلات من الأسر التي تعتمد في دخلها بالكامل على صيد السمك. ونحن في جمعية صيادي السمك نرفض هذا النوع من الصيد، ولكن لا حول لنا ولا قوة بمواجهة حاملي السلاح الذين اعتدوا على مهنتنا".

المافيا أقوى من سلطة الأسد

ويرى الصياد "هادي" أن تجاهل السلطات الأمنية والحكومية للصيد الجائر على الشواطئ يعود إلى أن معظم الصيادين هم من حملة السلاح الذين ينتمون إلى الدفاع الوطني أو عناصر الأمن، أو هم من الشبيحة الخاصة بآل الأسد الذين أصبحوا يتخذون من عرض البحر موطناً لتجارة الدخان والسلاح، المهربين، الذي يستلمونه بعرض البحر من سفن التهريب التي تقوم عليها مافيات دولية، يديرها أو يشترك بها بعض أفراد العائلة الحاكمة في سوريا "هارون وحسين ومنذر الأسد"، والذين يمتد نشاطهم إلى قبرص والشواطئ الإيطالية والتركية واليونانية، ويتخذون من مهنة صيد السمك غطاء لنشاطاتهم الإجرامية، وتحت بصر وسمع كل الأجهزة الأمنية بل وربما بمشاركتها.

ترك تعليق

التعليق