بدء قطاف "الذهب الأخضر".. أعلى سعر لزيت الزيتون في تاريخ سوريا


بدأ المزارعون المحاصرون في قرى وبلدات ومدن ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بقطاف محصول الزيتون لهذا العام، والذي يسمى عالمياً بـ "الذهب الأخضر".

وبدأت عملية القطاف وسط انخفاض ملحوظ في الإنتاج، في المنطقة الوسطى من سوريا.

ومنذ الصباح الباكر باشر المزارع أبو فراس (52 عاماً) برفقة أفراد عائلة، بجني الزيتون لهذا الموسم. ويمتلك أبو فراس، حقلاً من أشجار الزيتون، تبلغ مساحته 20 دونماً، ويقع في قرية "دير فول"، الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة "تلبيسة".


ويقول أبو فراس لمراسل "اقتصاد" في حمص: "المحصول لهذا العام جيد مقارنة بالعام الماضي، وخالٍ من الأمراض". ولفت إلى أن الموسم في القرى الشمالية الشرقية من ريف حمص الشمالي، أفضل بكثير من موسم الزيتون بمدن الحولة وتلبيسة والرستن، وبأن قطاف الزيتون، يشكل لعائلته وللمئات من العائلات السورية، والعمال العاطلين عن العمل في شمال حمص المحاصر، مصدراً للرزق في ظل ارتفاع البطالة والأوضاع الاقتصادية المتردية في المناطق المحاصرة.

 وبيّن أبو فراس أن بستانه يحوي العديد من أصناف الزيتون، أهمها" النيبالي، الكرديو الصوراني"، وأوضح أنه يبيع جزءاً من محصوله، فيما يعصر القسم الأكبر منه بغرض إنتاج زيت الزيتون لبيعه، لافتاً إلى أن أشجار الزيتون من الصنف "الصوراني"، تعطي أفضل زيت زيتون في العالم من حيث الجودة والمذاق ومدة الصلاحية، والتي تستمر لمدة عامين. بينما الأصناف الحديثة من الزيتون كـ "النيبالي والبيكوال"، والتي بدأت تنتشر زراعتها بالبلدان العربية، فإن مدة صلاحيتها لا تتجاوز العام الواحد.

وتوقع أبو فراس أن لا ينخفض سعر عبوة الزيت (16 كغ) عن 30 ألف ليرة سورية، وهو أعلى سعر يصله زيت الزيتون السوري في تاريخه، بينما كان سعر "التنكة" في العامين ( 2011 و 2012)، 3 آلاف ليرة سورية.


من جانبه، توقّع المهندس الزراعي" أيمن أبو رضوان" من قرية "المجدل"، بريف حمص الشمالي الشرقي، أن يبلغ إنتاج الزيتون في ريف حمص الشمالي، هذا العام، نحو 40 ألف طن. وقال لـ "اقتصاد": "إن هذه الكمية تحقق الاكتفاء الذاتي، لسكان شمال حمص البالغ عددهم نحو 250 ألف نسمة، لأن أكثر من 50 بالمائة منهم، أصبحوا عاجزين عن شراء زيت الزيتون بسبب الحصار وارتفاع معدل البطالة وارتفاع سعر الزيت نحو 10 أضعاف عما كان عليه في عام قيام الثورة السورية".


جيد بالساحل وضعيف بالوسطى

وقال مهندس زراعي في محافظة حماة، رفض الكشف عن اسمه، وهو متخصص بتقنيات صناعة زيت الزيتون، إن موسم الزيتون في المنطقة الوسطى لهذا العام ضعيف جداً، بينما في المنطقة الساحلية ممتاز بعكس السنوات الثلاث الماضية.

 وأكد بأن ثمار الزيتون لهذا الموسم، خالية تماماً من الأمراض التي أصيبت بها في العامين الماضيين، بسبب موجات الحر المتتالية التي سيطرت على سوريا خلال الصيف الماضي.


يذكر أن سوريا تعتبر الوطن الأم لشجرة الزيتون المباركة، وكانت في العام 2011 تحتل المرتبة الخامسة عالمياً، والثانية عربياً بعد تونس، في إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، حيث كان يقدّر عدد الأشجار بنحو 82 مليون شجرة، ووصل إنتاجها من ثمار الزيتون في العام 2011 إلى أكثر من مليون طن، كما وصلت كمية الزيت المستخلصة إلى نحو 250 ألف طن زيت، انخفضت هذه الكمية في العام الماضي إلى نحو 60 ألف طن زيت، بينما التقديرات الأولية لإنتاج هذا العام تشير إلى أن الإنتاج سيصل إلى نحو 700 ألف طن زيتون.

ترك تعليق

التعليق